علاج جرثومة المعدة نهائي، نحن نرزخ تحت ضغط ساعات العمل الطويلة وأعباء الحياة المختلفة. يصيبنا التعب والإرهاق بعضًا من الأحيان، ولكننا نتجاهله ونغضّ طرفنا عنه في سبيل سعينا المستمر، ولكن بعض الأعراض قد تكون كالرايات الحمر متى ما رُفعت، فصحتك في خطر وبحاجة للعناية والعلاج. حيث يعاني أغلبنا من آلام معدية قد تكون أعراضًا لجرثومة المعدة الشائعة في مجتمعاتنا. وها نحن ذا في مقالنا التالي سنتعرف على علاج جرثومة المعدة نهائي.

الجرثومة الملوية البابية أو الهيليكوباكتر بيلوري والعديد من المسميات المعروفة بها، تعتبر المسبب الرئيسي للعديد من أمراض الجهاز الهضمي وأهمها القرحة المعدية التي تتميز بأعراض عدة منها: ألمٌ حارق في منطقة المعدة، وانتفاخ البطن، فقدان الشهية. تنتقل هذه الجرثومة عبر الأطعمة والمياه الملوثة واستعمال أدوات المريض. وتسبب الجرثومة التهابًا في جدار المعدة وقد تؤدي لحدوث نزيف داخل الظهارة المعدية. كما أظهرت الدراسات المتتابعة أنها قد تطور لتسبب سرطانًا معديًا.

علاج جرثومة المعدة نهائي

قد يتسائل البعض هل يمكن علاج جرثومة المعدة بشكل نهائي؟ والجواب سيعتمد على عدة متطلبات ضرورية وأساسية لضمان نجاح العلاج:

  • يتضمن بروتوكول علاج الملوية البوابية المشاركة بين ثلاث لأربع أدوية حسب حساسية الجرثومة ومقاومتها. وبالتالي يتوجب على المريض الالتزام الصارم بتناول الدواء بموعده ولمدة 1-2 أسبوع.
  • القيام ببعض الفحوصات الضرورية لمتابعة استجابة المريض على العلاج. ولتجنب حدوث مقاومة لجرثومة المعدة والتي ستؤدي لإطالة مدة العلاج ومشاركة المزيد من الصادات والأدوية مختلفة الآثار الجانبية.
  • يجب على المريض اتباع إجراءات السلامة وأن يحرص على ألا يتسبب بنشر الجرثومة بين أقرانه. وفي حال عدم الاستجابة على العلاج يخضع المريض لبروتوكول علاج رباعي مختلف وتراقب استجابته على الأدوية والآثار المختلفة الناتجة عنها.

علاج جرثومة المعدة نهائيا بالأدوية

في سبيل تحقيق الهدف العلاجي المطلوب يتداخل في العلاج عدة عناصر دوائية منها:

  • الصادات الحيوية: تعمل الصادات الحيوية على القضاء الجرثومة ومن دونها لن تشفى القرحة الهضمية مهما طال العلاج، وقد لاحظت المؤشرات الحديثة أن أعداد المقاومين على الدواء أخذت في التزايد. ويعود ذلك إلى سوء التعامل مع الدواء وعدم الالتزام بالعلاج.

وتضم مجموعة الصادات الحيوية المستخدمة في القضاء على جرثومة المعدة: الكلاريثرومايسين (CLARITHROMYCIN)، الأموكسيسيلين (Amoxicillin)، الميترونيدازول (METRONIDAZOLE).

  • الأدوية المثبطة للحمض المعدي: تستخدم هذه الأدوية في العملية العلاجية وتعمل على إنقاص إفراز الحمض المعدي وحماية المعدة من تأثير جرثومة الهيليكوباكتر وبالتالي تسرع من شفائها. يوجد طيف مختلف من هذه الأدوية وكل منه يعمل بآلية دوائية معينة ، هي تتضمن:
    • الأدوية المثبطة لمضخة البروتون ppi: وهي الزمرة الدوائية الأشهر من حاميات المعدة وعملها هي تثبيط إنتاج حمض الكلور من المعدة ومنها الأومبيرازول والإيزوميبرازول واللانسوبرازول.
    • مثبطات الهيستامين: تعمل على تثبيط عمل الهيستامين وتحاصر مستقبلاته في الجهاز الهضمي، مما يثبط تحريضه لإنتاج الحموض المعدية، ومنها: الرانتيدين والسيميتدين.
  • أملاح البزموت: تغطي هذه المادة مكان القرحة وتقوم بحمايتها من تأثيرات الحمض. ولكنها لا تصبح فعالة إلا بوجود الحمض في المعدة. ولذلك لا تعطى بالمشاركة مع مثبطات مضخة البروتون.

