يصيب سرطان القولون الأمعاء الغليظة وهي الجزء النهائي من جهاز الهضم، يزداد احتمال الإصابة مع التقدم بالعمر، ويصيب كبار السن بشكل رئيسي لكنه يمكن أن يحدث خلال أي مرحلة عمرية، يسمى سرطان القولون أحيانًا سرطان القولون والمستقيم، وهو مصطلح يجمع بين سرطان القولون وسرطان المستقيم، والذي يبدأ تشكله في المستقيم.
أهم ما يميز سرطان القولون أنه يبدأ على شكل كتلة صغيرة حميدة غير سرطانية (بوليب هضمي) تنمو على جدار القولون ويتحول معظمها إلى سرطان قولون مع مرور الزمن، وعند اكتشافه في هذه المرحلة يمكن الوقاية منه عن طريق استئصال هذه البوليبات، ولهذا السبب يجرى ينصح بإجراء تنظير قولون كل خمس سنوات للمرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عام بهدف الكشف المبكر عن هذه البوليبات وتفادي خطر الإصابة بسرطان القولون.
لا ينتج عن وجود هذه الزوائد اللحمية الصغيرة أية أعراض أو قد تكون الأعراض غير نوعية ولا تكفي للكشف عنها ولهذا السبب يوصى جميع الأطباء بإجراء الفحوص المنتظمة وإزالة هذه الكتل الصغيرة قبل أن تتحول إلى سرطان قولون.
تتوفر العديد من الخيارات العلاجية عند اكتشاف السرطان بمراحله المتقدمة بما في ذلك العلاج الجراحي واستئصال الجزء المصاب من القولون والعلاج الشعاعي والعلاجات الدوائية (علاج السرطان الكيميائي والأدوية المناعية والعلاج الموجه).

أعراض سرطان القولون

تتضمن علامات سرطان القولون وأعراضه مجموعة من واسعة من التغيرات قد تكون غير نوعية وقد يستدعي بعضها التوجه إلى طبيب.
أعراض وعلامات سرطان القولون:
حدوث تغيير في عادات التغوط، يشمل ذلك حدوث إمساك أو إسهال أو تغيير قوام البراز.
وجود دم في البراز أو حدوث نزف مستقيمي صريح.
ألم مغص أسفل البطن أو انزعاج هضمي.
الإحساس بعد الإفراغ الكامل للأمعاء عند التغوط.
الإحساس بالتعب ولإنهاك المستمر.
فقدان الوزن غير المخطط له.
فقر الدم بسبب النزف الهضمي.
قد يتظاهر سرطان القولون بانسداد أو انثقاب هضمي نتيجة الكتلة الورمية أو أعراض ضخامة الكبد نتيجة تشكل النقائل الكبدية.
لا تظهر هذه الأعراض حتى مراحل الإصابة المتقدمة نسبياً وقد لا تظهر جميعها وتختلف اعتماداً على حجم الورم وموقع الإصابة في الأمعاء الغليظة.

أسباب سرطان القولون

تحدث بعض حالات سرطان القولون نتيجة تشكل طفرات وراثية في الحمض النووي للخلايا السليمة التي توجه الانقسام الخلوي الطبيعي، ينتج عن هذه الطفرة خلايا خبيثة تنمو وتنقسم بسرعة على حساب الأنسجة السليمة المجاورة لها ويمكن أن تنتقل لتصيب أجزاء أخرى بعيدة عن موقع الإصابة البدئية، وتكون العوامل البيئية مسؤولة عن أكثر من 80% من كل السرطانات القولونية المستقيمية.
عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون
التقدم بالعمر وكبار السن: يزداد احتمال الإصابة بسرطان القولون مع التقدم بالعمر، وغالبية المصابين هم ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
العرق: يزداد شيوع هذا السرطان عند العرق الأمريكي الأفريقي مقارنة بالأجناس الأخرى.
وجود إصابة سابقة بسرطان الكولون أو الأورام الحميدة غير السرطانية.
الداء المعوي الالتهابي: تزيد الإصابة بأحد الأمراض المعوية الالتهابية (مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي) من خطر الإصابة بسرطان القولون.
وجود متلازمات وراثية للإصابة بسرطان القولون ضمن العائلة: تنتقل هذه الجينات عبر الأجيال وتزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بشكل كبير، وتستدعي إجراء الفحوص المنتظمة للكشف عن وجود السرطان بمراحله المبكرة، لحسن الحظ تعد هذه المتلازمات قليلة الانتشار نسبياً والأكثر شيوعاً هي داء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP)، ومتلازمة لينش والتي تُعرف أيضًا باسم سرطان القولون والمستقيم الوراثي (HNPCC).
اعتماد نظام غذائي فقير بالألياف وغني بالشحوم غير المشبعة: كما ذكرنا سابقاً ترتبط أكثر من 80% من سرطانات الكولون بالعوامل البيئية ويعد النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء والدهون المشبعة وعالي السعرات الحرارية من أهم عوامل الخطر، بينما تلعب الألياف الغذائية والخضروات والفواكه وحمض الفوليك والكالسيوم دوراً واقياً من الإصابة.
السكري: يملك مرضى السكري أو مرضى المقاومة على الإنسولين خطراً أعلى للإصابة بسرطان القولون.
قلة النشاط البدني: تحسن التمارين الرياضية المنتظمة من خطر الإصابة بسرطان القولون

الوقاية من سرطان القولون

فحص القولون المنتظم
يُنصح جميع المرضى المعرضين لخطر الإصابة بسرطان القولون بإجراء تنظير قولون ابتداءً من عمر الخمسين وبشكل منتظم كل خمس سنوات، أما المرضى ذوي الخطورة المرتفعة مثل المرضى الذين لديهم إصابات متعددة ضمن العائلة فيجب أن يفكروا بإجراء التنظير وفحوص التحري بعمر أبكر.
إجراء تعديلات على نمط الحياة
يمكن من خلال هذه التعديلات تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والوقاية منه:
اعتماد نظام غذائي صحي فني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
الإقلاع عن التدخين.
تخفيف استهلاك الكحول والشرب بشكل معتدل.
إجراء تمارين رياضية منتظمة لأكثر من 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع.
تخفيف الوزن والمحافظة على وزن صحي.