أشد الأمراض فتكاً في العالم، المسؤولة عن 16٪ من إجمالي الوفيات عالمياً. إنها أمراض القلب والأوعية الدموية. وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يتصدر داء القلب الإقفاري المسبب للذبحة الصدرية المركز الأول عالمياً في مسببات الوفاة، حيث تجاوز عدد الوفيات الناجمة عنه 8,9 ملايين وفاة في عام 2019.

هل تعلم أن الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة حول العالم يتركز حول خفض 30٪ من نسبة الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية ومنها أمراض القلب والضغط الشرياني. سنخبرك في هذا المقال عن واحد من أهم الأدوية المستخدمة لذلك الهدف.

 

 

أسيبوتولول (Acebutolol) ودواعي الاستعمال

إذا كنت ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب  أو أحد الأمراض القلبية الناتجة عن مشاكل تدفق الدم إلى القلب كالذبحة الصدرية أو مرض الشريان التاجي، فمن المرجح أنك تستخدم الدواء أسيبوتولول.

ينتمي Acebutolol إلى فئة من الأدوية تسمى حاصرات بيتا الأدرينالية وهو يعمل عن طريق إرخاء الأوعية الدموية على إبطاء معدل ضربات القلب لتحسين تدفق الدم وخفض ضغط الدم، بالإضافة لعلاج آلام الصدر أو ضيق الصَّدر الناتجة عن الذبحة الصدرية، كما يستخدم عند بدء ظهور أعراض مشاكل تدفق الدم إلى القلب للوقاية من حدوث الذبحة الصدرية وظهور الأَعرَاض التاجية الحادة لاحقاً.

عندما تتناول الأسيبوتولول Acebutolol  يعمل الدواء عن طريق إبطاء سُرعَة القلب وخفض ضَغط الدَّم، على ضخِّ الدم بمزيدٍ من الكفاءة كما يقلِّل من عبء العَمَل على القلب. وبالتالي فإن أسيبوتولول لا يعالج أمراض القلب، بل يعمل على الضبط والتحكم بأداء تدفق الدم وحركته للقلب عبر تحسين حالة الأوعية الدموية لمنع تطور حدوث أمراض قلبية ذات صلة.

كيف تأخذ دواءك أسيبوتولول وماهي جرعتك المناسبة

يعتمد عدد الجرعات التي عليك تناولها يومياً، والوقت المسموح به بين الجرعات، وطول الوقت الذي تتناول فيه الدواء على المشكلة الطبية التي تستخدم الدواء من أجلها. ويعود القرار في ذلك لطبيبك المختص. فإذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فإن Acebutolol سيوصف لك في البداية بجرعة 400 ملليغرام مرة أو مرتين في اليوم. وقد يقوم طبيبك بتعديل جرعتك حسب الحاجة. أما إذا كنت تعاني من عدم انتظام ضربات القلب البطيني، فعليك أخذ أسيبوتولول في البداية بجرعة 200 ملليغرام مرتين في اليوم. ثم قد يزيد طبيبك الجرعة إذا لزم الأمر.

وعليك أن تتذكر دائماً أن Acebutolol  يتحكم في حالتك ولكنه لا يعالجها، لذا استمر في تناوله حتى لو كنت تشعر بوضع صحي أفضل. إحذر من التوقف عن تناول أسيبوتولول دون التحدث مع طبيبك. فإذا توقفت فجأة عن تناول الأسيبوتولول، فقد تواجه مشاكل قلبية خطيرة مثل الذبحة الصدرية (ألم في الصدر) أو نوبة قلبية مفاجئة.

من أهم النصائح التي نقدمها لك فيما يخص استعمال أسيبوتولول هي تحديد مواعيد دقيقة ثابتة زمنياً لتناول الدواء. أما إذا نسيت جرعة من هذا الدواء، فيمكنك تناولها في أقرب وقت ممكن. إلا في حال حان وقت الجرعة التالية، فتجاوَز الجرعة الفائتة وعُد إلى جدول الجرعات المعتاد. لكن احذر أن تضاعف الجرعات.

الآثار الجانبية والتحذيرات عند استخدام دواء أسيبوتولول

عند استعمالك دواء أسيبوتولول من المحتمل أن تتعرض لبعض آثاره الجانبية، وقد تظهر هذه الآثار على شكل أعراض هضمية  كالإمساك أو الإسهال أو بعض الاضطرابات المعدية. أو قد تكون الآثار على شكل صداع في الرأس، دوخة، دوار، تعب مفرط، وآلام العضلات. ومن الممكن أثناء استعمالك دواء أسيبوتولول أن يصبح معدل ضربات القلب لديك أبطأ من الطبيعي، عليك عندها إخبار طبيبك ليخفض لك الجرعة.

إلا أن بعض الآثار الجانبية الأخرى التي قد تواجهك يمكن أن تكون خطيرة، ومنها ضيق أو أزيز في التنفس، ألم في الصدر، تورم في القدمين والساقين، دوار شديد وإغماء. فإذا تعرضت لأي  منها فاتصل بطبيبك وأخبره على الفور.

وتبقى صحتك وسلامتك هدفنا على الدوام، لذا سنقدم إليك بعض النصائح الهامة لمرضى القلب والأوعية الدموية وتتلخص من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط حياتك التي ستساعدك بالإضافة للدواء في التحكم في ضغط الدم. وتشمل هذه التغييرات اتباع نظام غذائي منخفض الدهون والملح، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل في معظم الأيام، والابتعاد عن التدخين.