الفرق بين اليمين الغموس والمنعقدة؟ تساؤل مطروح بكثرة على محركات البحث، فاليمين هي القسم والحلف، وقد سمي الحلف يمينًا لأن العرب قديمًا كانوا إذا تحالفوا ضرب كل واحد منهم بيمينه على يمين صديقه، كذلك يعرفها أهل الرأي بأنها توكيد الحكم بذكر اسم الله عز وجل، أو صفة من صفاته، وهي مشروعة في الإسلام. ولكننا كثيرًا ما نحلف ونقسم ونتساءل بعدها، هل يميننا كان يمينًا غموس أم يمينًا منعقدة وينبع هذا التساؤل من حرصنا الشديد على رضا الله عز وجل. لذلك سنبين في مقالنا هذا ما الفرق بين اليمين الغموس والمنعقدة، كذلك سنوضح أنواع اليمين وحالات مختلفة للقسم واليمين، وشروط اليمين المنعقدة.

ما الفرق بين اليمين الغموس والمنعقدة

 

ما الفرق بين اليمين الغموس واليمين المنعقدة

ما الفرق بين اليمين الغموس واليمين المنعقدة

يعود الفرق بين اليمين الغموس والمنعقدة كالتالي:

  • اليمين الغموس: هي اليمين التي يقوم بها الشخص بالحلف على موضوع كاذب وهو يعلم تمامًا أنه كاذب. وتعد اليمين الغموس من الكبائر.
  • اليمين المُنعقدة: أو كما تسمى باليمين المعقودة، ويقصد بها أن يعقد الشخص النية أنه سيفعل الشيء، ويقسم أنه سيفعله. أو يقسم على شيء أنه سوف يبعد عنه في المستقبل، وعندما يجيء الوقت يتراجع ولا يفعل ما أقسم عليه.

اقرأ أيضًا أسماء الله الحسنى ومعانيها

كفارة اليمين الغموس والمنعقدة

تعرفنا على الفرق بين اليمين الغموس والمنعقدة، ولكن ما هي كفارة اليمين الغموس والمنعقدة؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية. فكفارتها كالتالي:

كفارة اليمين الغموس: لا كفارة لها فهي أعظم وأشد من أن تكفرها كفارة يمين. وإنما الواجب فيها التوبة لله تعالى، ورد ما اقتطع بها من ‏حق للغير.

كفارة اليمين المنعقدة: كفارته إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وبحال لم تستطع فكفارته صيام ثلاثة أيام. ودليله بالقرآن قول الله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) (المائدة: 89).

حالات مختلفة للقسم واليمين

بعد أن تعرفنا على الفرق بين اليمين الغموس والمنعقدة، عزيزي المسلم إن اليمين من الأشياء الهامة التي ينبغي أن تضعه دومًا ببالك، فلا يجوز أن تحلف على أي أمر، بل ينبغي ألا تحلف بالله إلا في الأوقات الهامة جدًا. والتي يكون من الضروري أن تحلف لتنقذ شخص ما، أو تحل خلاف على شيء معين. وذلك لقول الله سبحانه (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة 224). وسنبين فيما يلي حالات القسم:

  • الواجب: وهي القسم الذي تَحلف به لتنقذ إنسان بريء، كان سيحدث معه شيء سيء بدون قسمك.
  • المندوب: والمندوب يقصد به المُستحب، وهو اليمن الذي تحلف به لتصلح بين شخصين يوجد بينهما خلاف، أو لتزيل حقد من قلب شخص.
  • المُباح: وهو اليمين علي شيء مُباح. كأن تقسم أنك لم تتناول الطعام بعد، أو تقسم أنك تشعر بالجوع. كذلك أن تحلف على شيء كنت تعتقده بشكل معين، وأنت متأكد أنك تتكلم الصدق في قسمك ولكن لم يكن هكذا.
  • المكروه: وهو أن تقسم بالله على أي أمر مكروه. فالأشياء المكروهة كثيرة فلا تقسم عليها وتجنبها تمامًا.
  • المُحرم : وهو أن تحلف بالله كذبًا وأنت على يقين أنك كاذب. لقول الله سبحانه وتعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (المجادلة 14) وهذه الآية الكريمة نزلت في وصف المنافقين.

