هل النسوية حرام في الإسلام؟ هذا ما خُطّ على محركات البحث بعد أن اجتاجت النسوية عالمنا. لكن وقبل معرفة هل النسوية حرام في الإسلام لا بُدّ من توضيح فكرة النسوية أولًا.

مصطلح النسوية؛  وليدُ القرن العشرين حيثَ نشأ تعبيرًا عن النساء اللواتي يدافعنّ عن حقوق المرأة. لا شكّ أنّها عباراتٌ رائعةٌ لا سيما وأنّ المرأة كانت وما زالت تحاول تحصيل كافّة حقوقها. لكنّ النسوية دخلت بذريعةٍ وخرجت بأُخرى. فمَا أن بلغت نجاحها الأوّل حتّى بدأت تتجاوز كلّ حدٍّ، وخطّ ممنوعٍ معلنةً عن إحداثِ تغييرٍ جذري في حياة النساء. لكنّ الأمر تخطّى المعقول فخرجَ علماء الفقه الإسلامي لتوضيح حركة النسوية. كما عملوا على توضيح الغاية الحقيقة من النسوية مشيرين إلى الفرق الواضح بين النسوية وحقوق المرأة. لذلك وفي هذا الصّدد جاء مقالنا كرسالةٍ تنقلُ بشكلٍ صريح مضمون النسوية. كما تجيب عن سؤال “هل النسوية حرام في الإسلام”.

ما هي النسوية الإسلامية ويكيبيديا

هي مثالٌ للأيدلوجيا الهجينة التي بدأت تجدُّ لنفسها مكانًا في الحياة الفكرية الحديثة. وهي حركةٌ تقوم في جوهرها على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف الجوانب دون أيّ رغبةٍ في إصلاح الدين الإسلامي. حيث بحثت النسويات بشكل مستمرٍ عن نصوصٍ دينيةٍ تفسرُّ بها وجهة نظرها حول إصلاح بعض القضايا الاجتماعية. على سبيل المثال: الحجاب الصارم، التعليم، كذلك تعدد الزوجات. وفي سبيل ذلك دعت النسوية إلى معارضة الحجاب وإنشاء مدارس للبنات كذلك منع تعدّد الزوجات. مع ذلك اعتُبرت النسوية في الإسلام حركة خاطئة لأنّها في أساسها غربيةٌ. فالإسلام لا يتغاضى عن حقوق المرأة. لكن فاطمة المرنيسي؛ وهي إحدى النسويات أشارت إلى أنّ المرأة الصامتة والمطيعة لا علاقة لها برسالة الإسلام فقد عمل الرجال دومًا على استغلال النصوص الدينية للحفاظ على سيادتهم، ومنع النساء من التحرر الجنسي.

شاهد أيضًا: كم عدد الملحدين في السعودية

هل النسوية حرام في الإسلام

هل النسوية حرام في الإسلام

هل النسوية حرام في الإسلام

وللأجابة عن سؤال هل النسوية حرام في الإسلام نعم النسوية حرام في الإسلام؛ فهي مخالفة لشريعة الدين الإسلامي، وقواعده في حفظِ حقوق المرأة. لأنّها تقوم على الفكر الليبرالي؛ الذي يعني منحَ الحرية المطلقة للنساء في أيّ فعلٍ مع الرجل. وهذه الفكرة في أصلها مخالفةٌ لمبدأ عبودية الله تعالى والانصياع لأوامره التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

فكيف يمكن أن لا تكون النسوية حرام في الإسلام وهي تدعو النساء إلى خلعِ الحجاب الذي يعدّ أحدّ فروض الشريعة الإسلامية. فقد جاء في كتابه الكريم تحديدًا في سورة الأحزاب الغرض من الحجاب بقوله: ﴿ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يؤْذَيْنَ﴾ ذلك من أجلِ حماية المؤمنات، وصيانتهن، وإظهار عفافهن.

فالمرأة التي تسعى لتطبيق مفهوم الحرية التي لا ضابط لها ولا رادعًا هي متمردةً حكمًا على شرع الله جلّ عُلاه. حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (قلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمسْلِمِينَ). فلا يمكن أن تكون النسوية صحيحةٌ وهي تقوم في جوهرها على مخالفة شرعِ الله وتعاليمه التي عَمل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقودٍ على نشرها في العالم.

