يبحث العديد من الأشخاص عن نصائح للتغلب على الشعور بالعجز والعزلة الشخصية. إذ تسبب الأعمال اليومية الشعور بالخوف والشك أو عدم الرضى أو القلق. وفي معظم الأوقات ينجم العجز والعزلة الشخصية عن ظروف ليست بإرادتنا. إلا أن مفتاح التغلب على ذلك هو معرفة الأسباب. إذ يمكننا تجاوز هذه المشاكل بفهم هذه المشاعر جيدًا وكيفية التعامل معها. بالإضافة إلى التسلح بالأصدقاء الإيجابيين لمواجهة الأفكار السلبية.

فالإنسان كائن اجتماعي لا يمكنه العيش بمفرده، ويحتاج للآخرين للتفاعل والتواصل معهم. ومشاركتهم له الأوقات السعيدة والصعبة. ومن ناحية أخرى ترتبط صحة الإنسان بأفكاره ونظرته للمستقبل ومدى تشاؤمه أو تفاؤله ليستطيع بذلك إدارة مشاعره. فقد يسبب الشعور بالعجز والعزلة الشخصية الاكتئاب أو المرض الجسدي. لذلك سنتكلم في هذا المقال عن عدة نصائح للتغلب على الشعور بالعجز والعزلة الشخصية

نصائح للتغلب على الشعور بالعجز والعزلة الشخصية

نصائح للتغلب على الشعور بالعجز

يجب على الإنسان أن يتعامل مع نفسه بطرق معينة للتغلب على شعور القلق والعجز. وإليك بعض النصائح لكيفية التغلب على الشعور بالعجز والعزلة الشخصية:

  • مواجهة الشعور الجسدي: حيث يجب أن ينسى الإنسان ما يدور في نفسه، ويسبب له القلق. ويفهم نفسه أكثر وما يسببه القلق له. وذلك عن طريق جلوسك مع نفسك لمدة دقيقة أو دقيقتين. فتأخذ نفس هادئ وعميق يتيح للهواء بالدخول والخروج.
  • التعامل مع المشاعر المختلفة والفضول في ما يتعلق بها: يبدأ ذلك من فهم الشعور وكيفية تقبله والفضول اتجاهه. بحيث تسأل نفسك  ما هذا الشعور؟ وكيف يتغير؟. وما رد الفعل المناسب لذلك؟.
  • تقبل الشعور: تقبل الشعور الجسدي عبر تفهمه. والنظر إليه كأي شيء يمكن أن يرافقك في حياتك.
  • الفهم الواضح للقدرات العقلية: الطريقة الطبيعية للتعامل مع شعور العجز هو الرغبة في رفضه، لأن الإنسان لا يراه رؤية صحيحة. ولكن الأفضل البدء باستثمار العقل لرؤية شعور العجز بأنه شعور مؤقت، واستغلاله في التفكير بأن شعور القلق مؤقت. وتدريب أنفسنا على الثقة بالنفس دومًا.
  • التعبير عن المشاعر وكتابتها: فمن الجيد كتابة قائمة بالنقاط التي تزعجك، ثم تحديد الطريقة التي يمكن اتباعها لتجاوز هذه النقاط. ويتم ذلك وفق الخطوات التالية:
      • تحديد المشكلة.
      • وضع الهدف.
      • الحلول المتوفرة.
      • تقييم البدائل
  • اختصر الحاضر وبمعنى آخر عدم التفكير بأي كلمة سلبية قد تسمعها من أحد، بل يجب عليك التركيز في هذه اللحظة ولا تفكر بما سبق أبدًا.
  • كما أن المشاركة بالأنشطة المختلفة التي تدعم الأفكار الإيجابية كالتأمل والرياضة والنشاط الاجتماعي وبالتالي عدم الانشغال بالتفكير بالأفكار السلبية وإلهاء الإنسان نفسه بأنشطة خارجية.
  • التعلم من الفشل: بحيث يركز الإنسان على حل المشكلة وإن حدث خطأ ما فهذا أمر طبيعي يمكن تجاوزه والتعلم منه ليتفادى الوقوع به في المستقبل. فلا يسأل الإنسان نفسه لماذا حدث ذلك؟ بل يسعى لتحديد الخطأ وإصلاحه.
  • الابتسام والتركيز على الأشياء الجيدة: ينبغي على الإنسان النظر للجانب الإيجابي في حياته ولو كان قليلًا، للتخلص من الأفكار السلبية. بالإضافة إلى الابتسامة حتى في اللحظات الصعبة للتأكيد على أن هذه الأيام قد تكون ذكرى في المستقبل.

العجز والعزلة الشخصية

  • العجز: هو الشعور الذي يجد فيه الإنسان نفسه غير قادر على إنجاز أعماله، وعدم امتلاكه أدوات الفعل والتعامل مع رد الفعل. وله أنواع عديدة منها النفسي والعقلي والحركي. وقد يرتبط بالنقد الذاتي وعدم الثقة بالنفس والتشاؤم وتنوع العمل.
  • العزلة الشخصية: هو الشعور الذي يفقد فيه الإنسان شعور الانتماء الاجتماعي، ويتجنب الآخرين والتواصل معهم. وبمعنى آخر عدم وجود العلاقات الاجتماعية في حياته، وإنجاز مهامه بمفرده. ولها نوعين وهما العزلة الإيجابية والعزلة السلبية.

