كثيرًا ما يتشابه جسم الإنسان مع موجودات الأرض، فعلى سبيل المثال يشبه القلب المضخة التي تمد المدن بالطاقة اللازمة لها، وكما تصل الطاقة في المدينة إلى بيوت الناس ومعاملهم عبر شبكة كبيرة من المواصلات أو الخطوط يرسل القلب الطاقة محمّلةً عبر الأوعية الدموية إلى كل الأعضاء والأنسجة.

وهنا قد يخطر في البال تساؤل عن المشكلات التي قد تعترض الأوعية الدموية في إيصال الطاقة إلى باقي مكونات الجسم كما تعطّل أزمات السير ناقلات الطاقة من إيصالها إلى مكان احتياجها، فما هي مشاكل الأوعية الدموية وعلاجها؟

مشاكل الأوعية الدموية وعلاجها

يتضمن الجهاز الوعائي عند الإنسان مجموعةً كبيرةً من الشرايين والأوردة، فالشرايين مسؤولة عن إيصال الدم المحمّل بالأوكسجين والغذاء إلى الخلايا كي تقوم من خلاله بالتنفس الهوائي وتستمدّ الطاقة منه لأداء وظائفها المختلفة،

وأما الأوردة فهي مسؤولة عن رفد الدم المحمّل بغاز ثنائي أوكسيد الكربون إلى القلب ليقوم بضخّه إلى الرئتين للتخلص من هذا الغاز عن طريق عملية الزفير، ولكن ماذا يحدث عند اضطراب حيوية هذه الأوعية؟ إليكم في هذا المقال معلومات شاملة وقيّمة عن مشاكل الأوعية الدموية وعلاجها.

تصلب الشرايين

يعرف تصلب الشرايين بتضيق لمعتها حيث تجبر على إيصال الدم تحت الضغط غير الطبيعي، فهي تمتلك قطرًا محدّدًا بحسب مكانها في الجسم وتتضيق وتتسع حسب الحاجة، ويرتبط هذا المرض ارتباطًا وثيقًا بالتدخين، حيث تزداد نسبة الإصابة به عند المدخنين أكثر بمرات من عند غير المدخنين ومن الأسباب الأخرى المؤهبة لحدوثه:

  • التقدم بالعمر أو الشيخوخة.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكري وأيضًا المقاومة للأنسولين.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم.

تؤدي كل هذه الأسباب وغيرها إلى الخلل في عمل الشرايين وتضيقها وقد تصل الحالة إلى انسدادها إذا ما تأخر الفرد عن استكشافها، وهنا نلاحظ أنّ اتباع العادات الصحية هي خير السبل للوقاية من هذا المرض كالتالي:

  • الابتعاد عن التدخين.
  • المحافظة على ضغط دم طبيعي أو علاج ارتفاع التوتر الشرياني.
  • ممارسة التمارين الرياضية باستمرار.
  • ضبط مستوى السكر في الدم أو علاج الداء السكري تحت إشراف الطبيب.
  • ضبط مستوى الشحوم والكوليسترول في الجسم.
  • أكل الغذاء الصحي الذي يحوي على كمية كبيرة من الخضروات والفواكه والتقليل من نسبة المأكولات الغنية بالدهون.

الدوالي

يصيب هذا المرض الأوردة المحيطية بشكل رئيسي ويظهر على شكل توسعات غير قابلة للتراجع في الأوردة السطحية للأطراف وخاصة السفلية، ويحدث بشكل كبير عند أصحاب المهن التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة، ومن أسباب حدوثه:

  • الاستعداد أو العاملين الوراثي والعائلي.
  • العامل المهني كالمدرسين.
  • الحمل.
  • العادات غير الصحية.

تشخيص وعلاج الدوالي

يستطيع الشخص معرفة ما إذا كان مصابًا بدوالي الطرفين السفليين من خلال رؤية وذمة حول الكاحل، وعادةً ما تكون مسائية، تترافق مع سخونة موضّعة وتخفّ هذه الوذمة عند رفع الطرف أو تحريكه، ويمكن أيضًا ظهور الدوالي على شكل خطوط حمراء على سطح الجلد مزعجة لصاحبها من الناحية الجمالية، ويشعر المريض أحيانًا بألم على مسير الوريد الصافن على الوجه الداخلي للساق أو بتشنج ليلي مؤلم بالعضلات الخلفية للساق بعد يوم متعب.

يجب على المرضى الذين يلاحظون التبدلات السابقة أو يشعرون بها مراجعة الطبيب بسرعة لتقييم الحالة بسبب ما تحمله من مضاعفات خطيرة إذا ما أهملت من قبل صاحبها، حيث يختلف علاج الدوالي بحسب درجتها:

  • في الحالات الخفيفة قد يكتفى بالجوارب الضاغطة التي صممت لتشكّل ضغطًا كبيرًا على الكاحل.
  • تعديل نمط الحياة كالمشي لمدة نصف ساعة يوميًا وهذا مفيد في تحريك الدورة الدموية بشكل عام وهو يقي من الإصابة.
  • المعالجة بالتصليب وأكثر ما يلجأ إليها عندما تكون مزعجة لصاحبها من الناحية الجمالية دون وجود قصور دسامي وتكون مكملة للجراحات في الحالات الأخرى.

الجلطات الدموية

هو تشكل الخثرات الدموية التي تعيق مجرى الدماء داخل الأوعية الدموية وقد تؤدي إلى انسدادها بشكل تام مما يمنع وصول الدم إلى الخلايا، ويوجد الكثير من الأسباب المؤدية لذلك:

  • تزداد نسبة الإصابة فوق عمر الستين.
  • البقاء في السرير لفترات طويلة وخاصة بعد العمليات الجراحية الكبيرة.
  • الحمل وتناول حبوب منع الحمل.
  • التدخين والسمنة والداء السكري.
  • بعض الأمراض الوراثية وارتفاع الضغط الشرياني.

أعراض وعلاج الجلطات الدموية

تختلف أعراض الجلطات الدموية بحسب أماكن حدوثها وتتميز غالبية الأعراض بكونها مفاجئة وتحتاج للتدخل الإسعافي فإذا حدثت في الأوعية المغذية للقلب تحدث النوبة القلبية، وإذا أصابت الأوعية الدماغية تسبب السكتة الدماغية، وبشكل عام يجب على الأفراد المحيطين بالمريض طلب الإسعاف لنقل المريض إلى غرف العناية المركزة لتدبيرها عند ملاحظة الأعراض التالية:

  • ضيق التنفس.
  • شعور بثقل الصدر.
  • دوار.
  • الألم الصدري.
  • صداع مفاجئ وشديد جدًا لا يهدأ بالمسكنات.
  • صعوبة في الكلام.
  • ضيق التنفس الشديد وتسرع القلب.

نجد مما سبق أن الإنسان يستطيع الوقاية من أمراض قد تودي بحياته من خلال الالتزام بالعادات الصحية والغذائية اليومية البسيطة كممارسة الرياضة فيصون بذلك نفسه من العمليات الجراحية الطارئة والخضوع للأدوية.