سلائل الرحم هي حالة شائعة تصيب المرأة، عبارة عن عقديات تنمو من بطانة الرحم بشكل إصبعي قطرها أقل من 1سم، تكون قاعدتها مسطحة وتتصل بالرحم عن طريق سويقة. ولتعرفي المزيد عنها تابعي معنا هذا المقال الذي سوف نجيب فيه عن تساؤلات قد تبادر لذهنك عن السلائل، ماهي؟ ما أعراضها؟ كيف يتم تشخيصها وعلاجها؟

ماهي السلائل أو البوليبات الرحمية

هي زوائد لحمية تنمو وتظهر داخل البطانة الرحمية، أي السطح الداخلي للرحم، ولهذا السبب يطلق عليها سلائل بطانة الرحم.

تتشكل البوليبات من فرط نمو للأنسجة التي تكون بطانة الرحم، وتتصل ببطانة الرحم بعنق طويل أو لاطئ والذي يمتد لداخل طبقات الرحم. لها شكل بيضوي أو مستدير، ويتراوح حجمها من بضعة مليمترات (حجم حبة السمسم)، إلى بضعة سنتمترات (حجم كرة الغولف) و أكبر. وقد تكون على شكل مفرد أو مجتمعة من البوليبات الرحمية. وعادة ما تكون السلائل الرحمية حميدة، ولكنها قد تسبب بعض المشاكل للسيدة كاضطرابات الدورة الشهرية (الحيض)، أو تؤثر في القدرة على الإنجاب (الخصوبة).

 السيدات الأكثر عرضة للإصابة بسلائل الرحم

تزداد الإصابة شيوعًا عند السيدات اللواتي يتراوح أعمارهن بين ال 40 و 50 عامًا. مقارنًة بالسيدات الأصغر سنًا. كما قد يصيب السيدات بعد سن اليأس. ولكن نادرًا ما يصيب الفتيات دون سن ال 20.

تزداد فرصة الإصابة بالسلائل الرحمية إذا كانت السيدة تعاني من زيادة وزن وسمنة، أو من ارتفاع ضغط الدم، أو إذا كانت تحت قيد العلاج بالتاموكسيفين، وهو دواء يستخدم لعلاج سرطان الثدي.

أسباب السلائل الرحمية

السبب الرئيسي لتكون البوليبات في الرحمية مازال غير معروف. ولكن التقلبات في مستويات الهرمونات قد تكون عامل مسبب لتشكلها. كما يلعب الإستروجين دورًا رئيسيًا في زيادة سماكة بطانة الرحم كل شهر. وهو مرتبط أيضًا بنمو السلائل الرحمية داخل البطانة.

 الأعراض التي تظهر عند الإصابة بسلائل الرحم

تشمل أعراض السلائل الرحمية ما يلي:

  • دورة شهرية غير منتظمة.
  • نزف دموي غزير غير طبيعي أثناء الدورة الشهرية.
  • تمشيح أو نزف دموي بين الدورات الشهرية.
  • نزيف مهبلي أو نزف بعد انقطاع الطمث.
  • العقم.

وإن أكثر هذه الأعراض شيوعًا هي عدم انتظام الدورة الشهرية، أو عدم القدرة على التنبؤ بها. تستمر الدورة الشهرية الطبيعية 4 إلى 7 أيام. كما تتراوح بين 21 إلى 35 يوم، وسيطًا تحدث كل 28 يوم. وإن نصف السيدات المصابات بسلائل رحمية يعانين من عدم انتظام دورة الشهرية.

وتشمل الأعراض الأخرى كنزيف الدورة الشهرية المطول أو المفرط (غزارة الطمث)، والنزيف بين فترات الدورة الطمثية، أو النزيف بعد الجماع. جميعها تكون السلائل الرحمية سبب في 25% من الحالات.

وإن عدم القدرة على الحمل أو الولادة المبكرة وعدم القدرة على إتمام الحمل. علامة على وجود السلائل الرحمية.

 

كيف يتم تشخيص السلائل الرحمية

سيسألك الطبيب عن دورتك الشهرية وانتظامها، بما في ذلك المدة التي استغرقتها الدورة وعدد مرات حدوثها. وعليكي أن تذكري أي أعراض مزعجة وغير مريحة قد عانيتي منها سابقًا، كالنزف الغزير والتمشيح الدموي بين الدورات وغيره. وإن كنت تعانين من صعوبة بالحمل وهذه الأسئلة ستشكل الموجه الأساسي للفحوص اللاحقة.

وبعد أن يقوم الطبيب بإجراء الفحص الطبي النسائي، سيتوجه لإجراء أي من الاختبارات الطبية التالية مثل الفحص بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل، وتصوير داخل الرحم بالأمواج فوق الصوتية، وتنظير الرحم، وخزعة باطن الرحم، والتجريف.

اسألي طبيبك في حال كان يوصي بأي علاجات مثل المضادات الحيوية، أو مسكنات الألم، أو أدوية لتخفيف اتساع عنق الرحم قبل الإجراء.

كيف يتم علاجها

قد لا يكون العلاج ضروري، إذا كانت لا تسبب أي أعراض. لكن يجب علاج البوليبات التي تسبب نزف حاد أثناء الدورات الشهرية، أو في حال تم الاشتباه بها بأنها قبل سرطانية أو سرطانية. يجب إزالتها في حال سببت اضطرابات أثناء الحمل، كالإجهاض أو أدت إلى عقم عند النساء الراغبات بالحمل. أو في حال تم اكتشافها بعد سن اليأس.

وتشمل طرق العلاج:

  • الأدوية التي تساعد على التنظيم الهرموني، وتخفيف الأعراض كالبروجسترون أو شادات GnRH.
  • تنظير الرحم حيث يقوم الطبيب بإدخال أدوات جراحية، من خلال منظار الرحم لإزالة أي سلائل تم العثور عليها.
  • التجريف ويتم إجراؤه جنبًا إلى جنب مع التنظير. ويستخدم الطبيب أداة لكشط البطانة وإزالة البوليبات. وبعدها يمكن إرسالها إلى المخبر لفحصها إذا كانت حميدة أو خبيثة.
  • قد يكون لابد من إجراء جراحة إضافية. في حال كان يصعب إزالة السلائل، أو كانت سرطانية. ويكون استئصال الرحم ضروري في هذه الحالات.

وهكذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا، تذكري أن المشكلة لاتكمن في عدم استفسارك عن أي عرض يزعجك وإنما تجاهلك له بداعي الخجل وقلة المعرفة هو المشكلة. سارعي لطلب استشارة طبيبك عند ظهور أي من الأعراض المذكورة سابقًا، ولتنعمي دائمًا بحياة صحية وسليمة.