الإلحاد: هو عدم الأيمان بوجود إله وبالتالي نفي جميع الرسالات السماوية، وهو آمر شائع في كثير من دول العالم ولا يعامل الإنسان تبعاً لدينه، أما في مجتمعنا فهو حدث غريب عن الأمة العربية المعروفة بالتزامها بالدين الإسلامي والتعايش مع بقية الأديان، على الرغم من الالتزام الديني الكبير في المملكة حيث أنها موطن للكعبة وأقدس الأراضي بالنسبة للمسلمين في كل أنحاء العالم إلا أن  في كل مجتمع تظهر فئة شاذة عن البقية ولا تجد نفسها في إتباع سنة الأجداد بل تجد نفسها بالتفرد والابتعاد عن الأيمان بوجود الله وانكسر حاجز الصامت وأصبحوا  يعبرون عن نفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي مجتمعنا هذا أمر غير مقبول وفي الدين الإسلامي هو أمر مرفوض تماماً ويستحق المرتد عن الإسلام أشد العقوبات.

عدد الملحدين في السعودية:

نسبة الألحاد في السعودية مرتفعة قليلاً وتتجاوز عدة دول عربية أكثر علمانية، حيث بلغت نسبة الإلحاد في السعودية بين 5%-7%  بينما في بقية الدول العربية لا تتجاوز 5% حسب معهد غالوب الدولي  في زيورخ حيث حوالي 7% من السعوديين يرون أنفسهم غير متدينين تماما، وهي نسبة مفاجئة بالنسبة للبعض لأن السعودية أكثر البلاد التزاماً بالدين الإسلامي، ودقة هذه الدراسة أمر مشكوك فيه لأنها شملت عينة محددة ربما صدف ابتعادهم عن الدين أو دراسة لها غايات خارجية، وفي حال كانت صحيحة فذلك طبيعي في كل مجتمع ظهور تطرف، ولا يمكن تحديد بدقة عدد الملحدين لأن عقوبة الألحاد في السعودية هي جريمة إرهابية قد تصل للإعدام ، فقد يقال يوجد حوالي مليون ملحد في السعودية لا يعبرون عن أنفسهم بشكل صريح إلا نسبة قليلة إنما يعبرون عن أنفسهم وإلحادهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبحسابات وهمية.

أسباب انتشار الإلحاد بالسعودية:

يوجد العديد من الأسباب المحتملة للإلحاد وسنحلل بعض منها

  • الانفتاح الكبير بين دول الخليج والمجتمع الأوربي والأميركي وخصوصاً الثقافة الغربية التي يسعى الغرب لنشرها والترويج للحرية والابتعاد عن الدين والاستمتاع بملذات الحياة واعتبار التدين صيحة قديمة وتمثيلها للقتلة والمجرمين في كل أفلامها ومسلسلاتها على أنهم عرب ومسلمين.
  • انتشار الحركات الإسلامية المتطرفة التي ساهمت في ابتعاد الشباب عن الدين مثل داعش التي أخذت الجانب المظلم من الدين وروجت على أنه دين قتل واغتصاب مما ساهمت في نفور الشباب عن الدين باعتباره مصدر للخطر والقتل.
  • الالتزام الديني الكبير في السعودية ومن الطبيعي في أي مجتمع ديني ظهور حركات تطرف سواء تطرف موجب أو سالب مثل داعش وتطرف مغاير هو الابتعاد عن الدين ويمكن للقسوة في تربية الأبناء من قبل بعض الأهالي خلق نفور كبير من الدين

الدين الإسلامي وموقفة من المرتدين:

الردة هي الخروج عن الدين والكفر الصريح بعدم وجود إله ولم تتفق الأطراف الإسلامية على جزاء المرتدين عن الدين حيث بعضهم أكد على ضرورة قتل المرتد والإعدام هو الجزاء العادل لتركه دين الإسلام، والبعض الآخر لم يتفق على هذه النقطة حيث أكدوا انه لا يوجد دليل واحد يؤكد أن الرسول محمد صلى الله علية وسلم قد قتل مرتداً واحداً لذلك تفاوتت آراء المسلمين فبعض الدول العربية لا تعاقب على ذلك وبعضها تعاقب مثل السعودية وقطر وموريتانيا واليمن وغيرها أما في كتاب الله فلم يذكر ذلك والدين الإسلامي بين أن عقوبة الارتداد أو عدم الايمان سينالها المرتد في يوم القيامة حيث لم يمنح أحد الحق في قتل أخر لأنه كفر حيث قال تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن) وهو السلوك الصحيح.

الحلول لمعالجة الألحاد:

مشكلة الإلحاد مشكلة خطيرة لأن غياب الإيمان بوجود إله يعاقب على كل فعل بغيض سيخلق مجتمع مهزوز ومجتمع تشاع فيه السرقة وجميع أنواع المحرمات لذلك يجب علينا أخد الأمر بجدية كبيرة والقيام بالتالي:

  • خلق بيئة آمنة للحديث في الأسرة بعيداً عن التعصب والتعامل مع الدين بكل سلاسة وتعليم الأبناء الدين القويم الصحيح بعيداً عن التعصب.
  • الابتعاد عن الغرب وما يصدره إلينا خصوصا من مشاهدة أفلام وسلاسل تدعوا للألحاد وتروج لحياة الإلحاد على أنها جميلة ورائعة.
  • مراقبة الأبناء وسلوكهم ومتابعة اهتمامهم الديني بعيداً عن التعصب.
  • على الدولة محاسبة المتشددين بمقدار محاسبتها للملحدين لأن لهم دور كبير في جعل الشباب ينفرون من الدين.
  • خلق منظمات مجتمعيه تروج للدين المعتدل وتجذب الشباب عبر برامج وندوات توعوية.
  • التعايش مع جميع حالات الإلحاد في المجتمع واعتبارها حالة خاصة بحاجة للمساعدة للعودة للطريق القويم.