لابد من أن يتساءل أي مزارع حول ما هو داء الكلب وما مدى خطورته. إذ إن داء الكلب أحد الأمراض التي تصيب الحيوانات الثدية وتؤذي معظم المواشي التي يهتم المزارعون بتربيتها. كما قد ينتقل للإنسان في بعض الحالات. ويشكل داء الكلب هاجس قوي لدى المزارعين بالعودة إلى أن وفيات هذا المرض تقدر بحوالي 55000 كائن حي حول العالم. الأمر الذي دفع بالأطباء والعلماء على حد سواء للبحث والاستقصاء حول داء الكلب. كذلك تزايد هذا الاهتمام بعد ملاحظة صعوبة التشخيص بالأخص في مراحله المبكرة بالإضافة إلى أن محيط انتقال المرض واسع المدى. فقد ينتشر المرض بين المواشي والجرذان والدببة والثعالب والقرود والذئاب بالإضافة إلى القطط والكلاب. ومن الممكن أن ينتقل فيروس الكلب بعدئذ إلى الإنسان في الحالات النادرة من التماس المباشر.

وأن كنت أحد الذين يهتمون بالحياة الحيوانية وأمراضها وأثار هذا الأمر فضولك. فما عليك سوى أن تتابع معنا في هذا المقال حيث سيسرنا تقديم المعلومات التي تهم كل مزارع أو مهتم بالبيئة الحيوانية وجوانبها.

ما هو داء الكلب

بالعودة إلى المراجع الطبية نجد أن داء الكلب عبارة عن مرض سببه فيروس من فصيلة الفيروسات الربدية. وعلى الرغم من أن التسمية الواضحة لهذا المرض تدل على اقتصار إصابته للكلاب، إلا أنه في الحقيقة ينتقل فيروس الكلب بين مختلف الحيوانات الثدية. حيث ينتقل هذا الفيروس عن طريق عض الحيوان المصاب لآخر سليم. الأمر الذي يسمح له بالانتشار من خلال اللعاب والأنسجة المتأثرة وصولًا إلى سوائل الجسم لدى الكائن الذي تعرض للعض. فيبدأ أولًا بمهاجمة الجهاز العصبي ثم ينتقل إلى باقي أجزاء الجسم حتى يدفع بالمصاب إلى الموت. ومن الممكن أن ينتقل الفيروس إلى كائن آخر عن طريق الجروح التي لم تتلقى علاج كافي وتعرضت للبكتيريا والفيروسات قبل أن تغلق. في المقابل يكفي تعرض هذا الفيروس للهواء الطلق حتى يموت فهو لا يعيش في الأوساط الجافة مطلقًا. ومن المثير للدهشة أن داء الكلب قد ينتقل من الحيوان إلى الإنسان لكنه غير قابل للانتقال بعدئذ بين البشر. كما أنه عادة ما تتراوح مدة الحضانة الخاصة بالفيروس حوالي ثلاثة أشهر قبل ظهور الأعراض. وتعتبر مدة الحضانة قابلة للتغيير بالعودة إلى المقدرة المناعية للمصاب ومكان جرحه.

ما هي الأنواع المختلفة لداء الكلب

تتباين أنواع داء الكلب ويعود ذلك الاختلاف بشكل أساسي إلى ردة فعل جسم الكائن الحي للفيروس المتمثلة في ظهور الأعراض الأكثر أهمية. ويمكن تمييز نوعين لداء الكلب عند الكائنات الحية هما:

داء الكلب الهياجي

ويختص هذا النوع من المرض بإصابته للحيوانات آكلة اللحوم. الأمر الذي يجعله مصدر قلق كبير لدى المزارعين الذين يمتلكون كلابًا لحراسة مواشيهم. حيث يؤثر هذا الداء على ذكاء الكلب المصاب ويزيد من معاناة المزارع في استجابة حيوانه المطيع للأوامر. كما أن الأفعال العدوانية التي يظهرها الكلب المصاب اتجاه صاحبه وحتى المواشي والحيوانات الأخرى ستسبب المزيد من التوتر والأعمال المتراكمة على المزارعين لحلها. والأمر الأكثر إزعاجًا حول داء الكلب الهياجي هو أن الحيوان المصاب فيه لن يصمد لأكثر من خمسة أيام بعد بدء ظهور الأعراض.

