تتشارك الجامعات البريطانية صدارة التصنيف العالمي مع جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، ويقصد الكثير من طلاب العلم سنويًا أشهر الجامعات في بريطانيا للحصول على شهاداتٍ منها. إذ تملك بريطانيا تاريخًا عريقًا في مجال التعليم العالي تعود جذوره إلى أوائل القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي.
تعتبر الجامعات في بريطانيا مؤسساتٍ مستقلةٍ ذات سيادةٍ. حيث لا يحق للحكومة البريطانية التدخل في إدارة الجامعة أو في نوعية البرامج التي تقدمه. إنما يمكنها الإشراف على صحة الوضع المالي لها فقط من خلال مجالسٍ وهيئاتٍ حكوميةٍ. الأمر الذي جعل الجامعات البريطانية تتمتع بالحرية الفكرية، وساعدها على تخريج عددٍ كبيرٍ من العلماء والأدباء الذين كان لهم بالغ الأثر في النهضة الإنسانية الحديثة.

ولا بد من التنويه عزيزي القارئ إلى أن بريطانيا تضم كلًا من إنكلترا وأسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز. غير أن العدد الأكبر من السكان موجود في إنكلترا، والتي تتحمل مسؤولياتها كاملةً عن جميع دول بريطانيا من خلال البرلمان الموجود في عاصمتها لندن. لذا فإن الحديث عن الجامعات البريطانية هو حديث عن الجامعات الإنكليزية بشكلٍ أساسيٍ. إضافةً إلى بعض الجامعات المتميزة القليلة في بقية دول بريطانيا. فإذا كنت عزيزي القارئ من الطلاب الراغبين بحجز مقعدٍ في إحدى الجامعات البريطانية، فيمكنك من خلال مقالنا التالي التعرف على أشهر الجامعات في بريطانيا، إضافةً إلى المنح الدراسية التي تقدمها هذه الجامعات علك تجد فرصةً مناسبةً فيها.

أشهر الجامعات في بريطانيا

يتجاوز عدد مؤسسات التعليم العالي في بريطانيا ثلاثمائةٍ مؤسسةٍ، من بينها واحد وتسعين جامعةً موجودةً في إنجلترا. وتعتبر جامعة أكسفورد أشهر وأفضل جامعةٍ بريطانيةٍ على الإطلاق. إذ تحتل المرتبة الأولى على الصعيد المحلي، والخامسة على مستوى العالم تبعًا لتصنيف جامعة QS العالمية. تليها جامعة كامبريدج الشهيرة التي شغلت المرتبة الثانية محليًا والسابعة عالميًا. بينما احتلت كلية إمبريال لندن المرتبة الثالثة محليًا والثامنة على مستوى العالم. وجاءت كلية لندن الجامعية في المركز الرابع محليًا، كما صنفت في المرتبة العاشرة عالميًا. أما كلية إدنبرة الموجودة في أسكتلندا فقد نالت المرتبة الخامسة على الصعيد المحلي والعشرين عالميًا. وتعتبر هذه الجامعة هي المؤسسة التعليمية الوحيدة في أسكتلندا التي حجزت لها مقعدًا بين أفضل الجامعات البريطانية. وقد تلتها جامعة مانشستر في إنكلترا في المركز السابع محليًا، والسابع والعشرين عالميًا. ومن الممتع عزيزي القارئ أن نذهب معًا في جولةٍ نتعرف فيها على أشهر الجامعات البريطانية والمصنفة من بين أفضل عشر جامعاتٍ على مستوى العالم.

