شهر رمضان ومن منّا لا يشعرُ بالغبطة والسرور عندما يحلُّ علينا هذا الشّهر بما يتخلّله من طاعة وعبادة لله عز وجل، فيه يتفانى كل فردٍ بالخيرات وتلاوة القرآن والصّلاة والتّصدق على الفقراء والمساكين فالله قريب من عباده يستجيب لدعواتهم وينعم عليهم بخيراته فيشكرونه على ذلك بالالتزام بما أمرهم به ويمتنعون عمَّ نهى سبحانه عنه، وكما نعلم جميعاً صوم رمضان ركنٌ من أركان الإسلام وهو خالصٌ لله عز وجل يسعى فيه الفرد لنيل رضا ربِّه دون غاية لنيل رضا النّاس وفيه تذكية للنفس وتعويدها الصّبر والتّرفع عن ال شّهوات وصوناً للفروج وغضِّ البصر عن أعراض الناس.

أخصيَّةُ شهر رمضان في الإسلام:

لقد ورد الكثير من الأحاديث التي تأمر بالصّيام في شهر رمضان وتؤكّد أهميّته في التّقرب من الله تعالى ونيل رضاه وكونه باباً تستجاب فيه الدعوات وتحقق فيه الأماني فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وسُلسِلَتِ الشَّياطِينُ)،كما ذكر النبي أنَّ شهر رمضان شهرٌ تغفر فيه الذنوب حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وقد خصَّ الله تعالى عباده الصّائمين يوم القيامة حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ)، كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة» (رواه الترمذي وصححه الألباني).

أحاديث عن موعد قدوم شهر رمضان وحكم الصيام فيه:

روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبي صلى الله وعليه وسلم فيما يخصّ الصّيام في شهر رمضان أنه قال: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له) (رواه البخاري ومسلم) كما روي عن عمّار بن ياسر أنه قال: “من صام يوم الذي يُشك فيه، فقد عصى أبا القاسم محمدًا صلى الله عليه وسلم” (رواه أصحاب السنن أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني).

أحاديث عن مجازاة الله لعباده الصائمين:

هنالك الكثير من الأحاديث التي رويت عن النبي صلّى الله عليه وسلم تؤكّد مكافأة الله تعالى لعباده فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله، يوم القيامة، من ريح المسك» (رواه البخاري ومسلم)، كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” (رواه البخاري ومسلم.

أحاديث عن مبطلات الصيام وأحكام الصيام:

صرح النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم تناول الطعام والشراب أثناء الصيام دون عمد فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتمَّ صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه» (رواه البخاري ومسلم)، كما تم ذكر حكم القيء أثناء الصيام فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النّبي صلّى الله عليه وسلم قال: «من ذَرَعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقضِ» (رواه الترمذي وصححه الألباني).

حكم الصيام في السَّفر:

روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلًا قد اجتمع الناس عليه، وقد ظلل عليه، فقال: ما له؟ قالوا: رجل صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس من البر أن تصوموا في السفر»” (رواه البخاري ومسلم).