أضرار الشعور بالعجز والعزلة الشخصية

يسبب العجز والعزلة الشخصية بعض الأضرار وأهمها:

  •  الشعور بالوحدة: حيث يجب على الإنسان التمييز بين الشعور بالوحدة، وقضاء الوقت بمفرده بسعادة. فالشعور بالوحدة مدمر، يمنح شعور بعدم الانتماء وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين. وتعطي شعور بأنه غير محبوب.
  • الأمراض البدنية والعقلية: قد تسبب العزلة الشخصية والعجز الاكتئاب. إذ أثبتت الدراسات أن دماغ الإنسان يختلف هيكليًا وحيويًا كلما ازداد الشعور بالعزلة. مما ينتج عنه آثار متعددة مثل عدم القدرة على إنجاز الأعمال والشعور بالعجز. وقد تسبب في مراحل متقدمة أمراض جسدية وفي كثير من الأحيان ارتبطت العزلة الشخصية بارتفاع نسبة الإصابة بالزهايمر مع التقدم في العمر.
  • تجعل الإنسان أكثر لوم لذاته وسببًا في تأجيل أعماله: إذ يولد الشعور بالعزلة الشخصية الأفكار السلبية والتقاعس عن العمل، ولا سيما إذا كان الإنسان يعاني من الاكتئاب أو القلق. كما أن نقد الإنسان لنفسه بشكل مبالغ به يعطي فرصة للمحيطين به للوم بشكل أكبر ليصبح موضع انتقاداتهم.
  • يسبب الشعور بالعجز والعزلة الشخصية الهلوسة: حيث تولد الضغط مما يسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول، وينعكس ذلك على دماغ الإنسان، وقدرته على تفسير التنبيهات مسببًا بذلك الهلوسة.

مشكلات الشعور بالعجز والعزلة الشخصية

كل شخص لديه مشكلة خارجية فإنها تتعلق بمشكلة داخلية مرتبطة بالخوف أو القلق. وهذه المشكلات هي كالتالي:

  • الشعور بعدم الانتماء أو الإهمال: قد تكون المشكلة في عدم إيجاد أشخاص يمكن التواصل والتعامل معهم في الحياة العملية، بالإضافة إلى مشكلة الشعور بعدم الانتماء أو الوحدة. كما يعد ذلك أمرًا طبيعيًا.
  • تحقيق الحد الأقصى لإمكاناتك وبحثك عن شغفك الخاص: وبمعنى آخر تملك عملًا ما ولكنك غير راضي عنه مسببًا شعورك بالقلق، لأنك لم تجد شغفك الخاص في هذا العمل.
  • كما أن المشكلات الجسدية التي تمنع الإنسان من متابعة حياته المهنية. وتغطية النفقات وهذا ينعكس بشكل سلبي على تقدير الذات، ومن هذه المشكلات الجسدية الصداع المزمن والتي تؤدي إلى مشاكل مالية أو مهنية. وأيضًا يسبب النقد الذاتي شعور بالعزلة ومشاعر الشك.
  • شراء دروس أو خطط لتحسن الذات أو كتب  وعدم استعمالها: حيث تبدو المشكلة الظاهرية في عدم الاستفادة من الوقت والطاقة للاستفادة من هذه الدروس والخطط. ولكن تتمثل المشكلة في مشاعر الخوف والقلق وعدم الاستفادة من الفرص والتأمل بما تود فعله.
  • الإدمان على مقاطع الفيديو أو برامج التواصل الاجتماعي أو الهاتف المحمول: قد تبدو المشكلة الظاهرية هي التشتت أو الشعور بالإدمان، إلا أن هذا شيء خاطئ. لأن ذلك يرتبط بعدم التركيز وعدم القناعة بقضاء الوقت على هذه البرامج أو شعور الخوف من أمور مختلفة في الحياة.
  • كما أن مشكلة الانفصال وانتهاء علاقة ما سببت الألم تعطي شعور بعدم الرضا بالإضافة إلى شعور الإحباط. وعدم قبول الإنسان بأنه انفصل وأصبح وحيد. والتفكير بتصرفات الشخص الآخر.
  • الشعور بالفراغ أو العجز لسبب ما لا يستطيع الإنسان تحديده: يتولد الشعور الدائم بالفراغ بمشاعر مختلفة منها القلق وعدم اليقين أو ضياع الوقت في أمر ما. مما يسبب شعور العزلة الشخصية والعجز .

إقرأ أيضٌا: ما هي أعراض الاكتئاب النفسي وطرق علاجه.

وفي الختام تعرفنا على نصائح للتغلب على الشعور بالعجز والعزلة الشخصية. بحيث نبدأ بمواجهة أنفسنا بشجاعة وتقبل الشعور للتغلب عليه والوصول للثقة بأنفسنا والحديث الإيجابي عن النفس باستمرار. فقد يكون ذلك دافعًا لتحقيق الأهداف الشخصية والجماعية.