اقرأ أيضًا شروط الحج ٢٠٢٢ كما أقرتها المملكة العربية السعودية 1444

أنواع اليمين

تعرفنا في الفقرات السابقة على الفرق بين اليمين الغموس والمنعقدة، دعونا نتعرف على أنواع اليمين حيث اجتمع أهل العلم أن لليمين ثلاثة أنواع وهي كالتالي:

  • يمين اللغو: وهو القسم الذي لم تنعقد عليه النية، والذي يسبق اللسان إلى قولها بدون قصد. أو أن يقسم على شيء يظن فيه شيئًا ويكون غير المتوقع، ولا كفارة عليه.
  • اليمين المؤكدة أو المنعقدة: وهي القسم الذي يتم فيه الحلف على شيء ينوي عمله في المستقبل، أو أنه لن يفعله في المستقبل، وهي يمين يجب بها الكفارة إذا حنث فيها الشخص.
  • اليمين الغموس: وهو القسم على شيء ماضي كذبًا أو شيء في الوقت الحاضر. نافيًا حدوثه ووقوعه، أو مؤكدًا له، فهو يمين مكر وكذب وخداع. وهي تغمس صاحبها في النار والإثم، وينبغي معها التوبة النصوح.

أحاديث شريفة عن اليمين وأحكامها

ورد في سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وفي أحاديثه التي رواها ونقلها العديد من الصحابة الكرام، الكثير من الأحاديث الصحيحة في الأيمان وأنواعها وأحكامها. وأبرز ما جاء ما يلي:

  • عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال النَّبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم، فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: الإشراك بالله. قال: ثم ماذا؟ قال: ثم ماذا قال عقوق الوالدين. قال: ثم ماذا؟ قال: اليمين الغموس. قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب.
  • عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: وإنْ قَضِيبًا مِن أَرَاك.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله لأن يَلِجَّ أحَدُكُمْ بيَمِينِهِ في أهْلِهِ، آثَمُ له عِنْدَ اللَّهِ مِن أنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتي افْتَرَضَ اللَّهُ عليه.

اقرأ أيضًا هل تعاد صلاة الكسوف والخسوف في حالة استمرار الظاهرة

شروط اليمين المنعقدة

 

شروط اليمين المنعقدة

شروط اليمين المنعقدة

يشترط لانعقاد اليمين توفر بعض الأمور، أبرزها الآتي:

  • أن يكون الشخص الحالف شخص بالغ وعاقل، والدليل في ذلك ما رواه أبو داود، عن علي رضي الله عنه، عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل.
  • أن لا يكون اليمين لغوًا: وذلك مثل قول: بلى والله ولا والله، وما يندرج على ألسنة الناس بدون قصد.
  • أن يكون القسم بواحد مما يلي:
  1. ذاتُ الله عز وجل: مثل قول الشخص أقسم بذات الله تعالى أو أقسم بالله عز وجل.
  2. أحد أسماء الله تعالى الخاصة به: كأن يقول الشخص: أُقسم برب العالمين، أو بمالكِ يوم الدين.
  3. كذلك صفة من صفات الله تعالى: كقول الإنسان: أقسم بعزة الله أو بعلمه، أو أقسم بقدرته.

والأصل في كل ما ذكر، ما ورد في السنة الصحيحة على لسان نبي الله عليه الصلاة والسلام، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو يسير في ركب، يحلف بأبيه فقال: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا، فليحلف بالله أو ليصمت) رواه البخاري. فلو أن أحدًا أقسم بغير ما ذكر لم ينعقد يمينه لسببين هما:

  • الأول: حديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام (من كان منكم حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
  • الثاني: فقد كمال العظمة في غير ما ذُكر، والمؤمن منهي عن تعظيم غير الله تعالى تعظيمًا ذاتيًا.

وهكذا نكون أنهينا مقالنا الذي وضحنا فيه الفرق بين اليمين الغموس والمنعقدة، كذلك تعرفنا على أنواع اليمين وحالات مختلفة للقسم واليمين، وشروط اليمين المنعقدة.