منذ نشأة الكون إلى يومنا هذا، قامت الكثير من الحضارات وتبنّت العديد من الديانات،

فوضعت القوانين والتّشريعات لمختلف جوانب الحياة بناءً على الدين، وذلك بغية نيل رضا الإله.

ونتيجة لتعدّد هذه الحضارات وأديانها، بدأت النّزاعات بين مختلف الأطياف،

كلٌّ يدافع عن دينه ويسعى لنصرة إلهه.

تجلّى ذلك بكثير من الأحداث المهمّة التي كتبت التاريخ من جديد،

ورسمت صورة جديدة لواقع الأرض، فكانت الحملات الصليبيّة لنشر دين المسيح عليه السلام،

وكذلك الفتوحات الإسلامية تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله،

الرّاية التي حافظت عليها المملكة العربية السعودية وعملت جاهدة للمحافظة على سموّها،

واستمرّ هذا الحال حتى اليوم، بالرغم من قيام الكثير من الحركات المناهضة لفكرة الدّين والألوهية.

سنتناول في هذا المقال بعض قوانين المملكة العربية السعودية المعتمدة كلّيا على القرآن الكريم والسنّة النّبوية الشّريفة وسنتحدّث عن عقوبة الإلحاد في السعودية وفقا لهذه القوانين.

الإسلام والسعودية:

يعيش في المملكة العربية السعودية العديد من الأديان والأطياف المختلفة، بالإضافة لكونها نواة تستقطب الكثير من العمّال و الطّلاب والسيّاح باعتبارها بلد من البلدان المواكبة للحضارة والعلم والتّطور، ولكن لم يكن هذا التقدّم على حساب الدين، فكانت المملكة العربية السعودية بلداً اسلامياً توحّد تحت راية لا إله إلا الله محمّد رسول الله بفضل خادم الحرمين الشريفين عبد العزيز آل سعود رحمه الله، حيث حافظ على وحدة البلاد وأمنها وأمانها تحت هذه الرّاية التي يقدّسها مسلموّ المملكة، فكان الإسلام الأساس الذي قام عليه القانون في المملكة.

القوانين في السعودية:

استندت قوانين المملكة العربية السعودية على الشريعة الاسلاميّة التي تعتمد على أحكام القرآن الكريم والسنّة النّبوية الشريفة، إضافة إلى بعض الوسائل الأخرى للفصل في القضايا المستجدّة لتواكب تطور المجتمع والحضارة.

أنشأ الملك عبد العزيز القوانين القضائيّة بما يضمّ المحاكم الشرعيّة والجزئيّة والإداريّة استناداً على التشريع الاسلاميّ، فكانت العقوبات متعدّدة من السّجن حتى قطع الرؤوس أمام العامّة حسب الجرم.

قام الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعديل مجموعة من القوانين، ولكن لم يتمّ تنفيذ التعديلات بشكل كلّي.

القانون الجّنائي في السعودية:

لم يحاسب القانون الجّنائي في المملكة على الجرائم المعترف بها دوليّاً وحسب، إنّما شمل الارتداد عن الإسلام، العلاقات غير المشروعة، السّحر والشّعوذة، وبالطبع جرّم الإلحاد.

تتعدّد أحكام القانون الجّنائي حسب الجّرم، ويشمل الحدود والقصاص والتعزيز.

تطبّق أحكام الحدود في الجرائم الكبرى مثل الارتداد عن الإسلام، الزنا، واللّواط، وتطبّق فيها أحكام القرآن الكريم.

بينما تعتمد عقوبات القصاص على مبدأ العين بالعين، وتشمل كل فعل يؤدّي إلى أذى جسدي كالقتل.

 

عقوبة الإلحاد في السعودية:

يعتبر قانون المملكة العربية السعودية المستمدّ من القرآن الكريم والسّنة النّبوية أنّ واجبه الأوّل حماية عقيدة الإسلام، ولذلك لم يتهاون مع أي فعل يمسّ بالإسلام والمسلمين والمقدّسات الدينية.

يعرّف قانون السعودية الإلحاد أنّه التّشكيك بوجود الله تعالى، وعلى ذلك يعدّ خطراً وجرماً عظيماً، فنرى التّنوع بالعقوبات تجاه هذه الأفعال حسب تأثيرها على المجتمع.

تشمل هذه العقوبات السّجن والجّلد وقد تصل للإعدام في حالات محدّدة، فلكلّ حالة حكم، ومن الممكن طلب استئناف الحكم، وفي حالات معيّنة يتمّ تخفيف الحكم لإعطاء فرصة للمتهم للتّوبة الصّادقة.

لم تغفل عين القانون السعودي عن أيّ فعل مسيء للإسلام، سواءً بين المواطنين على الواقع، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تتهاون تجاه هذه الأفعال بالرّغم من الضّغط والنقد الموجّه ضدها من جهات مختلفة لتغيير هذه التّشريعات.

تضمّ السّلطة في السعودية جهات عديدة تتعاون لنصرة الإسلام وإعلاء رايته، ومن هذه الجهات الشّرطة الدينيّة، هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وغيرها، وتمثّل هذه الجهات العين السّاهرة التي تحمي عقيدة الإسلام في كل مكان وزمان.

مازال القانون السعودي حتى الآن يخضع للتعديلات تحت ظلّ سموّ الملك محمد بن سلمان، للارتقاء بواقع المملكة نحو مستقبل أفضل، تعيش فيه كل الأطياف بسلام وحريّة بما يخدم مصلحة الوطن والإسلام.

وهكذا كانت وماتزال المملكة العربية السعودية مثالاً لبلد يواكب الحضارة وما وصل إليه العلم دون أن يجعل من الدّين عائقاً، بل على العكس كان الدّين الإسلامي وتشريعاته الدّافع لترتقي المملكة وتوازي الحضارات المتقدّمة الأخرى دون أن تسمح بالمساس بالعقيدة الإسلامية، لتبقى قبلة المسلمين بمكّتها المكرمة، وقبلة للعالم أجمع بحضارتها وعلمها.