هل تبحث عن جوابٍ لسؤال كيف تتعامل مع الشخص السلبي والغاضب دوما. عزيزي القارئ سواء كان هذا مقصدك وغايتك، أو وقعت عيناك بمحضّ الصّدفة على مقالنا ودفعك فضولك لتعرف ما خطّت سطورنا من خبايا. يَسُرّني أن أرحب بك وأنا على يقينٍ أنّنا سنقدم لك معلوماتٍ قيمةٍ.

لا شكّ أنّك قد شعرت بالضيق يومًا بسبب قضاء وقتك مع شخصٍ يشكو ويتذّمر باستمرارٍ، فيرمي بفشلهِ أو نتائج عمله على حظهِ العاثرِ. أو قد شهدت شخصّا يزمجرّ غضبّا وتساءلت في قرارة نفسك هل يستحق السّبب هذا الغضب كلّهُ؟

مشاهدٌ كثيرةٌ نمرّ بها، قد تمرّ وتُنسى. ولكن ماذا لو كانت حياتك اليوميّة تتضمن هؤلاء الأشخاص. فتُجبرُ على التَعامل معهم، وقد تكون في بعض الأحيان وعاءً يسكبون فيه عقدّهم النّفسيّة. هذا ما سنسلطّ عليه الضّوء في مقالنا التالي . كما سنقدّم إجابةً شافيّة لسؤال كيف تتعامل مع الشّخصِ السلبي والغاضب دوما.

كيف تتعامل مع الشخص السلبي والغاضب دوما

الحنكة، الاتزان، الصّبر، والقدرة على ضبط النفس صفاتٌ ينبغي التّحليّ بها. خاصّةً عند التعامل مع الأشخاص  السّلبين أو  الغاضبين. فكثيرًا ما نواجه في حياتنا اليوميّة هؤلاء الأشخاص، وقد نضطرّ للتعامل معهم بشكلٍ دائمٍ. فيقلقون راحة يومنا ويتركون أثرهم المزعج داخلنا. لذا لا بُدّ من الإلمام بأساسيات التّعامل معهم، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في سطورنا القادّمة.

كما أشرنا سابقًا، لا يوجد أسوء من التعامل مع الأشخاص السلبيين، ذلك لما يتركه في نفسك من شعورٍ بالضيقِ والأذى النفسي. لذلك  يتوجب اتباع بعض الطرق عند التعامل معهم، ومنها:

كن آمنا عند التعامل مع الشخص السلبي دوما

قد تشعر بالغرابة من هذه العبارة، ولكن ما لا تدركه أنّ للأشخاص السّلبين خطرٌ بالغ الأثر ع الوسط المحيط بهم. فما عليك فعله هو التّعامل معهم بطريقةٍ صحيحةٍ هادئةٍ وبعيدةٍ عن التّعاطف. حتّى لا تحقق غايته، ولعلّ أفضل طريقةٍ للتعامل هو عدم السّماح له بالتّذمر ونشر طاقته السّلبيّة. لأنّه في حال الإصغاء مرّةً سيزيد الأمرّ سوءًا. لذا عليه أن يعتاد أنّك لن تعطي أهميةً لما يقول، ليبدأ رحلة بحثه عن شخصٍ آخر يلبي آماله.

حاول إعطاء الحلول

قد يكون إعطاء الحلول أمرًا مُجديًّا في بعض الحالات، ولكن عليك التّوقف حال الشّعور أنّه لم يعطي اقتراحاتك أيّة اهتمامٍ. فهو لا يبحث عن الحلول، ولا يريد التوقف عن التذمر.

لا تحاول تغيير الناس من حولك

إنّ أعظم أساليب التّعامل تقبل الناس على ما هم عليه، وعدم محاولة الإصلاح أو التّغيير فيهم في حال لم يطلبوا ذلك . كثيرًا ما نتعاطف مع الأشخاص، ونندفع لمساعدتهم فيأتي رفضهم أشبه بالاصطدام بجدارٍ اسمنتيّ. تعلمْ أن لا تساعد من لا يرغب في تغيير حياتهم، فالأشخاص السّلبين مرتاحين بما هم عليه. حيث يجدون في التذمر والشّكوى السّكينة والرّاحة.

