يمر الإنسان خلال حياته بالكثير من العثرات التي قد تقلب حياته رأسًا على عقب وتغيّر مجرى الأمور فيها، وهنا يتصرف كل شخص بطريقته فبعضنا يضعف ويستسلم لمشاعره وبعضنا الآخر يقاتل حتى الرمق الأخير ويصبر حتى يمل الصبر منه. ويمكننا القول بأن حياتنا ومشاعرنا هي نتاجٌ صافٍ لتفكيرنا وقراراتنا ولا أحد غيرنا يستطيع التحكم بها. ويعتبر الاكتئاب من أخطر المشاكل النفسية التي قد تواجهنا، فما هي أسباب الاكتئاب وطرق علاجه، وكيف نستطيع التغلب عليه. تابع معنا عزيزي القارئ مقالنا التالي للحصول على أجوبة عن جميع التساؤلات السابقة.

تعريف الاكتئاب

قبل كل شيء يجب أن نذكر بأن الاكتئاب هو اضطراب نفسي خطير يجعل من صاحبه سجينًا للتفكير السوداوي والمشاعر السلبية. فينظر المكتئب إلى الحياة بشكل متشائم ولا يأمل من الحياة أن تبتسم له مرة أخرى أبدًا. وقد زاد انتشار هذه الحالة في الآونة الخيرة نظرًا للظروف الصعبة الصحية منها والنفسية التي طالت كل المجتمعات دون استثناء، وتركت خلفها الكثير من ضحايا الاضطرابات النفسية.

أهم أسباب الاكتئاب

توجد العديد من الأسباب التي قد تؤثر في مشاعرنا وتسبب لنا الحزن والاكتئاب، ونذكر من أهمها:

  • بدايةً طبيعة الشخص: تلعب الوراثة دورًا مهمًا في الاكتئاب، فبعض الجينات تزيد من قابلية الشخص للإصابة بالاضطرابات النفسية. وبالتالي تكون هذه الفئة أكثر تأثرًا بالأحداث التي قد تواجههم.
  • بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي: تزيد المشاكل الأسرية والزوجية من الاضطرابات النفسية لدى جميع أفراد المنزل، وبشكل خاص الأطفال والمراهقين منهم. ويمكن القول بأن الطلاق من أهم أسباب اكتئاب الأطفال الذين يشهدون المشاكل الأسرية، ويعايشون الأجواء السلبية التي تحصل داخل الأسرة.
  • كما نذكر الحالة الاقتصادية: ينتشر الاكتئاب في البيئات الفقيرة أكثر بكثير من انتشاره في الغنية منها، إذ يعد الوضع المادي المتدني داعمًا للاكتئاب ومساعدًا على حصوله.
  • كذلك فترة الطفولة: يجب أن نقول بأن أساس شخصية الإنسان هو طفولته، فخلالها يكتسب جميع المشاكل والاضطرابات النفسية ويبني فكرة عن الواقع وكيفية التعامل معه. وتعتبر قسوة الوالدين وعدم ثقتهم بأطفالهم ومعاملتهم بطريقة سيئة من أهم أسباب اكتئابهم في فترة المراهقة والشباب.
  • والصدمات النفسية: لا يمكن أن ننكر بأن الحياة قاسية جدًا، وقد تنهال علينا بالمصائب المتتالية التي تثقل كاهلنا، وتجعلنا نستسلم للواقع المر. وبالتالي فإن الصدمات النفسية المتتالية وغير المتوقعة سبب مهم للاكتئاب.
  • فقدان الآخرين: للأسف يعتبر الفقدان كأسًا مرًا سيشرب منه الجميع دون استثناء، وكثيرةٌ هي المرات التي لا نستطيع فيها أن نتحكم بمشاعرنا أو نتغلب عليها، فيسيطر الاكتئاب علينا عند فقدان من نحب أو ابتعادهم عنا.
  • الصحة السيئة: يترافق الاكتئاب مع الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الإنسان، وخاصةً تلك التي لا أمل بالشفاء منها كالسرطانات والأمراض الخطيرة.

أشهر أعراض الاكتئاب

يشترك المكتئبون بمجموعة من الأعراض، نذكر منها:

  • بدايةً عدم الاستقرار النفسي والقلق الدائم.
  • كذلك النظرة السوداوية للحياة.
  • النوم المضطرب وعدم القدرة على النوم بشكل مستمر.
  • عدم تقبل الاختلاف والشعور بالغضب تجاه الأحداث الصغيرة (الانفعال الزائد).
  • الشعور الدائم بالفشل وعدم القدرة على الإنجاز وتحقيق الذات.
  • تطور آلام في الرأس، وأمراض قلبية، وارتفاع ضغط بسبب الحالة النفسية السيئة.
  • التعب الدائم والإحباط.
  • فقدان الشهية أو فرط الشهية، وبالتالي حدوث تغيرات في الوزن، وعدم الثبات على وزن محدد.
  • محاولات الانتحار.

علاج الاكتئاب

تختلف طرق علاج الاكتئاب من مصدر لآخر، ويمكن تلخيصها بما يلي:

  • العلاج السلوكي: ينصح الطبيب باحتواء الشخص المكتئب، ودعمه والوقوف إلى جانبه قدر الإمكان. كما يحاول الطبيب أن يكسب ثقة مريضه ويدفعه إلى الحديث عن مشاكله وهمومه ومناقشتها معه، وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة لها.
  • استغلال وقت الفراغ: تعتبر ممارسة الهوايات المتنوعة، ولعب الرياضة بشكل مستمر طريقة مثالية لتفريغ الطاقة السلبية وتحويلها إلى شعور بالإنجاز والجدوى.
  • الأدوية: هناك العديد من الأصناف الدوائية التي تفيد في علاج الحالات النفسية المختلفة كمضادات الاكتئاب ثلاثية وخماسية الحلقة. ويمكن القول بأن الأدوية هي الخيار الأخير للعلاج إلا في الحالات الشديدة والخطيرة على صاحبها.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن مرض الاكتئاب وأهم الأسباب المؤدية إليه كما تطرقنا إلى ذكر الأعراض وطرق العلاج. نتمنى أن يكون مقالنا قد نال إعجابك وحقق الفائدة لك عزيزي القارئ.