ما هو نظام حقوق كبار السن ورعايتهم الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية. باعتبار المملكة العربيّة السّعوديّة من أهم وأكبر الدّول العربيّة والإسلاميّة والآسيويّة، فقد شهدت ازديادًا كبيرًا في أعداد المسنّين، وايضًا لأنّ المملكة العربيّة السّعوديّة تهتم بسن القوانين الإنسانيّة وبحقوق وواجبات كبار السّن. ولأنها أيضًا تسعى إلى ضمان حقوق المسنّين وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم أيضًا، لذلك سنّت عدة قوانين لحفظ حقوق المسنين ورعايتهم .

وبسبب المشاكل التي يتعرض لها كبار السن، والظّروف الصّحيّة، والنّفسيّة، والماليّة، والمكانة الاجتماعيّة الواجب رعاية كل منها مع التقدّم في السّن. وباعتبار أنّ كل من الأسرة والدّولة وكذلك المجتمع المدني من مسؤوليّته تقديم الرعاية للمسنين بحكم الدّين، والأخلاق. ونتيجةً لذلك ولكل تلك الاعتبارات فكان لا بدّ من إصدار قانون يحمي حقوق المسنّين.  وبالتّالي يعمل على مواجهة ما يعانونه من تهميش اجتماعي وعزلة، ولهذا السّبب تمّ اقتراح هذا القانون.

ولذلك في هذا المقال عزيزي القارئ سنعمل على تزويدك بأبرز التّفاصيل حول قانون نظام حقوق كبار السّن ورعايتهم.

ما هو نظام حقوق كبار السن ورعايتهم

يتكوّن قانون نظام حقوق كبار السّن ورعايتهم من إحدى وعشرين مادّة. وتهدف إلى ضمان حصول كبير السّن على جميع حقوقه في المملكة العربيّة السّعوديّة. بالإضافة إلى ذلك فقد أعلن النّظام مساهمته في دعم النّشاطات التّطوّعيّة لخدمة كبار السّن. وتأهيل المرافق العامّة، والتّجاريّة، وكذلك الأحياء السّكنيّة، والبيئة المحيطة والمساجد. وذلك لتكون مناسبة لاحتياجات كبار السّن. بالإضافة إلى ذلك تخصيص أماكن لكبار السّن في المرافق العامّة، والمناسبات العامّة.

حيث يهدف النّظام إلى تشجيع القطّاع الخاص، وأصحاب الأعمال والجهات الأهليّة على رعاية كبار السّن. وأيضًا الإسهام في الأعمال الخيريّة، وذلك من خلال إقامة مراكز أهليّة، وأندية اجتماعية. والتي تمكّن كبير السّن من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم.

ومن الجدير بالذّكر أنّ قانون نظام حقوق كبار السّن ورعايتهم يهدف إلى نشر التّوعية حول حقوق كبار السّن. وذلك من أجل توفير العديد من الخدمات لهم، واحترامهم، وتشجيع القادرين من كبار السّن على العمل. وفي نفس السياق الاستفادة من برامج الدّعم الموجّهة إلى الجهات المشغّلة لهم.

بالإضافة إلى قيام الدّولة بمسح ميداني شامل لكافّة مناطق المملكة. وذلك لحصر الخدمات المقدّمة لكبار السّن في كل من القطّاعات الحكومية والخاصّة، وأيضًا ليسهل معرفة الخدمات المتوفّرة وأماكنها لكبار السّن وذويهم، وتصنيفها إلى خمس خدمات.  وهي: خدمات تعليميّة وتدريبيّة، وخدمات صحيّة، وخدمات اجتماعيّة. وأيضًا خدمات مكانيّة لوجستيّة، وخدمات المساعدات الماديّة والعينيّة.

لذلك ومن الجدير بالذكر أنّ المملكة العربيّة السّعوديّة تعمل دائمًا على سن قوانين تحرص على توفير الحياة الكريمة لجميع أفرادها. وبالتالي أصبح هذا القانون كفيل بحفظ حقوق أي مسن ضمن المملكة.

ويمكنك زيارة الموقع الرسمي وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية من هنا.

الموافقة على نظام حقوق كبار السّن ورعايتهم

نتيجة اهتمام المملكة العربيّة السّعوديّة بسن قوانين إنسانيّة تحمي حقوق الأنسان، فقد اعتمد مجلس الوزراء بعد اتّصاله برئاسة خادم الحرمين الشّريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الموافقة على نظام حقوق كبار السّن، ورعايتهم.
وقد تمّ إصدار هذا القانون يوم الثّلاثاء في 1/ جمادى الآخريّة /1443 هجري والموافق لتاريخ 4/ يناير/ 2023م.
وقد تناول هذا القانون العديد من الحقوق لكبير السّن، والّتي تساهم في تعزيز مهاراتهم، وخبراتهم، وممارسة هواياتهم، وكذلك تعزيز اندماجهم بالمجتمع، وأبرز هذه الحقوق هو الحق في الحياة مع أسرته، والتّشديد على عدم إدخال كبار السّن في دور الرّعاية، أو إبقائه فيها إلاّ بموافقته أو بموجب حكم قضائي من المحكمة المختصّة، وكذلك إعفاء كبار السّن من تسديد رسوم الخدمات أيضًا.
وبالإضافة إلى ذلك تعمل وزارة الموارد البشريّة، والتّنمية الاجتماعيّة على توفير المساعدة النّظاميّة المجّانيّة لكبير السّن عند الحاجة.

أهداف نظام حقوق كبار السن ورعايتهم

تسعى المملكة العربيّة السّعوديّة  من خلال القانون الّذي تمّ إقراره إلى تحقيق أهداف نظام حقوق كبار السّن ورعايتهم لضمان حقوق كبير السّن، وأبرز هذه الأهداف:

  • يجب أن يتمتّع كبير السّن بحق اختيار البيئة المناسبة، وكذلك المكان الّذي يحفظ حقوقه وتصون كرامته.
  • نشر التّوعية حول حقوق المسنّين، وتعزير الثّقافة المجتمعيّة فيما يتعلّق باحترام وتوقير كبير السّن.
  • ترسيخ الوعي بأوضاع المسنّين وقضاياهم بما يكفل مكانتهم الأسريّة، والاجتماعيّة ويعزّز دورهم الإيجابي.
  • تشجيع الأسرة وتقوية دورها في رعاية مسنّيها.
  • توفير معلومات إحصائيّة موثوقة وموثّقة عن كبار السّن لاستخدامها، والاعتماد عليها في الأبحاث المتعلّقة بهذه الفئة من أفراد المجتمع، وللمساعدة في وضع الخطط، والبرامج لكبار السّن.
  • تعزيز مهارات كبار السّن، وخبراتهم وتمكينهم من ممارسة هواياتهم، لتعزيز اندماجهم بالمجتمع، وذلك من خلال البرامج المعدّة لهذه الغايات.
  • تشجيع القادرين من كبار السّن على العمل والاستفادة من برامج الدّعم الموجّهة الخاصّة بهم.
  • دعم النّشاطات التّطوّعيّة لخدمة كبار السّن، وتأهيل المرافق العامّة، والتّجاريّة، وكذلك الأحياء السّكنيّة، والبيئة المحيطة والمساجد، لتكون مناسبة لاحتياجات كبار السّن.
  • إقامة مراكز أهليّة، وأندية اجتماعيّة، من قبل أصحاب الأعمال والقطّاعات الخاصّة تمكّن كبير السّن من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم.
  • الحق في الحياة مع أسرته، والتّشديد على عدم إدخال كبار السّن في دور الرّعاية، أو إبقائه فيها إلاّ بموافقته.