ساعد فقط من يطلب المساعدة

ساعد فقط من يطلب المساعدة، فأغلب الأشخاص السّلبين غير مستعدّين لمغادرة محيطهم، إذ يجدون فيه الوطن والخروج منه أشبه بالمنفى.

افصل مشاعرك عما يحدث حولك

في حال وجدت نفسك مجبرًّا على الإنصات لأحدّ الأشخاص السّلبين، فأنصت بأُذنيك وحَكِم بعقلك لا بقلبك. ذلك حتّى لا تتأثر بطاقاتهم السّلبيّة وقد يمكنك تقديم أحد النصائح بطريقةٍ موضوعيّة خاليّةٍ من مشاعر التعاطف التي يبحثون عنها.

الابتسام والتفاؤل في وجه الأشخاص السلبين

لعلّ الابتسامة والتفاؤل المُستمر أفضل سلاحٍ قد تواجه به هؤلاء الأشخاص. فإن لم تستطع أن تنقل لهم عدوى الابتسامة، تكون قد حَميت نفسك من طاقتهم السّلبيّة على أقلّ تقديرٍ.

الابتعاد عن الأشخاص السّلبين

في النهايّة الحلّ الأمثل هو الابتعاد عنهم وتجنبهم قدر المستطاع. فإنّ قضاء الوقت بمفردك خيرٌ من إمضاءه مع أشخاصٍ جاحدين بالنعمة. خاصّة إذا لم تكن من الأشخاص الصّبورين والقادرين على التعامل الصحيح مع هؤلاء الفئة من الناس. فإذا كانوا أحد أفراد العائلة من الأفضل أن لا تمنحهم الوقت، وأن تركز على باقي الأفراد، بينما إذا كانوا زملاء العمل حاول وضع حدودٍ معهم وتعوديهم على احترام رأيك وحياتك الخاصّة. وفي كلتا الحالتين حاول عدم البقاء معهم بمفردك في نفس المكان.

كيف تتعامل مع الشخص الغاضب دوما

إنّ التعامل مع الشخص الغاضب أشبه بمحاولة إخماد بركانٍ ثائرٍ، لذلك إذا كُنت مجبرًا على التعامل معهم، اتبع الاستراتيجيات التاليّة:

حافظ على هدوءك  عند التعامل مع الشخص الغاضب

ينبغي عليك اتخاذ الهدوء علاجًا لموجة الغضب. إذ لا يمكن علاج الغضب بالغضب، فقد ينتهي بك الأمر إلى إيجاد نقسك بساحةٍ أشبه بساحات المعارك.

حَاول تفهم أسباب غضب الشخص

إنّ معرفتك لأسباب غضب الشّخص من أكثر الأمور التي قد تساعدك في تهدئة الوضع، إذ يجب التّركيز على تجنب الأشياء التي تزعجهم.

تقبل غضب الشخص الغاضب

إنّ تقبّلك لغضب الشّخص تصرفٌ سليمٌ بالطبع. فالشخص الغاضب لا يمكن إيقافه، ومن الصّعوبة تقبّله للنصح والإرشاد، لذا استسلم للأمر الواقع وانتظر حتّى يهدئ.

أعطي الشخص الغاضب فرصة للتعبير عن وجهة نظره

عليك إعطاء الفرصة والوقت الكافيّ للشخص الغاضب لتفسير أسباب غضبهِ، ومحاولة تفهمها. كما ينبغي تجنب لَومه حتّى بعد أن يهدأ، حتّى لا يدخل في نوبة غضبٍ أُخرى.

