لا تشكل مستويات الكوليسترول المرتفعة عادة مصدر قلق بالنسبة للنساء خلال فترات الإنجاب. ومع ذلك فإن بعض النساء تصاب بارتفاع الكوليسترول أثناء الحمل. الأدوية الخافضة للكولسترول عبارة عن أدوية تقلل من مستوى الكوليسترول بالدم، وذلك عن طريق حصر مادة ضرورية للجسم لينتج الكوليسترول.
لا تتمثل فوائد هذه الأدوية فقط بخفض الكوليسترول، وإنما أيضا تخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. كما أنها تساهم في تثبيت اللويحات على جدران الأوعية الدموية، وتخفف من خطر حدوث جلطات دموية معينة. ومعظم المرضى سيستمرون بتناول تلك الأدوية مدى الحياة، ما لم يتم ضبط مستويات الكوليسترول لديهم، من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن. ولكن عند بعض المرضى الآثار الجانبية لهذه الأدوية قد تجعل الفائدة منها معدومة. وبهذا المقال سنوضح تأثير الأدوية الخافضة للكوليسترول على صحة الجنين.

الأدوية الخافضة للكوليسترول

الستاتينات هي فئة من الأدوية المستخدمة لخفض نسبة الكوليسترول في الدم. وتعمل الستاتينات عن طريق تقليل كمية الكوليسترول التي ينتجها الكبد، ومساعدة الكبد على إزالة الكوليسترول الموجود بالفعل في الدم.
ومن الجدير بالذكر تشمل الآثار الجانبية الشائعة للستاتين الصداع، الغثيان، آلام العضلات، الإسهال، والإمساك.

هناك بعض الدراسات المتضاربة حول أن العقاقير المخفضة للكوليسترول يمكن أن تكون آمنة أثناء الحمل، ولكن نظرًا لأن هذه الدراسات متضاربة، فمن الأفضل اللعب بأمان وإيقاف العقاقير المخفضة للكوليسترول عند محاولة الحمل وأثناء الحمل.
حيث من غير المرجح أن يتسبب التعرض غير المتعمد قصير المدى في زيادة نتائج الحمل غير الطبيعية. ومع ذلك، نظرًا للمخاطر النظرية والمزايا المحدودة لهذه الأدوية أثناء الحمل، توصي معظم السلطات بإيقاف هذه الفئة من الأدوية أثناء الحمل. لذلك، إذا كان حملك غير مخطط له ، مثل 50 في المائة من النساء الحوامل ، فيجب أن تكون أنت وطفلك بخير ؛ فقط أوقف الستاتين في أسرع وقت ممكن.

يعتبر مستوى الكوليسترول الإجمالي أقل من 200 مثاليًا وأي شيء يزيد عن 240 يعتبر مرتفعًا. ومع ذلك، فإن هذه المستويات ليست دقيقة للحمل.

تعاني النساء الحوامل من ارتفاع في نسبة الكوليسترول الضار ، لكن الكوليسترول HDL (أو الكوليسترول “الجيد” ، الذي يساعد في التخلص من الكوليسترول السيئ) يرتفع أيضًا إلى 65 خلال أواخر الحمل. كوليسترول HDL فوق 60 يقي من أمراض القلب.

الكوليسترول هو في الواقع مادة كيميائية أساسية لازمة للحمل، حيث يستخدم الطفل الكوليسترول لتنمية الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى مستويات مناسبة من الكوليسترول أثناء الحمل لإنتاج هرمون الاستروجين والبروجسترون، وهما الهرمونان الأساسيان للحمل والنمو.

هل الأدوية الخافضة الكوليسترول تؤخذ مدى الحياة

يعتقد البعض أن انخفاض مستويات الكوليسترول في الجسم، يعني لا داعي للاستمرار بتناول الستاتينات المخفضة له. ولكن بما أنه ساعد في خفض مستوى الكوليسترول، فمن الممكن أن تحتاج له مدى الحياة ليبقي مستوى الكوليسترول منخفض لديك.

الآثار الجانبية للأدوية الخافضة للكوليسترول

توجد العديد من الآثار الجانبية للأدوية الخافضة للكوليسترول، لكن عادة تنعدم بعد اعتياد الجسم على الأدوية من أهمها:

  • الصداع.
  • آلام المفاصل والعضلات.
  • الغثيان.

بالإضافة لآثار أخرى أكثر خطورة وندرة منها:

متى يجب تناول الأدوية الخافضة للكولسترول؟

تعتمد الحاجة لتناول هذه الأدوية على مستويات الكوليسترول، بالإضافة لوجود عوامل خطر الإصابة بمرض قلبي وعائي.
من أهم عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية:

  • تناول التبغ.
  • قلة التمارين الرياضية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بداء السكري.
  • الإصابة بالسمنة.
  • التقدم بالعمر.

أسباب الآثار الجانبية للأدوية الخافضة للكولسترول

بقي سبب الآثار الجانبية للأدوية الخافضة للكولسترول مجهول إلى يومنا هذا، خاصة آلام العضلات.
تقلل الأدوية الخافضة للكولسترول من إنتاج الجسم له، حيث ينتج الجسم كل ما يحتاجه من الكوليسترول من خلال هضم الطعام، وتشكيل خلايا جديدة. وعند انعدام تشكيله، الجسم يأخذ حاجته من الكوليسترول من الأغذية التي يتناولها، وبذلك ينخفض مستوى الكوليسترول الكلي.
كذلك الأدوية تقوم بعملها من خلال التأثير على الخلايا العضلية المسؤولة عن نمو العضلة، فتنتج العديد من الأنزيمات. فقد يكون سبب الآلام العضلية هو تأثير الأدوية الخافضة للكولسترول على هذه الخلايا.

وأخيرًا نجد أن الجنين يحتاج للكوليسترول من أجل نموه، ولكن على الأم أن تتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا وأن تمارس الرياضة لكي لا تحتاج أدوية تخفيض الكوليسترول.