جامعة أكسفورد The University of Oxford

تقع جامعة أكسفورد في مدينة أكسفورد في إنكلترا، وتعد أقدم جامعةٍ في العالم الغربي، إذ يرجع تأسيسها إلى أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، وقد صنفت الجامعة على رأس الجامعات البريطانية كأفضل جامعةٍ في البلاد. كما بقيت لفتراتٍ طويلةٍ الجامعة رقم واحدٍ عالميًا متفوقةٍ على الجامعات الأمريكية والفرنسية الشهيرة، إلا أنها تشغل اليوم المرتبة الخامسة عالميًا بحسب تصنيف جامعة QS العالمية.
تتألف الجامعة من ثمانيةٍ وثلاثين كليةً مستقلةً، لكلٍ منها مديرها الخاص، وإدارتها الذاتية. كما تتنوع اختصاصات الجامعة بين العلوم الطبية، والعلوم الإنسانية، والعلوم الرياضية والفيزيائية، وعلوم الحياة، والعلوم الاجتماعية. ومن أشهر موادها الكيمياء العامة والكيمياء الحيوية والعلوم وتقويم الأسنان وعلوم الهندسات والرياضيات والدراسات الإسلامية وغيرها.

يبلغ عدد طلاب الجامعة ما يقارب عشرين ألف طالبٍ أربعين بالمئة منهم من الطلاب الدوليين، وهم موزعين بين الكليات بحيث يكون عددهم قليلًا في كل كليةٍ، وذلك لمنحهم الاهتمام الكافي الذي يضمن حصولهم على أدق وأحدث المعلومات في الاختصاصات المختلفة.
وتعتبر جامعة أكسفورد عضوًا في مجموعة رسل، ومجموعة كومبرا، ورابطة جامعات الأبحاث الأوربية، إضافةً إلى كونها عضوًا أساسيًا في منظمة اليوربيوم. ومن الجدير بالذكر أن الجامعة نالت ثلاثةً وخمسين جائزة نوبل خلال مسيرتها التعليمية، ومن أشهر خريجي الجامعة تيم بيرنرزلي وستيفن هوكينج وريتشارد دوكينز.

تقدم جامعة أكسفورد الكثير من المنح الدراسية في مختلف المراحل الدراسية بكالوريوس وماجستير ودكتوراه. وللحصول على مقعدٍ في الجامعة لا بد من استيفاء مجموعةٍ من الشروط المتعلقة بإتقان اللغة الإنكليزية واجتياز مقابلات اختبار مهارة الطالب. أما طريقة التقديم فتكون بالدخول إلى الموقع الرسمي للجامعة وملء استمارة البيانات ورفع المستندات والوثائق اللازمة إلكترونيًا.

جامعة كامبريدج University of Cambridge

تأسست جامعة كامبريدج عام 1209 في مدينة كامبريدج الإنكليزية إثر خلافٍ نشب في جامعة أكسفورد، حيث سافر بعض أساتذة أكسفورد إلى مدينة كامبريدج وأسسوا جامعةً هناك. شغلت الجامعة المركز الأول كأفضل جامعات العالم على الإطلاق لعدة سنواتٍ، إلا أنها تصنف حاليًا كثاني أفضل جامعةٍ في بريطانيا بعد جامعة أكسفورد، كما تحتل المرتبة السابعة بين أفضل جامعات العالم.
تضم الجامعة واحدًا وثلاثين كليةً وأكثر من مئة قسمٍ، وتشمل اختصاصاتها الطب والهندسة المعمارية وعلم الآثار والهندسة الكيميائية وعلوم الكمبيوتر والاقتصاد والجغرافيا والتاريخ والسياسة والفن والعلوم الاجتماعية والإنسانية والقانون والرياضيات وغيرها.

كذلك يقارب عدد طلاب الجامعة تسعة عشر ألف طالبٍ موزعين على الكليات والأقسام المختلفة. وتعتبر جامعة كامبريدج عضوًا في مجموعة راسل للجامعات، وعضوًا في رابطة الجامعات البحثية الأوربية. وقد نالت الجامعة تسعًا وثمانين جائزة نوبل، وذلك أكثر من أي جامعةٍ أخرى في العالم. ومن أشهر خريجي الجامعة الكثير من العلماء وفي مقدمتهم إسحاق نيوتن مكتشف الجاذبية، وتشارلز داروين صاحب نظرية التطور، وجوزيف طومسون مكتشف الإلكترون، وآرنست رزرفورد، وجيمس ماكسويل، وجيمس واطسون، وغيرهم الكثيرين.
كما تقدم الجامعة عشرات المنح للحصول على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وللحصول على مقعدٍ في الجامعة لا بد من إتقان اللغة الإنكليزية واجتياز المقابلة على غرار جامعة أكسفورد، وكذلك فإن التقديم يكون عبر الموقع الرسمي للجامعة، حيث ترفع المستندات والوثائق المطلوبة إلكترونيًا.

