يسمى أيضاً بألم المنطقة الشرسوفية Epigastric Pain وهو ألم يتوضع في الجزء العلوي المتوسط من البطن أسفل الأضلاع التنفسية وعظم القص، وهو عرض شائع جداً ويرافق العديد من الأمراض والمشاكل الهضمية، ويتعلق في كثير من الأحيان بتناول الطعام أو الوضعية بعد تناول الطعام، كما أنه يرافق مرض الداء الجزر المعدي المريئي (حرقة المعدة)، ويكون الأم في هذه الحالة حارق وينتج عن تخريش العصارة الحامضية للمعدة لمخاطية أسفل المري.
من الأسباب الشائعة لألم وسط البطن أعلى السرة هي التهاب المعدة والأمعاء والتهاب البنكرياس أو نتيجة عسر الهضم المحدث بوجود قرحة معدية أو معوية، أو حصيات المرارة أو التهاب المرارة (يتحرض الألم في حالة الحصيات المرارية والتهاب المرارة بتناول الوجبات وقد يكون ذو طبيعة مزمنة)، قد يكون سبب هذا الألم في بعض الحالات النادرة هو الأمراض القلبية كالاحتشاء القلبي والذبحة الصدرية (نقص التروية الدموية للقلب وعدم حصوله على كمية كافية من الأكسجين)، تختلف شدة هذه الأعراض باختلاف المرض المسبب وتتراوح من ألم خفيف يتحرض بتناول الطعام إلى ألم شديد وإحساس بالحرق في البطن والصدر بشكل يؤثر على نوم المريض وحياته اليومية.
تعاني معظم النساء الحوامل من ألم في أعلى ووسط البطن نتيجة زيادة ضغط البطن على الأعضاء الأخرى والتغيرات الهرمونية التي تؤثر على عملية الهضم.
يترافق ألم وسط وأعلى البطن بطيف واسع من الأعراض المرافقة مثل: الإمساك والإسهال والغثيان والإقياء وانتفاخ البطن، والتجشؤ، والشعور بالحرقة في منطقة الصدر، توجه الأعراض المرافقة نحو السبب الكامن وراء حدوث هذا الألم أو الحالة المرضية الأساسية، وهو ليس خطير بحد ذاته ولكن يمكن أن يكون عرضاً لبعض الحالات الخطيرة التي تتطلب تدخل طبي إسعافي.
لا تترد في طلب الرعاية الصحية في حال ترافق هذا الألم مع أحد الأعراض التالية:
• مشاكل في التنفس أو ضيق نفس أو صوت صفير أثناء التنفس.
• ألم ضاغط في منطقة الصدر أو ألم ينتشر لمنطقة الفك والذراع.
• قياء دموي أو بلون أسود.
• في حال استمرار الألم أو تكرره بشكل مزعج.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• فقدان الوعي.

أسباب ألم وسط البطن فوق السرة

يحدث ألم وسط البطن فوق السرة في العديد من الحالات والأمراض، يكون معظمها بسيطاً ولا يتطلب أي علاج أو تداخل طبي، بينما تحتاج بعض الحالات لعلاج إسعافي وتحمل خطورة كبيرة على صحة الإنسان، سنذكر الآن أهم الأسباب المحتملة لحدوث ألم وسط البطن فوق السرة مرتبة من الأكثر شيوعاً حتى الأقل شيوعاً:

• الإفراط في تناول الطعام أو شرب الكحول بكميات كبير مع الوجبات الغذائية، أو تناول الأطعمة الغنية بالدهون والحارة، وهي الأسباب الأكثر شيوعاً ولا تتطلب أي علاج دوائي إنما فقط تجنب الإفراط في تناول الطعام وشرب الكحول.
• عسر الهضم.
• التهاب بطانة المعدة.
• مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، تتدفق في هذه الحالة محتويات المعدة الحامضية إلى المريء.
• قرحة هضمية أو قرحة هضمية مثقوبة تؤدي إلى نزيف في المعدة.
• الآثار الجانبية لبعض لأدوية، مثل الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
• عدم تحمل اللاكتوز (وهو سكر الحليب).
• الحمل.
• التهاب المريء.
• حصيات المرارة أو مرض المرارة.
• الفتق الحجابي ( انزلاق جزء من المعدة إلى الصدر عير فتحة في الحجاب الحاجز)
• التهاب البنكرياس.
• سرطان البنكرياس.
• سرطان المعدة أو المريء.

أما الأسباب الخطيرة أو التي تهدد الحياة لألم وسط البطن فوق السرة فهي:
• الذبحة الصدرية (ألم ناتج عن نقص التروية القلبية وتزويد عضلة القلب بالأوكسجين)
• نوبة احتشاء العضلة القلبية

مضاعفات ألم المنطقة وسط البطن أعلى السرة

لا يؤدي الألم الشرسوفي بحد ذاته إلى مضاعفات خطيرة، لكنه من الممكن أن يؤثر على نوعية الحياة بشكل سلبي، قد يلجأ بعض المرضى إلى تجنب الطعام ما يؤدي إلى فقدان الوزن أو ظهور أعراض الوهن والتعب المستمر، ومن الممكن أن تحدث المضاعفات التالية:
• سرطان المريء أو المعدة أو الأعضاء الأخرى.
• تندب وتضيق المريء.
• احتشاء عضلة القلب (نوبة قلبية)، في حال كان الألم من منشأ قلبي.
• سوء التغذية أو فقر الدم بسبب انخفاض الرغبة في تناول الطعام.
• تدني نوعية الحياة.

التدابير العلاجية

يختلف علاج ألم وسط وأعلى البطن حسب السبب أو الحالة المرضية المسببة، قد يكون التدبير بسيطاً كما في حالة عسر الهضم والإفراط في تناول الطعام وشرب الكحول، وينصح الأطباء في هذه الحالة بتناول الطعام بهدوء ومضغه بشكل جيد وتقسيمه إلى وجبات صغيرة ومتعددة وتجنب شرب الكحول مع الوجبات الغذائية والتخفيف من الدهون المشبعة والتوابل الحارة.
أما حال كان الألم ناتجاً عن تناول بعض الأدوية مثل المسكنات والأسبرين، يفيد استبدال هذه الأدوية أو التوقف عن تناولها وفي حال عدم توفر بديل يصف الطبيب دواء إضافي للتحكم بحموضة المعدة وتخفيف الألم المرافق.
أما في حال وجود حالات مرضية مثل القرحة الهضمية أو الجزر المعدي المريئي أو مري باريت، فقد تحتاج إلى علاج دوائي طويل الأمد وقد يستمر مدى الحياة.