يعتبر عيد الفطر في الصومال أحد أهم أعياد المسلمين، حيث ينتظره المسلمون في شتى أنحاء العالم بلهف واشتياق. ونجدهم يستعدون قبل أيام من انتهاء شهر رمضان المبارك لاستقبال الزائر الكريم. إذ تمتلئ الأسواق بالناس لشراء الملابس الجديدة، وشراء المستلزمات اللازمة لصناعة أطباق العيد الشهية، والحلويات اللذيذة. ويعود اهتمام المسلمين بقدوم عيد الفطر المبارك، لأنه هدية من الله تعالى إلى عباده الذين التزموا بأداء الطاعات في شهر رمضان. شهر الخير والبركات،. كعك العيد اللذيذ وشهر الصوم والصلاة. وانطلاقًا من أهمية عيد الفطر سنخصص مقالنا اليوم للحديث عن عيد الفطر في الصومال. وعن مراسم عيد الفطر في الصومال.

سبب تسمية عيد الفطر

احتفل المسلمون لأول مرة بعيد الفطر في السنة الثانية للهجرة، عندما فرض عليهم صيام شهر رمضان في تلك السنة. وقد سمي عيد الفطر بهذا الاسم نسبةً إلى الإفطار الذي يأتي بعد شهر كامل من الصيام.  أما سبب تسمية العيد بهذا الاسم فيعود للخير الذي يعود ويتكرّر بعد شهر الصيام في كل عام. وخاصةً  نعمة الفطر بعد الصوم، وتقديم صدقة الفطر، وإدخال السرور وفرحة العيد على قلوب الفقراء والمُحتاجين، كما أن العيد مناسبة للزيارات العائلية وتقديم الهدايا والصدقات. ويستمر عيد الفطر من يوم إلى ثلاثة أيام، حسب نظام كل دولة، اعتبارًا من اليوم الأول من شوال.

 عيد الفطر في الصومال

كشف تقرير لعلماء الفلك عن موعد أول أيام عيد الفطر 2023 في الصومال، وعدد من الدول العربية الإفريقية، باعتبار شهر رمضان المبارك لهذه السنة سيتم الثلاثين يومًا كاملًا. وتم الإعلان بأن موعد أول أيام عيد الفطر في الصومال، سيصادف يوم الاثنين 2 مايو. وقد أشار التقرير إلى أن نهاية شهر رمضان لهذا العام، سيكون في يوم الأحد 1 مايو، على أن يتم تتبع هلال شهر شوال بعد غروب الشمس للرؤية الشرعية. كذلك بحسب التقرير الفلكي فإنه يمكن رؤية هلال شهر شوال بعد غروب شمس يوم الأحد من شهر رمضان.

أهمية عيد رمضان في الصومال

إن لعيد الفطر في الدين الإسلامي أهمية كبرى. ويعتبر الاحتفال بالعيد  من السنن المحمدية، كما أمرنا الله تعالى أن نفرح ونبتهج ونملأ قلوبنا وقلوب من نحبهم فرحًا بقدوم عيد الفطر المبارك. ويعتبر هذا العيد عطلة رسمية في الصومال لأن جميع الصوماليين يعتنقون الدين الإسلامي. عادة ما تستمر الاحتفالات بعيد الفطر لمدة ثلاثة أيام، أي أقل من احتفالات عيد الأضحى. لهذا سمي عيد الفطر “العيد الصغير”، في حين يسمى عيد الأضحى “بالعيد الكبير”. كما ويعتبر عيد الفطر من المناسبات الدينية المهمة لدى الصوماليين، إذ أن أهم ما يميز العيد عند المجتمع الصومالي كونه مجتمعًا مسلمًا 100 %،  فحب الأعياد الدينية ومظاهرها الاحتفالية، تشجيع المسلمين أيضًا على العطاء والاستغفار خلال عيد الفطر. متأصلة في نفوس الصوماليين وموغلة منذ القدم.

مراسم احتفال عيد رمضان في الصومال

تظهر الفرحة على وجوه الصوماليين بعيد الفطر وتنسيهم القذائف التي تتساقط على رؤوسهم وبيوتهم، والتي قتلت الكثير منهم، وهجرت نحو مليونين من الصوماليين إلى المخيمات في ضواحي مقديشو. ومن أهم مراسم الاحتفال بعيد الفطر في الصومال:

صلاة عيد رمضان في الصومال

صلاة العيد في الصومال

صلاة عيد رمضان في الصومال

إن ذهاب الصوماليين إلى المساجد لأداء صلاة عيد الفطر في الصومال عندما تشرق شمس الأول من شوال، يعتبر من أهم مظاهر الفرح التي يتحدى فيها الصوماليون شبح الحرب في مقديشو. وذلك بالرغم من قلة عددهم نتيجة نزوح أغلبية الصوماليين.

الاحتفالات في الكوخ

كذلك لا تكتمل فرحة العيد عند الصوماليين، إلا بالذهاب إلى كوخ السعدية في الضواحي. والاحتفال مع أسرة السعدية التي نقلت معها إلى الكوخ ذكريات الفرح التي كانت تعيشها مع عائلتها في السابق. وهي بالرغم من كل المعاناة ما زالت تستقبل الضيوف والأصدقاء والجيران للاحتفال بعيد الفطر في كوخها الصغير.