جامعة إمبريال كوليدج لندن Imperial College London

وتعرف أيضًا بكلية لندن الإمبراطورية، ورسميًا بالكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب، وتقع في العاصمة البريطانية لندن، وتعتبر من الجامعات الحديثة إذ يرجع تأسيسها للعام 1907. صنفت الجامعة في المركز الثالث محليًا، والثامن عالميًا. وتتنوع اختصاصات الجامعة بين العلوم والطب والهندسة وإدارة الأعمال. كما يبلغ عدد طلابها ما يقارب ثمانية عشر ألف طالبٍ موزعين بين اختصاصات الكلية المختلفة. وتعتبر الجامعة عضوًا في رابطة الجامعات البحثية الأوربية. وقد نالت الجامعة أربعة عشرة جائزة نوبل في اختصاصات الكيمياء والفيزياء والطب خلال مسيرتها التعليمية، ومن أشهر خريجي الجامعة الحسن الثاني ملك المغرب السابق، وألكسندر فلمنج العالم الأسكتلندي مكتشف المضاد الحيوي الشهير المعروف بالبنسلين، والجراح السوري البريطاني الشهير كفاح مقبل.

تقدم الجامعة عددًا من منح الدراسة للحصول على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. ويعتبر القبول في إمبريال تنافسيًا للغاية، إذ يشترط الالتحاق بالجامعة أن يكون الطالب متفوقًا وذا مهاراتٍ عاليةٍ وأن يجتاز مجموعةً من الاختبارات اللغوية والتخصصية، وتتشابه عملية التقديم على الجامعة بالنسبة لجميع الطلاب بغض النظر عن جنسياتهم أو بلد إقامتهم، ويمكن أن يسجل الطلاب إلكترونيًا عبر الموقع الرسمي للجامعة.

كلية لندن الجامعية University College London

تقع كلية لندن الجامعية في مدينة لندن، وتعتبر من أقدم جامعات العاصمة البريطانية حيث أسست عام 1826. صنفت الجامعة كرابع أفضل جامعةٍ في بريطانيا، واحتلت المركز العاشر كأفضل جامعةٍ على مستوى العالم. تضم الكلية واحدًا وثلاثين فرعًا موزعًا بين الكليات والمعاهد والمؤسسات البحثية، كما تقدم العديد من البرامج الدراسية المتطورة حول العلوم الطبية وعلوم الأعصاب والدماغ، وعلوم الهندسة، وعلوم البيئة، والآداب والعلوم الإنسانية. ويبلغ عدد طلابها ما يقارب خمسةً وعشرين ألف طالبٍ. وتعتبر الكلية عضوًا في مجموعة راسل، ورابطة الجامعات البحثية الأوربية. كما حصل أساتذتها وطلابها على اثنين وثلاثين جائزة نوبل في مجالاتٍ مختلفةٍ. ومن أشهر خرجي الكلية آرثر كيث عالم التشريح والأنثروبولوجيا، وآلان باكر عالم الرياضيات.

تقدم الجامعة عددًا من المنح للطلاب من مختلف الجنسيات، وتشمل المنح شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وللحصول على مقعدٍ في الجامعة لا بد من تحقيق بعض الشروط كالحصول على معدلٍ تراكميٍ يبلغ ثلاثة فاصلة ثلاثة من أربعة، إضافةً إلى تقديم مستندات إتقان اللغة الإنكليزية والحصول على فيزا الدراسة في بريطانيا. وتتيح الجامعة للطلاب الراغبين بالانضمام إليها التسجيل من خلال النظام الإلكتروني في الجامعة الذي أطلقته عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت.