أسس نظرية في العنف الرمزي لبيير بورديو حيث أن هذا العالم الجليل له فكر اجتماعي ونظرة مختلفة للعنف يوضحها بشكل تفصيلي عبر أحد الكتب التي قام بتأليفها ومن وجهة نظر هذا العالم فإن العنف نوعين عنف بدني الذي نعلمه جميعًا ونراه بوضوح في كثير من المجتمعات وعنف آخر رمزي يكاد يكون غير مرئي ولكنه ذات تأثير عميق في نفسية الإنسان، تابع معنا من أجل أن تتعرف على كل ما يخص العنف الرمزي وأسس النظرية الخاصة بالعالم بيير بورديو.

 

 

من هو بيير بورديو

إن بيير بورديو من أشهر علماء الإجتماع في العالم وهو ذات جنسية فرنسية تألق هذا العالم في القرن العشرين إذ أنه أسهم بشكل كبير في تجديد الأفكار الخاصة بعلم الاجتماع وما يتضمنه من مصطلحات ومفاهيم خاصة كما أن له أسلوب خاص في تحليل الظواهر وفكر مميز أسهم في إثراء علم الإجتماع، وكانت دراسة بيير في باريس حيث درس الفلسفة ثم درس المنطق والتاريخ الخاص بالعلوم وانطلق هذا العالم ينهل من العلم حتى أنه درس في آداب الجزائر وبدأ يكتب عن فكره ومنطقه حيث كان أول كتاب له سوسيولوجيا الجزائر، ومن أشهر كتبه كتاب الورثة حيث نجد هذا العالم تناول كثير من المفاهيم بالتحليل والدراسة مثل إعادة الإنتاج والعنف الرمزي وغيرها.

حول نظرية العنف الرمزي

إن العنف الرمزي يستهدف نفسية الإنسان ويضربها في الصميم كذلك يرى بيير بورديو الذي أوضح أن العنف في المجتمعات نوعين عنف بدني وهو ذلك الواضح للعيان والذي يترك آثار على الجسم ويؤثر على الصحة وعنف رمزي وهو خفي يكاد يكون غير ملحوظ ولكن تأثيره قوي على النفس والشخصية وهو قد يكون بشكل مستمر في المجتمعات ويحدث للفرد يوميًا دون أن يتم الاعتراف به ويعد العنف الرمزي خطير للغاية وذلك لأنه يؤثر على النفسية ويضعف شخصية الإنسان أو يجعلها عدوانية وهجومية ويتم اللجوء إلى مثل هذا العنف من أجل تطويع الآخرين أو عدم دنياهم واشعارهم بالتحقير والضعف

نظرة بيير للعنف الرمزي في التعليم

يرى بيير أن المؤسسات التعليمية تلجأ إلى هذا العنف الغير مرئي وذلك من أجل ترسيخ فكر معين أو وضع ثوابت وقواعد عامة فييستنكر بيير طريقة التعليم المعتمد على تلقين وحفظ المعلومات، وذلك لأنه يرى أن المؤسسة التعليمية يجب ألا تكون مكان للتلقين وإنما يجب أن تدل المتعلم على كيفية إيجاد المعلومة وفهمها وبهذا تحقق المنظومة التعليمية دورها الذي يأتي مناصفة مع دور المنزل في التربية والتعليم، حيث أن المدرسة أفضل معلم للمساواة وحرية التعليم ويرى بيير أن نظام التعليم هو الأساس في ترسيخ الأنماط المجتمعية.

العنف الرمزي قد يكون في المنزل من خلال أسلوب التربية الخاطئ أو في المدرسة حيث نظم التعليم الغير منصفة للجميع أو في التلفزيون عبر بعض البرامج، مما يعني جدية وجود هذا النوع الخفي من العنف في حياتنا بشكل يومي.