مسدسات العيد

في الوقت الذي تتراشق القذائف على رؤوس الصوماليين يشتري الأطفال المسدسات البلاستيكية، ويلعبون بها لعبة الحروب متأثرين بوضع بلدهم.

زيارة الأهل والأصدقاء

في هذا اليوم المبارك يزور المسلمون الأصدقاء والعائلة، حاملين معهم الهدايا ويتبادلون التهاني والمباركات بقدوم العيد، وقد يجتمعون أيضًا لتناول الوجبات. كما يتم تقديم العديد من أطباق الحلويات في عيد الفطر.

سنن عيد الفطر المبارك

يقوم المسلمون في عيد الفطر المبارك بالسنن المحمدية التي شرعها النبي صلى الله عليه وسلم، مثل:

  • الاغتسال والتطيب.
  • لبس الثياب الجديدة قبل الذهاب إلى صلاة العيد.
  • يجب على المسلم قبل خروجه إلى الصلاة أن يأكل عددًا فرديًا من حبات التمر كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
  • كما يجب الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والعودة من طريق آخر.
  • السير إلى المسجد مشيًا لأداء صلاة العيد.
  • تهنئة الأهل والأصدقاء بحلول العيد المبارك.
  • زيارة الأهل والأقارب.

شاهد أيضًا: عيد الفطر في اليمن

الأطباق التقليدية في عيد رمضان في الصومال

الأطباق التقليدية في عيد رمضان في الصومال

الأطباق التقليدية في عيد رمضان في الصومال

من الأطباق التي تقدم في الصومال في عيد طبق كامبا بور الذي يعتبر من أهم أطباق عيد الفطر في الصومال. وقد نشأ هذا الطبق في جيبوتي، وأصبح من الأطباق الرئيسية التي لا تخلو مائدة العيد في الصومال منها. ويحضر طبق كامبا بور بخلط التوابل المختلفة مع خبز العيد، ويقدم مع السكر واللبن. كما يتم إعداد الحلوى والبسكويت والكعك، وبعض هذه الحلويات تصنعها يتم صنعها في البيوت. وخاصة في الأحياء القديمة في العاصمة الصومالية مقديشو وبعض المدن الساحلية ومن هذه الحلويات المحلية أعن – بضم العين – ومعناها بالعربية كلني وهي من الحلويات اللذيذة، وشوشوم وهو نوع آخر من الحلويات المحلية، وغيرها من الحلويات الكثيرة، ويتم تقديم هذه الحلويات مع القهوة للضيوف والزوار من مختلف الجنسين. كذلك من الأغذية المنتشرة في عيد الفطر هو أكل البن حيث يتم إعداد حبات البن المقلي بزيت السمسم، ويؤكل بالعنبولو وهي عبارة عن ذرة مخلوطة بالفول المحلي بعد طبخهما جيدًا قبل تقديمها ويقدم هذه الوجبة اللذيذة إلى كبار السن في عيد الفطر.

أجواء العيد في الصومال

يتمتع عيد الفطر في الصومال بأهمية اجتماعية إلى جانب الأهمية الدينية. فقبل أيام من حلول عيد الفطر في الصومال، يبدأ الصوماليون بشراء الملابس، حيث يقوم الأهل بشراء ملابس العيد لأطفالهم، إضافة إلى ألعاب الأطفال، وهي من المظاهر التي انتشرت في البلاد مؤخرًا، وتضيف هذه الألعاب بهجةً لمظاهر العيد عند الأطفال. حيث يتم فيه

  • تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، لأن الصوماليين ما زالوا متمسكين بتقاليد العيد. ففي أيام العيد تذهب الأسر إلى الأحياء البعيدة لزيارة صديق أو قريب، وللعلم فقد اختفت هذه العادة في الكثير من المجتمعات.
  • يلبس الأولاد الثياب الجديدة ويخرجون للعب بالشوارع. وشراء الحلوى.
  • وبسبب غياب الملاهي، ودر السينما بعد الحرب الأهلية في الصومال، فإن معظم الأهالي يقضون أيام العيد في الشواطئ، ومن هذه الشواطئ منتجع ليدو في حي عبدالعزيز في العاصمة الصومالية مقديشو حيث يكتظ هذا الشاطئ بالشباب والأطفال يسبحون ويلعبون كرة القدم ، كما يتناولون الوجبات في المطاعم المتواجدة على هذا الشاطئ.
  • ولكن انتشرت في الفترة الأخيرة مراكز الملاهي الترفيهية في إقليم بنادر، ومنها حديقة دار السلام التي يذهب إليها الشباب للترفيه وأضافت حديقة بنادر هذا العيد الكثير من الآلات الحديثة لتضمن للشباب تجربة فريدة.

وأخيرًا وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن عيد الفطر في الصومال، كما تحدثنا عن أهمية عيد الفطر ودوره في تقوية الروابط الأسرية. والعلاقات الاجتماعية، كذلك إن التصدق على الفقراء في عيد الفطر يريح النفس ويبهج القلب، ويقوي العلاقة بين الإنسان وخالقه. فهنيئًا لمن نفذ العبادات.