لماذا تتعارض النسوية مع الإسلام

النسوية حرام في الإسلام فهي تتعارضُ مع الأحكام الدينية التي بنيّت عليها الدولة الإسلامية. لا سيما وأنّ النسوية في الإسلام هي مصطلحٌ معاصرٌ يطلق على هيئاتٍ تطالبُ بالشذوذ وزواج المثليات وخلع الحجاب. وهي مجردُ حربٍ تهدف إلى هدّم المجتمعات المحافظة بالدخول من أفكار الحقوق الشرعية والقضاء على اضطهاد المرأة. لكن هدفها الأساسي هو الوصول إلى عالمٍ منقلبٍ على فطرته تسقط فيه الأسرة والعفاف، والحياء، وتصبح الرجولة والأنوثة مجرّد مصطلحاتٍ لا داعٍ لها. فكيفَ للنسوية أنْ لا تتعارض مع الدين الإسلامي وهي تدعي إلى أن مساواة لمرأة نفسها بالرجل في كل شيء. وقد جاء في قول الله تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ”. ما يؤكد أنّ على الرجل أن يقوم على شؤون النساء ويرعاها بالعلمِ والعقل والقوّة إن لَزمَ الأمر.

هل النسوية تدعم المثليين

سبقَ وأشرنا أن النسوية حرام في الإسلام لأنّها تدعم المثلية والمثليين. فالنسوية هجومٌ شرسٌ يهدف إلى تفكيك الأسرة ومبادئها لجعلِ الشاذّ طبيعيًّا والطبيعي سلبٌ لحقوق المرأة. لم تقف النسوية عندَ حدودٍ بل تجاوزت كلّ الخطوط مشجعةً المرأة على الامتناع عن زوجها كمحاولةٍ لتحقيق استقلالها والتخلص من هيمنة الذكور. ممّا يؤكد أن النسوية تدعو بصوت واضحٍ وكلامٍ صريح إلى تقبلّ المثلية من منطلقِ رفضِ العبودية للرجل. حيث اعتمدت النسويات على تهويل الفظائع التي تعانيها النساء عندما يقمنّ بعلاقةٍ طبيعيةٍ مع الرجل. فعززت الحركة انفصال النساء عن الرجال ورفض النظام الاجتماعي في العلاقة الجنسية ما بين الرجل والأنثى؛ والتي اعتبرته النسوية شكلًا من أشكال استبداد الرجال المطلق. كل هذا الكلام هو عبارةٌ عن نسف تعاليم القرآن الكريم. فقد تحدّث القرآن الكريم عن المثلية بمَا سماها فعل قوم لوط. حيث جاء في الكتاب الكريم: قال تعالى: (أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها أحد من العالمين) الأعراف: 80، وقال: (ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون) النمل: 54. ممّا يؤكد أن كل ما تدعو له النسوية حرام في الإسلام.

شاهد أيضًا: شروط اللباس الشرعي للرجل والمرأة

هل تصح عبارة النسوية الإسلامية

لا تصحّ عبارة النسوية الإسلامية؛ فهو مصطلحٌ اتخذَ من الإسلام درعًا ليحققّ أهدافه. لاسيما وأنّ غايتها الأساسية هي  نشرُ ثقافة “أنّ الله لم يخلق الأرض للرجال فقط، ومن حقّ المرأة أن تأمن على نفسها”. لكن كلّ ذلك ما هي إلّا ذرائع تهدف إلى تحليل قيم ومبادئ الدين الإسلامي. فكيف يمكن أن ترتبط النسوية بالإسلام وهي تدعو إلى مخالفة كل القيود والأعراف والأديان الإسلامية. بل كيف لها أن ترتبط بالإسلام وهي تشير إلى أن الإسلام قائمٌ على فكرٍ ذكوري في كثيرٍ من أعمدته.

ما حكم النسوية في الإسلام

النسوية حرام في الإسلام فهي حركةٌ غير شرعيةٌ لا يجوزُ للمسلمين اتباعها. لا سيما وأنّها في ذاتها تقوم على مخالفة الدين الإسلامي والشَرع. كما تشجعُ على نواهي الله تعالى مختبئةً خلف قناعِ حقوق المرأة. ولا يمكن أن يكون هناك تطورٌ أو تغييرٌ في مبادئ الدين الإسلامي لصالح الانحلال والانحطاط التي تبحث عنه حركة النسوية. لذلك يمكننا القول أنّ النسوية تتناقضُ كليًّا مع معاني الوفاء التام وأوامر الله تعالى؛ إذا هي مرفوضةٌ تمامًا في الإسلام.

