ارتفاع الكوليسترول من أشيع الحالات التي تحدث عند الحامل، والتي غالبًا تمر دون أي مشاكل خطيرة. ولكن يجب مراقبتها بشكل دائم. فالسيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم، يعد من أهم ما يجب الاهتمام به خلال الحمل. كذلك يجب على المرأة الحامل اتباع أنظمة غذائية صحية تحوي القليل من الدهون المشبعة والكثير من الألياف والخضراوات، فهي ضرورية لصحة الحمل، ولولادة طفل سليم معافى. مع العلم أن مستويات الكوليسترول الطبيعية تبلغ 120_ 190 ملليغرام \ديسيلتر، لكن أثناء الحمل قد تزداد تلك مستويات إلى أكثر من 200 ملليغرام \ديسيلتر. ويحدث هذا الارتفاع نتيجة التغيرات الهرمونية خلال الحمل والرضاعة وغالبًا ليس له أي تأثير سلبي على الجنين. وبهذا المقال سنتعرف على كيفية علاج ارتفاع الكوليسترول عند الحامل وأهم أسبابه وأعراضه.

 

أسباب ارتفاع الكوليسترول عند الحامل

ترتفع مستويات الكوليسترول خلال فترات محددة أثناء الحمل بشكل طبيعي. حيث يمكن أن تزداد بعد الحمل حتى لو كانت طبيعية قبله، فقد ترتفع مستوياته بنسبة تصل ل 25 الى 50 في المائة خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.
هناك حاجة للكوليسترول أثناء الحمل من أجل:
•إنتاج ووظيفة هرمونات الستيرويد مثل الأستروجين والبروجسترون.
•التطور السليم للطفل.
•تطوير حليب الثدي.

الكوليسترول وجسم الحامل

يعد الكوليسترول مركب أساسي في جسم الإنسان، حيث يوجد في العديد من أنسجة الجسم. ولكن عند ارتفاعه لمستويات عالية، تتشكل لويحات في جدران شرايين القلب والجسم، وهذا بدوره يعرض للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
ينتقل الكوليسترول عبر مجرى الدم عبر نوعين من البروتينات الدهنية هي:

  • HDL: وهو البروتين الدهني العالي الكثافة والمعروف أيضًا باسم “الكوليسترول الجيد”. يساعد على إرجاع كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة إلى الكبد لإطراحه والتخلص منه.
  • LDL: وهو البروتين الدهني المنخفض الكثافة أو يسمى باسم “الكوليسترول الضار”، لكونه يعرض للإصابة بنوبة قلبية عند المستويات العالية منه.
  • بالإضافة إلى الدهون الثلاثية: وهي من الدهون الموجودة بالدم، وتستخدم للطاقة.

من خلال إجراء اختبار الكوليسترول يمكن التعرف على مستوى الكوليسترول الكلي.

أعراض ارتفاع الكوليسترول عند الحامل

إن ارتفاع الكوليسترول في أغلب الأحيان لا ترافقه أعراض وهنا يستمر الحمل دون أي مشاكل.
ولكن عندما يزداد الارتفاع ويصل لمستويات عالية جدًا، حيث يتجمع الكوليسترول الفائض على جدران الشرايين، وهذا بدوره يمنع الدم من الجريان بشكل طبيعي ويضعف الدورة الدموية وهذه الحالة معروفة باسم “تصلب الشرايين”، بالإضافة لحدوث مضاعفات خطيرة منها السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
يمكن أن نرى ارتفاع ضغط الدم مصاحبًا لارتفاع الكوليسترول، وقد يرافقه أحيانًا الصداع وألم في الصدر وأحيانًا أخرى لا يرافقه أي أعراض.

يوجد حالة أخرى من ارتفاع الكوليسترول تدعى “فرط أو ارتفاع الكوليسترول العائلي”. وتنتقل هذه الحالة عبر الجينات ويمكن أن نراها عندما تبلغ مستويات الكوليسترول 300 ملليغرام/ ديسيلتر أو أعلى. وقد يعاني بعض الأشخاص من الورم الأصفر، الذي يمكن أن يظهر على شكل بقعة صفراء فوق الجلد أو كتلة تحت الجلد.

