كثيرًا ما نسمع عن حالات الاكتئاب من محيطنا. وغالبًا ما يتم التشخيص بالاعتماد على الأعراض التي تؤثر على الجانب العاطفي من الحياة. ومن الممكن أن يكون الاكتئاب رد فعل يبديه الجسم نتيجة نقص في إحدى المركبات الضرورية لعمله كفيتامين د مثلًا. تابعوا معنا لتتعرفوا أكثر حول العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب.

ما الذي يجب أن نعلمه عن فيتامين د

يهم كل شخص أن يعلم المزيد عن جسده والعناصر التي يحتاجها. ومن المعروف بأن العناصر الغذائية تتألف من فئتين. في البداية الفئة الأولى والتي تضم المغذيات الكبرى من الماء والبروتين والكربوهيدرات والدهون حيث يحتاجها الجسم بكميات كبيرة. أما الفئة الثانية فتضم المغذيات الدقيقة من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة. وبرغم ذلك إلا أن نقصانها من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة باعتلالات صحية. ومن المهم التنويه إلى أنه يتم تقسيم الفيتامينات إلى نوعين هما الفيتامينات الذوابة في الماء والفيتامينات الذوابة في الدهون. انطلاقًا من هذا نذكر أهم ما ينبغي علينا أن نعرفه حول فيتامين د.

معرفة مصادر فيتامين د تحمينا من الاكتئاب

يعد فيتامين د مميزًا عن باقي الفيتامينات بسبب قدرة الجسم بشكل طبيعي على تصنيعه عند التعرض لأشعة الشمس لمدة محددة. الأمر الذي أدى دورًا في إطلاق تسمية فيتامين الشمس عليه. وكذلك نجده في بعض الأطعمة والمكملات الغذائية. في الحقيقة يعد هذا الفيتامين من الفيتامينات التي تمتلك القدرة على الذوبان في الدهون. ومن الجدير بالذكر أنه يمتلك ثلاثة أنواع هي فيتامينات د1 ود2 ود3.

أهمية فيتامين د بالنسبة للجسم

الأمر الأخير الذي يهمنا ذكره حول هذا الفيتامين هو مشابهته الكبيرة للهرمونات. حيث يتم التعارف عليه عبر مستقبلات محددة تمتلكها جميع خلايا الجسم. وبالتالي فإن كل جزء في الجسم يحتاج لهذا الفيتامين بكمية كافية، ليؤدي وظائفه التي يعد أهمها امتصاص عنصر الكالسيوم ونمو العظام والأسنان وتقوية المناعة.

ما هو الاكتئاب

إليك بعض الحقائق المهمة حول الاكتئاب:

  • في الحقيقة إن الاكتئاب يعد اضطرابًا مزاجيًا يواجه فيه الشخص الكثير من المشاعر السلبية والحزن بشكل دائم.
  • ومن الممكن أن يصل إلى درجة التأثير على أفكاره وسلوكه.
  • ولعل أبرز ما يميز الاكتئاب هو الانخفاض الحاد والسريع في المزاج المترافق مع فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يبدي الشخص ميولًا نحوها في السابق.
  • ومن الجدير الذكر بأن الأحداث الحياتية والبيئة المحيطة والحالة الصحية هي عوامل تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بالاكتئاب أو الشفاء منه.
  • وكذلك يمكن أن يكون الاكتئاب أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
  • ومن المثير للدهشة أن هذا المرض يصيب النساء أكثر من الرجال.

نقص فيتامين د والاكتئاب

قد لا يقدر الجسم على امتصاص المستويات اللازمة من هذا الفيتامين بشكل طبيعي. الأمر الذي قد يسبب بعض التأثيرات السلبية مثل ضعف العظام وهشاشتها أو أمراض القلب أو السكري من النوع الثاني. بالإضافة إلى أن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يحرض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب. إذ إنه يلعب دورًا داعمًا في أداء الدماغ لوظائفه مؤثرًا بشكل رئيسي على الخلايا الموجودة في الدماغ والمرتبطة بالاكتئاب، الأمر الذي يجعل نقصه مشكلة خطيرة من عدة جوانب. وقد بينت الدراسات العلمية التالي:

  • بعد الاطلاع على معظم حالات المصابين بنقص فيتامين د للبحث عن عامل مشترك يربط بينها تمت ملاحظة أن الاكتئاب كان أمرًا ملازمًا لهذا المرض.
  • ومن الممكن تفسير الأمر بالعودة إلى أن هذا الفيتامين يؤدي دورًا مهمًا في تحسين مستويات الناقل العصبي المسؤول عن تعديل المزاج والذي يدعى السيروتونين.
  • في حين أن نقصه يؤدي إلى الإرهاق والتعب وتقلبات نفسية أخرى قد تؤدي إلى اضطرابات في النوم.
  • ونتيجة لذلك فإن المزاج المتقلب علامة مهمة تشير إلى نقص فيتامين د. الأمر الذي يعود إلى العلاقة التي تربط بين الاكتئاب وانخفاض مستوى الدم.
  • وعلى الرغم من أنه لا يوجد ما يربط بين تحسن الحالة النفسية وتواجد المعدل الطبيعي من فيتامين د قي الجسم بصورة مؤكدة. إلا أن الأطباء ينصحون الأشخاص المصابين بالاكتئاب بتناول فيتامين د بصورة يومية. وقد لاقت هذه الطريقة نجاحًا في التخلص من الاكتئاب في بعض الحالات.

أعراض الاكتئاب الناجم عن نقص فيتامين د

كما ذكرنا سابقًا أن بعض حالات نقص فيتامين د قد تؤدي للإصابة بأحد أنواع الاكتئاب. ومن الممكن الاستدلال على هذا النوع من الاكتئاب بعدة أعراض نذكر منها:

  • تدهور الحالة العاطفية حيث يشعر المريض بحالة من اليأس والعجز والحزن الشديد.
  • وقد يعاني من النعاس المفرط أو الأرق.
  • وكذلك نرى في بعض الحالات تغير ملحوظ في الوزن قد يتمثل بزيادة أو نقصان بشكل كبير.
  • بالإضافة إلى المعاناة من الخمول والصداع وآلام في الظهر.
  • في النهاية قد يصل الأمر إلى فقدان الرغبة في الحياة، الأمر الذي يدفع بعض المكتئبين للتفكير في الانتحار والموت.

وبهذا نأمل أن نكون قد ساعدناكم أصدقائي القراء في رسم صورة واضحة عن العلاقة التي تربط بين نقص فيتامين د والاكتئاب موضحين كلًا منهم على حدة، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على بعض من أعراضه التي تهم كل مطلع وباحث.