ينتظر مسلمو العالم طيلة العام قدوم العيد الكبير، ليضفي لمسات البركة والخير والفرح على أربعة أيام من أيام السنة. ويعد المسلمون لاستقبال ضيفهم العزيز بحماس وهمة ظاهرين. فتقسم الأدوار بين الرجال والنساء وحتى الأطفال، كل له حصته من التزيين وتأمين مستلزمات العيد والتخطيط له. وإن كنت تتساءل عن عيد الأضحى في مصر أم الدنيا، نجيبك بأنه مميز جدًا، فخفة دم المصريين وجمال روحهم تعطي نكهةً مميزةً لكل شيء. تابعونا لنحكي لكم بعض مظاهر عيد الأضحى في مصر.

مظاهر عيد الأضحى في مصر

تبدأ مظاهر العيد الجميلة من الأيام التي تسبقه فتنتشر الأسواق الشعبية النابضة بالحياة والغنية بألوان الفرح كما اعتدنا رؤيتها على الشاشات المصرية منذ الصغر. فيعمد التجار إلى عرض بضائعهم من ثياب وحلويات ومواد أولية لصنع الحلويات البيتية. وكذلك تعرض الأعلام والمصابيح وأدوات الزينة فالمصريون يزينون أحياءهم وشوارعهم أيضًا وليس بيوتهم فحسب. بالإضافة إلى ذلك توجد أسواق مخصصة للأضاحي فهي الجزء الأهم والأشهر في عيد الأضحى.

وتبقى هذه الأسواق مفتوحةً طيلة الليل. أما في صبيحة العيد فترى الآباء والأولاد كل يحمل سجادة الصلاة الخاصة به ويتجهون لأداء صلاة العيد غالبًا في العراء وليس في المساجد. بعد ذلك يعودون للمنزل لذبح الأضحية وتقسيمها إلى أجزاء وحصص يعمل الأولاد على توزيعها على الجيران والأقارب والفقراء في الحي. ثم تجتمع العائلة حول مائدة الطعام المعدة من لحم الأضحية، فيتبادلون الأحاديث والنكات الظريفة بوجوه باسمة فرحة كما هي وجوه المصريين دومًا.

ويلبس الأطفال الثياب الجديدة ويستعدون لأخذ العيدية والذهاب للعب وشراء المأكولات اللذيذة التي يحبونها. بعد ذلك تبدأ مرحلة زيارة الجيران والأحباب لتبادل التهاني بقدوم العيد وتناول أشهى الحلويات. وتستمر طقوس الفرح والزيارات والسهرات الجماعية على شواطئ نهر النيل طيلة أيام العيد.

بعض المظاهر الخاصة بمناطق معينة في مصر

بالرغم من تشابه طقوس الاحتفال في أغلب الدول الإسلامية، يبقى لكل منطقة عادات خاصة بها تميز عيدها. ففي بعض مناطق مصر يستقبل المسلمون عيدهم بزيارة المقابر وقراءة الفاتحة على روح أمواتهم الذين رحلوا قبل أن يشاركوهم فرحة العيد. وتنص العادات على وجوب الصدقة على روح الأموات أو كما يسميها المصريون “الرحمة”. فتختلف طبيعة الرحمة باختلاف الحالة المادية للمتصدقين، فالبعض يتصدق بالخضار والفواكه والمقتدرين ماديًا يوزعون الأموال على روح أمواتهم، وكل ذلك يحدث في المقابر. ولا يذبحون الأضاحي قبل زيارة المقابر. وفي بعض المناطق يعمد الناس إلى تزيين جبهة خروف العيد، ليتجول الأطفال برفقته في الحي مرددين أغان شعبية خاصة بالعيد. وكذلك البعض يعمد إلى صبغ يده بدم الأضحية وطباعة كفه على جدران البيت تأكيدًا على مشاركته بالتضحية.

عادات غريبة للاحتفال بعيد الأضحى في بعض البلدان

في بعض البلدان عادات تميزها عن غيرها نذكر لكم منها.

  • في البحرين يوجد ما يسمى بالحية بية وهي نوع الحصيرة ذات حجم صغير يجري إعدادها من سعف النخيل. تزرع عليها الحبوب المختلفة كالشعير والقمح وغيرها، وتعلق في البيوت حتى تنمو وتكبر. وفي يوم عرفة يرمونها في البحر. أما بالنسبة للملابس فترتدي النساء في البحرين “البخنق” وهو زي شعبي مطرز بخيط الرزي الذهبي، فيما يرتدي الأطفال الثوب مع “الصديري” ولا ننسى “القحفية “وهي غطاء للرأس.
  • وفي تونس عند ذبح الأضحية ينتظر الناس رؤية مرارتها، فإن كانت ملآنة استبشروا بعام مخير وسعيد يمر على مقدم الأضحية. أما إن كانت ناقصة فيعتقدون بأنها إشارة لمصاعب ومشكلات ستمر على صاحب الأضحية. وتعلق مرارة الأضحية على غصن شجرة أو على حبل الغسيل.
  • أما في المغرب فتوجد عادة تسمى “بوجلود”، حيث يقوم الأولاد بارتداء صوف الخروف والتجول في الشوارع لإدخال البهجة والفرح لقلوب المارة. وفي بعض مناطق المغرب يراقبون شاشات التلفاز وينتظرون الملك حتى يذبح أضحيته فيذبحون بعده.

وفي النهاية قدمنا لكم أبرز مظاهر عيد الأضحى المبارك في مصر، والطقوس الجميلة لشعب يليق به الفرح والاحتفال.