البرتوكول العلاجي المستخدم في علاج جرثومة المعدة

يعتمد الأطباء على تغيير الخطة العلاج في حال لم يستجيب المريض على العلاج أو تشكلت لديه مقاومة على الصادات المستخدمة في العلاج وتتضمن:

  • العلاج الثلاثي: وهو الخط الأول في العلاج، ويستمر لمدة 10_ 14 يوم، ويتضمن:
    • مثبط لحمض المعدة، ويستمر العلاج به لمدة 8 أسابيع.
    • صاد حيوي الأموكسيسيلن بجرعة 1 غ، أو الميترونيدازول 500 ملغ لمدة 14 يوم.
    • صاد حيوي الكلاريثرومايسين 500 ملغ مرتين يوميًا لمدة 14 يوم.
  • العلاج الرباعي: خط علاجي ثاني يتضمن:
    • مثبط لحمض المعدة لمدة 14 يوم .
    •  صادين حيويين وهما التتراسكلين بجرعة 500 ملغ، والميترونيدازول بجرعة 500 ملغ لمدة 14 يوم.
    • أملاح البزموت بجرعة 524 ملغ ولمدة 14 يوم.

علاج جرثومة المعدة بطرق طبيعية

لن يتحقق الشفاء باستخدام الوصفات الطبيعية فقط، فالجرثومة كغيرها من الجراثيم بحاجة لصادات حيوية للقضاء عليها ولكن يمكن لبعض النصائح الطبية والوصفات المنزلية أن تآزر الدواء الموصوف في القضاء على الملوية البوابية، ويجب التنويه لأهمية استشارة الطبيب لمتابعة حالتك ومراقبة الاستجابة على العلاج، وتتضمن بعض المشروبات الطبيعية قد تساعد على العلاج من القرحة ومنها:

  • الشاي الأخضر: الذي يعمل على إبطاء نمو البكتيريا، ويقلل من شدة الالتهاب في المعدة.
  • شراب العرق سوس: وهو لا يعمل على قتل البكتيريا بشكل مباشر، ولكنه يمنع التصاقها بجدار المعدة.
  • الحليب: يحوي الحليب على مضادات حيوية تساهم في منع نمو الجرثومة.
  • زيت الزيتون: بخصائصه المضادة للأكسدة يعمل على مقاومة الجرثومة  والقضاء عليها إلى جانب الصاد الحيوي.
  • الثوم: يعرف الثوم بميزاته الطبيعية، وهو يستخدم في العلاجات الطبية منذ قديم الأزل، ويعمل الثوم على تقليل من حدة الالتهاب وإزالة أعراضه.

أعراض وعلامات القرحة الهضمية

تختلف أعراض القرحة الهضمية تبعًا لموقع القرحة في المعدة أو في العفج. وبجميع الأحوال فإن المرضى غالبًا ما يعانوا من ألم حارق في منطقة الشرسوف. ونميز بين القرحة المعدية والقرحة العفجية بأن القرحة العفجية تخف بتناول الطعام بينما القرحة المعدية يزداد ألمها سوءًا بتناول الطعام.

تتميز القرحة المعدية بأنها تسبب تندب لظهارة المعدة وانكماشها، مما يسبب انسداد مخرج المعدة وهذا ما يؤدي لظهور النفخة والغثيان عند المصاب، إهمال القرحة سيؤدي لاحقًا لحدوث قيء دموي أو تغوط زفتي ناجم عن نزف القرحة المعدية.

وبهكذا نكون وصلنا لختام مقالنا علاج جرثومة المعدة نهائي، حيث تحدثنا عن العلاجات الطبية الدوائية والعلاجات الطبيعية، بالإضافة لذكر بعض أعراض القرحة الهضمية، وتذكر أن علاج القرحة الهضمية قائم على وسائل تشخيصية هامة يقوم بها الطبيب، ولا يمكن تجاوزها وتشخيص القرحة اعتمادًا على أعراضها ليس إلا.