داء الكلب الشللي

في المقابل يختص هذا النوع من داء الكلب بالحيوانات العاشبة. وفي الوقت الذي لن يلاحظ فيه المزارع أية حركات عدوانية لدى مثل هذه الحيوانات، سيعاني من الأعراض المميتة التي ستظهر بشكل مفاجئ على المواشي بعدئذ. ويعاني المزارعون بالأخص من داء الكلب الشللي فيما يخص مواشيهم. حيث سيلاحظون في البداية بعض البطء في الفعاليات الحركية لدى الكائن المصاب نتيجة انتقال فيروس داء الكلب إلى العضلات. بعدها سيتطور الأمر إلى شلل قد يصل إلى جهاز التنفس وحتى عضلة القلب. الأمر الذي سيؤدي إلى موت المواشي بشكل سريع ومتوالي.

ما هي أعراض داء الكلب

يتشارك داء الكلب بأعراضه البدائية مع الكثير من الأمراض الأخرى. لذلك يعتمد الأطباء على الأعراض الواضحة التي تظهر فيما بعد. وبشكل عام تشمل أعراض داء الكلب:

  • الشعور بالضيق والانزعاج.
  • صداع متزايد في الشدة.
  • حمى مترافقة مع آلام حادة.
  • الأرق والغثيان.
  • حركات عنيفة لاإرادية.
  • ازدياد ملحوظ في إفراز اللعاب.
  • رهاب من الأشياء المحيطة.
  • سلوك يتصف بالهيجان الدائم.
  • هلوسة وهذيان.
  • شلل جزئي قد يصل لجهاز التنفس مسببًا الموت مختنقًا.

ما هي طرق تشخيص داء الكلب

تهم طرق تشخيص داء الكلب كل شخص يود الدخول إلى الحياة الحيوانية والتعمق في نواحيها. إذ لا يمكن تأكيد أن التعرض للعض من قبل حيوان ما سيؤدي إلى الإصابة بداء الكلب حتمًا. وفي المقابل لا يتوجب التقليل من شأن مثل هذا التماس المباشر مع حيوان ما قد يكون ناقلًا للمرض دون أن تظهر عليه أية علامات. وبدايةً يتم اللجوء إلى فحوصات الدم واللعاب المتاحة في مختلف المخابر. ورغم ذلك لا يمكن الاعتماد على هذه الطريقة بالنظر إلى احتمال غياب عوامل المرض حتى وقت متأخر بعد الإصابة. لذلك يتم الاعتماد بشكل أكبر على إجراء خزعة جلدية للتأكد من سلامة الأنسجة. والعائق الوحيد أمام هذه الطريقة هو الفترة الزمنية الطويلة التي تحتاجها نتائج الخزعة حتى تظهر.

ما هي طرق العلاج والوقاية لداء الكلب

حتى الوقت الراهن لم يجد الباحثين طريقة علاج فعالة من أجل اتباعها مع الكائنات الحية المصابة بداء الكلب. لكنهم ينصحون بمجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تفيد في تقليل نسبة الفيروسات المنتقلة بشكل عام في الوسط الذي يتعامل فيه الإنسان مع الحيوان. وتتعدد تلك الإجراءات إلى:

  • غسل مكان التماس مع الحيوان المصاب بالماء والصابون بشكل جيد ولمدة كافية.
  • استعمال بعض المطهرات والمنظفات المعتمدة من قبل الجمعيات الطبية أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة وغير المصابة.
  • تطعيم الكلاب والحيوانات الضالة باللقاح المعتمد ضد داء الكلب.
  • عزل الحيوانات المصابة بداء الكلب عن الحيوانات السليمة.
  • التخلص من المعدات التي يتقارب مجال عملها مع لعاب أو دم الحيوانات المصابة في مكان بعيد لا تصله الكائنات الحية الأخرى.

وفي الختام نأمل أن نكون قد استطعنا تزويدكم بمعلومات كافية حول ما هو داء الكلب. فالتوعية بمثل هذا المجال أضحى أمرًا مهمًا نظرًا لمشاركة الحيوانات الأليفة والمواشي بشكل كبير في حياتنا اليومية بطريقة مباشرة.