الحقوق التي تكفلها السعودية لكبار السن

عملت المملكة العربيّة السّعوديّة على ضمان جميع حقوق المسنّين من خلال هذا القانون، الّذي تكفّل بتوفير الرّعاية اللاّزمة، وتطوير الأنظمة والقوانين التّي تحفظ حقوق هذه الفئة، ونذكر هنا أهم الحقوق المذكورة ضمن هذا القانون:

  • حق الاستقلاليّة:
    حيث يحصل كبير السّن على جميع حقوقه من طعام وشراب، ولباس مناسب له، وبالإضافة إلى حقّه في اختيار البيئة المناسبة، والحصول على العمل بالأجر، وكذلك توفير فرص التّعليم، والتّدريب.
  • حق الرّعاية:
    يضمن هذا القانون حق كبير السّن في العيش مع أسرته، التّي تعمل على توفير الحماية، والرّعاية، وتحافظ على صحّته الجسميّة، والنّفسيّة، والاجتماعيّة، وحقّه في رفض أو قبول الإقامة في أي مأوى أو دور للرّعاية.
  • حق الكرامة:
    يعمل هذا القانون على نشر التّوعية والتّثقيف المجتمعي حول حقوق المسنّين، واحترامهم، وعدم استغلالهم أو معاملتهم بسوء، وكذلك يضمن هذا الحق في أن يعيش كبير السّن في أمن وسلامة، وكرامة داخل حدود المملكة السّعوديّة.

دور رعاية المسنين في المملكة العربية السعودية

عملت المملكة العربيّة السّعوديّة على توفير جميع الخدمات الّتي تضمن الأمن والرّاحة لأفرادها، ولذلك تضمّنت المملكة السّعوديّة ثمانية دور حكوميّة لرعاية المسنّين في أراضيها، وقد حرصت على تقديم عناية خاصّة بهم، والوقوف على كل ما يحتاجون إليه إضافة إلى صرف مخصّصات شهريّة لهم، ونذكر أهم دور رعاية المسنّين:

  • دار الرّعاية الاجتماعيّة في الجوف، والّذي يقع في مدينة سكاكا.
  • دار الرّعاية الاجتماعيّة في جافان، والّذي يقع على طريق الأمير سلطان في المنطقة الصّناعيّة.
  • دار الرّعاية الاجتماعيّة في المدينة المنوّرة، ويقع على طريق المطار في بني حارثة.
  • دار الرّعاية الاجتماعيّة في الرّياض، ويقع على طريق الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمّد في النّخيل.
  • دار الرّعاية الاجتماعيّة في الطّائف، ويقع في الخالديّة.
  • دار الرّعاية الاجتماعيّة في أبها، ويقع على طريق الملك فيصل.
  • دار الرّعاية الاجتماعيّة في عنيزة، ويقع في حي الشّفاء.
  • دار الرّعاية الاجتماعيّة في مكّة المكرّمة، ويقع في حي النّزهة.

شروط دخول دار المسنين في المملكة العربية السعودية

هناك مجموعة من الشّروط التّي وضعتها الدّولة عند دخول دار المسنّين في المملكة السّعوديّة، ولا بدّ من استيفاء الشّروط الآتية:

  • يجب أن يكون كبير السّن من المواطنين الأصليين في المملكة، وكل من يحمل الجنسيّة السّعوديّة.
  • يجب أن لا يقل عمر كبير السّن عن السّتّين، ويجب أن يكون عاجز عن العمل أو القيام بشؤون نفسه، ولكن يستثنى من هذا الشّرط من أثبت حاجته إلى الدّخول في دور الرّعاية دون بلوغه السّتين من العمر.
  • وجود تقرير طبّي يثبت حاجة كبير السّن إلى الرّعاية، ولكن يجب أن يثبت التقرير خلو كبير السّن من أي أمراض معدية، والأمراض النّفسيّة، والعقليّة، وكذلك الأمراض السّارية الّتي تهدّد سلامته، أو سلامة الآخرين في دار الرّعاية.
  • عدم وجود معيل لكبير السّن، أو وجود أسرة ولكن غير قادرة على توفير الخدمات الّتي يحتاجها.

وختامًا نلاحظ أنّ المملكة العربيّة السّعوديّة حكومةً وشعبًا يضعون حقوق المسنّين على رأس أولويّاتهم ممتنّين لهم على ما أفنوه من عمرهم في خدمة دينهم، ووطنهم، ومجتمعهم حافظين لهم حقوقهم الّتي كفلها لهم النّظام، وأكّدت عليها أحكام الشّريعة الإسلاميّة.