تشخيص ارتفاع الكوليسترول عند الحامل

عادة لا يجرى فحص الكوليسترول بشكل روتيني عند الحوامل، ولا يوجد أرقام معيارية محددة من قبل الأطباء تشير إلى ارتفاع الكوليسترول أثناء الحمل. ولكن عند الشك بارتفاعه يتم التأكد من ذلك من خلال إجراء فحص الدم الذي يقيس مستوى الكوليسترول في الدم. حيث يمكن أن نرى بهذا الفحص:

  • المستوى الكلي للكوليسترول.
  • مستوى الكوليسترول الضار.
  • مستوى الكوليسترول الجيد.
  • مستوى الدهون الثلاثية.

 

عوامل خطر للإصابة بارتفاع الكوليسترول عند الحامل

يوجد عوامل تساهم في ارتفاع الكوليسترول الضار وخفض الكوليسترول الجيد ومنها:

• التدخين: يخفض نسبة الكوليسترول الجيد، ويؤثر سلبًا على جدران الأوعية، ويؤذيها، مما يجعلها أكثر قابلية لتجمع الترسبات الدهنية فيها.
الوزن الزائد: يزيد خطر ارتفاع الكوليسترول.
• سوء التغذية: يزداد الخطر عند تناول أغذية غنية بالكوليسترول، مثل منتجات الحليب الغنية بالدهون، واللحوم الحمراء.
• عدم القيام بالنشاط البدني.

كذلك هناك عوامل خطر ترفع الكوليسترول لا يمكن السيطرة عليها منها:

  • العوامل الوراثية: حيث يكمن الخطر عندما ينتج الكبد كمية كبيرة جدًا من الكوليسترول، وبالتالي الفائض منه سوف يترسب، أو عند عدم القدرة على التخلص من الكوليسترول الضار الزائد في الدم بصورة فعالة.

بالإضافة إلى بعض عوامل الخطورة الأخرى:

  • ارتفاع الضغط الدموي: حيث ارتفاع الضغط يتلف الشرايين، وبالتالي يزيد من تجمع الترسبات الدهنية.
  • ارتفاع مستويات السكر: حيث ارتفاعه يزيد مستويات الكوليسترول الضار، ويخفض قيم الكوليسترول الجيد.

علاج ارتفاع الكوليسترول عند الحامل

في أغلب الأحيان يكون ارتفاع الكوليسترول طبيعي خلال الحمل فقد لا يحتاج أي علاج ما لم يوجد مخاطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعادة بهذه الحالة يعود الكوليسترول لمستوياته الطبيعية خلال أربعة إلى ستة أسابيع بعد الولادة.
ويمكن أن يعالج ارتفاع الكوليسترول بالعقاقير المخفضة للكوليسترول مثل الستاتينات وذلك بحالة عدم وجود حمل.
لكن بحالة الحمل يوصى بعدم استخدام الستاتينات، وذلك استنادًا على بعض الدراسات لارتباطها بخلل في النمو الفسيولوجي للأطفال.

وهناك بعض النصائح والعادات الصحية التي تحافظ على نسبة الكوليسترول طبيعية ضمن الدم منها:

  • الإكثار من النشاط البدني.
  • تناول الكثير من الألياف.
    الابتعاد عن الأطعمة المقلية وتلك الغنية بالسكريات والدهون المشبعة.
  •  إضافة الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 مثل الأسماك أو تناول مكملات أوميجا 3 الغذائية بعد استشارة الطبيب.
  • إضافة الدهون الصحية في النظام الغذائي والتي تضم الدهون الموجودة في الأفوكادو والبذور والمكسرات وزيت الزيتون وغيرها.

مضاعفات ارتفاع الكوليسترول عند الحامل

غالبًا ما يسبب ارتفاع الكوليسترول بعض المضاعفات منها:

  • يرتفع خطر إصابة الحامل بحالة ما قبل تسمم الحمل: حيث تصاب المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدم، وانتفاخات شديدة، ومشاكل في الكلى، وقد تتطور إلى حالة تسمم حمل وهنا تترافق الإصابة بالنوبات التشنجية، وإذا لم تتلقى العلاج المناسب لها قد تتطور الحالة إلى الوفاة.
  • يرتفع خطر إصابة الطفل في المستقبل بارتفاع الكوليسترول في الدم عند إصابة الأم به خمسة أضعاف.

أخيرًا يمكن القول إنه لا داعي للقلق من ارتفاع الكوليسترول بحال كان ضمن حدوده الطبيعية. وينصح الأطباء الحوامل باتباع نظام غذائي مناسب يخفض الكوليسترول لديهم دون أدوية.