الاستعانة بوسيط يثق به الشخص الغاضب

في حال خرجَ الموقف عن سيطرتك، عليك طلب المساعدة من أحد الأشخاص الذي يثقُ بهم الشّخص الغاضب لإقناعه بالتحليّ بالهدوء.

الاستماع للموسيقى

قد تجدّ الأمر غريبًا بعض الشّيء، ولكن الغضب قد يكون نتيجةً للتّوتر والإجهاد في عمل شيٍء ما. لذا إنّ الاستماع لبعض الموسيقى قد تُهدئ من غضبه.

اللين واللطف والاحتواء

إنّ أكثر ما يحتاجه الشّخص الغاضب هو اللّطف والاحتواء، لا سيما إذا كانت موجات غضبه ناجمةٌ عن مشاعرَ مكبوتةٍ. قد يكون عناقًا لطيفًا أفضل الحلول، ولكن احذر عزيزي القارئ هذا قد لا ينطبق على جميع الغاضبين. ويعود الأمر إلى تقديرك للّوضع و الظّرف وحتّى الشّخص.

شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل في سن المراهقة

نصائح للتعامل مع الغاضبين والسلبين

في متابعةٍ لمقالنا وبعد أن تحدثنا عن كيفية التعامل مع الأشخاص السلبين والغاضبين دومًا. لا بُدّ من التأكيد على أنّ الابتعاد عن هؤلاء الناس هو الحلّ الأمثل، لكن في حال عدم قدرتك على ذلك. إليك عدّة نصائح قدّ تكون عونًا لك في التعامل مع هذه الفئات من الأشخاص، لذا ينبغي عليك:

  • أن تشعرهم بأنّك تقف بجانبهم رغم سوء طباعهم وشدّة ظروفهم. فشعور الأمان والتمسك أكثر ما قد يحتاجونه حتّى لو لم يظهروا ذلك.
  • لا تتجاهل الأخطاء، ساعدهم على رؤيتها وتصحيحها والاعتذار عنها مع التحلي بالحكمة والاتزان حتّى لا يتخذ الأمر منحى عكسيًّا.
  • تفهم أسبابهم دون تأيدِهم. وحاول إقناعهم بأنّها خاطئة من وجهة نظرك ونظر المحيطين به.
  • لا تكثِر من النصح والإرشاد، فآخرُّ ما يرغبون به هو سماع المحاضرات الطويلة.
  • تفهّم أنّهم لا يتقبلون النقد بسهولةٍ، فهم يرون أنفسهم على حقٍّ بشكلٍ دائم.
  • كُن حذرًا عند النقاش معهم، وابدأ حديثك معهم بعبارات مثل: قد تكون على حق، لكن ما رأيك أن نرى الأمر من وجهة نظري.
  • لا تسمح بتجاوز الحدود معك، ولا بُدّ من اعتيادهم على احترام خصوصياتك.
  •  ابتسم دومًا في وجههم، ولا تفوت فرصةً في الثناء عليهم عند قيامهم بأحد الأشياء الجميلة ما يعزز ثقتهم بأنفسهم.
  • التركيز على الجوانب الإيجابيّة ومحاولة إظهار الصّفات الجيدة.
  • ختامًا، عندما تصلُ إلى طريقٍ مسدودٍ، عليك بالانسحاب فورًا ودون تردد، فصحتك النفسيّة أكثر أهميّةٍ.

تحذيرات التعامل مع الأشخاص الغاضبين والسلبين

لا شكّ أن التعامل مع الأشخاص السّلبين والغاضبين من أصعب المهمات التي قد تواجهك خلال حياتك اليوميّة. لذا عليك الحذر من:

  • التقليد

ينبغي على المتعاملين مع هذه الفئات البقاء متيقظيّن وعدم الانخراط في أفعالهم. حيث أنّ رؤيتهم للحياة غير حقيقةٍ، وغير واقعيّةٍ، وقد تعود بالضررّ والأذى عليه وعلى الوسط المحيط به.

