المنتجات الزراعية والصناعية مقومان أساسيان للنهوض في اقتصاد أي دولة. فهما عاملان ضروريان لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الدولة، وتطوير قطاعاتها، وتحسين إنتاجها، الأمر الذي يسمح للدولة بالانفتاح على الأسواق العالميّة. كما يسمح بتطوير اقتصادها وبنيتها التحتيّة، والدخول في منافسة مع الدول العالميّة في مجال جودة المنتجات وتنوعها وتطوّرها. وفي هذا المقال سوف نقدم لكم معلومات وافية عن النشاطين السابقين(أي الزراعة والصناعة)، في إحدى الدول العربيّة، وهي دولة الكويت.

دولة الكويت

هي دولة عربية تابعة للقارة الٱسيويّة، تأسست عام 1613 كإمارة دستوريّة، تقع شمال غرب خليج العرب، وحدودها كل من العراق والمملكة العربيّة السعودية في الشمال والغرب. سميّت بذلك، تخفيفًا لكلمة (كوت)، والتي تعني القلعة المحصنّة. تبلغ الكثافة السكانية فيها 252 نسمة لكل كيلو متر مربع. وعملتها الرسميّة هي الدينار الكويتي. تمتاز بمناخ صحراوي شديد، يجعل نشاطاتها الزراعية محدودة، لكنها تتمتع بوجود مخزون عالي من النفط تعتمد عليه الدولة بشكل أساسي لسدّ النقص من الناحيّة الزراعيّة.

لمحة عامة عن الزراعة في الكويت

كما نعلم، الكويت دولة عربيّة صحراوية التربة والمناخ. وبالتالي فإنَّ الزراعة فيها ليسَتْ من النشاطات الناجحة، والتي تستطيع من خلالها الدولة سدّ احتياجات سكانها. فالمناخ الصحراوي يعني قلة الماء، وبالتالي عدم توّفر أهم مقومات الزراعة، وهي التربة الخصبة والماء العذب. لذلك فإنّ اعتماد الكويت الأوّل يكون على الاستيراد،  فهي تستورد المنتجات الغذائية الزراعيّة، بالإضافة إلى الكثير من المحاصيل. والجدير بالذكر أنّ الكويت تلجأ لاستيراد الماء أيضًا بسبب الشحّ الكبير للمياه فيها، كما تقوم بعملية التحلية (أي التقطير) للماء حتى يصبح صالحًا للشرب. ومع ذلك فإنّ الكويت تقوم بزراعة القليل من المحاصيل، معتمدة على مياه الأمطار، والتي تختلف نِسبها سنويًّا.

 

أشهر المزروعات في الكويت

كما ذكرنا سابقًا، المحاصيل الكويتيّة أي التي تتم زراعتها في الكويت قليلة جدًّا. لكن هناك مزروعات أساسيّة، كالبندورة والتمر والباذنجان والبصل والبطيخ وأخيرًا الخيار.

كميّة الإنتاج السنوي لهذه المزروعات تختلف بحسب الأمطار. وبشكل عام تسعى الكويت  دومًا لإيجاد حلول لتحسين وضع الزراعة داخل البلاد، والعمل على رفع كمية الإنتاج الزراعي الذي يكاد أن يكون نادرًا.

 

لمحة عامّة عن الصناعة في الكويت

قديمًا اعتمد الاقتصاد في الكويت على اصطياد اللؤلؤ وكذلك اصطياد الأسماك، بالإضافة للعديد من النشاطات التجاريّة. وبعد اكتشاف النفط في أراضيها، أصبحَتْ المشتقات النفطيّة، والصناعات المتعلقة بها هي الركيز الأساسي لاقتصاد الكويت. ونتيجةً لظهور منافسة كبيرة بينها وبين العديد من الدول، نشطَتْ فيها صناعات أخرى، كصناعة المواد الخاصّة بالبناء، وصناعة السفن بغرض تسهيل الاستيراد والتصدير، بالإضافة إلى الصناعات الخاصة بالمواد الغذائية، والورق والسماد، والمواد الاسمنتية، وغيرها. وبشكل عام تعتمد الكويت على تصدير النفط ومشتاقته، فعائدات النفط تشكل حوالي 90 بالمئة من  ميزانية الكويت الاقتصاديّة.

 

صناعات بحاجة لها الكويت لتطوير إنتاجها وتخفيف الاعتماد على النفط

الركيزة الأساسية ليكون اقتصاد أي دولة ناجح ومضمون لمستقبل البلاد، ولأي عقبة قد تواجهها، هو تعدد الموارد التي تعتمد عليها، وهذا ما تفتقده دولة الكويت. فكما ذكرنا سابقًا، إنّ جُلّ اقتصادها مرتكز على النفط، فماذا لو نضب هذا المصدر؟! لذا لجأت الكويت إلى تحسين وتطوير العديد من الصناعات التي تعتبر ضرورية لاقتصاد أي دولة. ومن هذه الصناعات:

صناعة المنتجات البتروكيميائيّة:

وهي من الصناعات المهمّة، التي تجلب الكثير من العوائد الماليّة للدولة. وهي بذلك تعمل على حماية الاقتصاد الكويتي، من التبدلات في أسعار المواد النفطيّة. ما يساهم في تحسين البنية التحتية للكويت، والعمل على إتمام الكثير من المشاريع الإنمائية الكبرى والصغرى.

الصناعة الفكريّة المعرفيّة:

معيار تطوّر أي دولة في وقتنا الحالي، يعتمد على المخزون الفكري والعلمي والمعرفي فيها، وخصوصًا لدى فئة الشباب، فهم المسؤولون عن بناء الدولة وتطوّرها، وتحت هذا المبدأ، سعت الكويت لتطوير الصناعة المعرفيّة، والتي تعتمد على تجهيز معلومات، والعمل على تطويرها وتطبيقها على أرض الواقع. والجدير بالذكر أن الكويت في مجال هذه الصناعة، ما تزال في صفوف متأخرة، إذا ما قورنَتْ بباقي دول الخليج العربي،  كقطر، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، فقد أحرزَتْ هذه الدول تطورًا واضحًا في مجال هذه الصناعة.

صناعة المواد الغذائية:

من الضروري جدًّا أن يعتمد أيضًا اقتصاد الدولة على عدد من الصناعات الغذائيّة، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي على صعيد المواد الأوليّة والمستهلكة بشكل يومي. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا النوع من الصناعات غير نشط بشكل كافي في الكويت، فهي تقوم بصناعة البسكوت وبعض المعجنات، والعصير المعلب، والمعكرونة، بالإضافة إلى الماء المُحلى (أي المُقطّر)، وأيضًا السمك المُجمّد.

 الصناعات المعدنيّة والفلزات:

تحتل هذه الصناعة أهميّة كبرى في الكويت، وفي دول الخليج العربي عمومًا. حيث يزداد الطلب عليها بشكل كبير. والأسواق الصناعيّة المحليّة والعالميّة تطلبها، فهي أساس لتطوير الكثير من البنى التحتية، وتحسين الاقتصاد.

مما سبق نجد أنه على الرغم من المخزون الكبير الذي تمتلكه الكويت من النفط، إلا أنها تفتقر للكثير من الصناعات القادرة على تطوير بينتها التحتية بصورة أكبر.