ما هي مخاطر النسوية

ما هي مخاطر النسوية

ما هي مخاطر النسوية

عُدّت النسوية في الإسلام حرام لِما فيها من دعوةٍ للانحلال الأخلاقي. حيث حملت في طياتها مخاطر كبيرةٍ على المجتمع العربي لا سيما بعد أن نجحت في تعزيز مبادئها في المجتمع الغربي. فكان من مخاطر النسوية ما يلي:

  • أثارت الشك في الدين الإسلامي، كما اتهمت الفقه الإسلامي بأنّه ذكوري.
  • اتهمت بعدها نظام الزواج الإسلامي بالعنصرية وهيمنة الرجل.
  • كذلك سَخِرت من الأمومة والتربية وعدّتها انتقاصًا من شأن المرأة ومنعها من العمل خارجًا.
  • المبالغة في إبراز صور اضطهاد المرأة ووصفها على أنّها ضحية المجتمع العربي.
  • تسليط الضوء على جرائم العنف ضد المرأة بشكل يخدم الأجندة النسوية.
  • التأكيد على المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة بما يخالف تعاليم الدين الإسلامي.
  • التشجيع على رفض الزواج باعتباره درجة ثانية أو أخيرةٍ في سلم الرغبات الأنثوية.
  • كذلك تهميش دور الرجل واعتباره كائنٌ يرغب في فرضِ سيطرته فقط.
  • إثارة النزاعات والخلافات مع كلّ من ينتقد المرأة أو يتوجه بقضيةٍ تخُصّها.
  • فضلًا عن انتشار العلاقات غير الشرعية تحت شعار احترام الرغبات الأنثوية.
  • ومن الجدير بالذكر أنّها ركزت على فكرة تقديس المرأة للمرأة ليزيد إعجابها بها في إطار تعزيز المثلية الجنسية.
  • ولعلّ أبرز مخاطر النسوية وأشدّها؛ تشويه صورة المسلمة المحجبة ووصفها بالانسياق خلفَ القطيع دون وعيٍ وإدراك.

شاهد أيضًا: هل يجوز أكل السنجاب

الفرق بين النسوية وحقوق المرأة

إن النسوية حرام في الإسلام ومن يقول أنّ النسوية هي حقوق المرأة فهو مخطئٌ. إذ هناك فرقٌ واضحٌ ما بين النسوية وحقوق المرأة. وهو كما يلي:

  • النسوية؛ حركةٌ تركز على المساواة بين الرجل والمرأة في الفرص. ما يعني أنّها تُحَللّ للمرأة كلّ ما يفعله الرجل خيرًا وشرًّا. حيث عمّدت إلى تفسير الأحاديث الإسلامية بما يخدم حركتها ويؤكدُّ للمرأة أنّ انصياعها وانضباطها ليسَ دليلٌ على إسلامها. إنّما ينبغي عليها أن تحقق استقلالها بعيدًا عن المجتمع الذكوري المهيمن.
  • فيما تتمثلُّ حقوق المرأة بجميع الحقوق المنصوص عليها في حقوق الإنسان، كحقّ التصويت والانتخاب وإبداء الرأي واتخاذ القرار والتي حاربت سنواتًا عديدةً للحصول عليها وقد دعمّها الإسلام ووقفَ معها جنبًا إلى جنب لتحصيلها.

وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي أجابَ عن سؤال هل النسوية حرام في الإسلام موضحًا موقف الإسلام من النسوية، كذلك مشيرًا إلى أبرز مخاطر النسوية. ولا بُدّ أن نقول الآن أن النسوية حرام في الإسلام وليست بريئة كما تدّعي؛ إنّما هي كأفعى مرّقطةٍ تنفثُ سمّها القاتل في إنسانٍ. لكنّها أشدُّ فَتكًا لسرعة انتشارها لا سيما في عصر سيطرة التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي. لذا ينبغي أخذ الحيطة، والحذر، والغوصِ في بحور قرآننا الكريم. كذلك عدم الانقياد وراء حملاتهم المضلّلة التي تسعى إلى تلطيخ قيمنا السّامية.