  • التهديد

قد يشكلُّ التّعامل مع هؤلاء الأشخاص تهديدًا على صحتك النّفسيّة. لذلك لا بُدّ من الانسحاب عند الشعور بأنّ طاقتك تُستنزف.

  • الإخطاء في حقّهم

إن هذه الفئة من أكثر الأشخاص حساسيّةً، لذا احذر من أن تُخطئ بحقهم فتُولد لديهم الشّعور بالكره والعدوانيّة تجاهك.

  • الكذب عليهم

تجنب الكذب على الأشخاص السّلبين والغاضبين حتّى لا تفقد ثقتهم.

شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد

علاج الأشخاص الغاضبين والسلبين

إذا أراد أحد هؤلاء الأشخاص العلاج والتّخلصّ من آثار أفعاله الخاطئة، لا بُدّ من اتباع عدّة طرقٍ قد تكون بمثابة طوق النّجاة من جوّه المشحون بالسّلبيّة أو الغضب. لعلّ أبرزها:

  • الاسترخاء والنوم الكافيّ، إذ ينبغي الحصول على ساعات نومٍ طويلةٍ.
  • البعد عن التّوتر والعصبيّة، وتجنب مُسبباتها.
  • التوقف عن التفكير بشكلٍ مستمرٍّ، وعدم الاستجابة لتنقل العقل من فكرةٍ إلى فكرة. وذلّك لمنع تشتته ووقوعه في الحيرة والتردد.
  • اعتماد طريقة الغفران والمسامحة والنسيان، فهي تفيد الشّخص نفسه لا الوسط المحيط.
  • نسيان الماضيّ وتجاهله، وعدم الغوص في الذكريات المؤلمة.
  • كتابة الأفكار السلبيّة على أوراقٍ، للتأكد من عدم واقعيتها. ومحاولة استبدالها بأفكارٍ إيجابيّة.
  • ممارسة الرّياضة ولعلّها من أنجح الطرق في علاج الغضب أو السلبيّة. فإنّ نصف ساعةً من المشي يوميّا قد تخفف من التوتر وما ينجم عنه من غضبٍ أو سلبيّة.
  • كما أنّ ممارسة اليوغا من الطرق المفيدة جدًا، حيث تساعد الجسم على الاسترخاء.
  • إمضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابين، والابتعاد عن الأشخاص المتشائمين.
  • بإمكانك زيارة الطبيب النفسيّ لتلقي الدعم في حال فشلك من التخلص منها لوحدك.

متى يجب على الأشخاص الغاضبين والسلبين زيارة الطبيب النفسي

قد يصلُّ الأمرّ بهؤلاء الأشخاص إلى تجاوز حدّ نشر السلبيّة والتذمرِ أو الغضب المستمرّ إلى تصرفاتٍ قد تلحق الأذى النفسيّ به أو بالوسط بالمحيط. وهنا يتوجب استشارة الطبيب فورًا، ومن هذه الأعراض:

  • الاكتئاب والإحباط.
  • محاولات الانتحار.
  • القلق، واضطرابات النوم.
  • الكره والعدوانيّة تجاه الوسط المحيط.
  • الأذى الجسديّ لأحد المتواجدين أثناء  أثناء نوبات غضبه.
  • الشعورالمبالغ بالظلم، وعدم الإنصاف في  حياته، فهذه إشارةٌ إلى  مرضٍ نفسيٍّ.

جالسْ جميل الرّوح تُصِبكَ عدوى جمالهِ، لذلك عزيزي القارئ اختر محيطك بعنايّةٍ، وابتعد عن من يؤذي جمال روحك بعدوانيته، أو ينشر الطاقة السّلبيّة أينمّا حلّ. وإذا كان ولا بُدّ من التّعامل معه فاتخذ من مقالنا كيف تتعامل مع الشخص السلبي والغاضب دوما عونًا لك.