متى عرف الإنسان ثمرة التمر، تنمو ثمار التمر على شجرة النخيل وهي من الأشجار القديمة جداً إذ عرفتها الشعوب منذ آلاف السنين، يعتبر التمر من الثمار الفريدة من نوعها نظراً لشكله المميز ومذاقه اللذيذ وغناه بالكثير من المغذيات والفيتامينات المفيدة لجسم الإنسان، امتلك التمر مكانة خاصة عند العرب منذ أقدم العصور إذ كانوا يكرمون ضيوفهم به ويرحبون بهم من خلال تقديم ثمار التمر لهم، وزادت مكانة التمر مع انتشار الإسلام إذ ورد ذكره في آيات الله عز وجل وكلامه وفي الأحاديث النبوية الشريفة التي دعت إلى تناول التمر وأكدت على أهميته.

عمر شجرة النخيل

تعتبر شجرة النخيل من الأشجار القديمة قدم التاريخ وقد احتار العلماء والمؤرخون في تحديد الوقت الذي عرفت فيه الشجرة وتمت صياغة عدة نظريات حول هذا الموضوع واختلفت الآراء بكثرة، وقد ساد الاعتقاد أن بلاد الرافدين (العراق) هي مهد زراعة نخل التمر إذ بدأت زراعته فيها قبل 4000 سنة قبل الميلاد وانتشر بعدها إلى مناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية والعالم لاحقاً، أما في مصر فتعود زراعة النخيل إلى حوالي 2000-3000 سنة قبل الميلاد، ومن الجدير بالذكر أن شجرة النخيل كانت ولاتزال من الأشجار العريقة في شبه الجزيرة العربية.

أهمية التمر

يعتبر التمر من الثمار المميزة الغنية بشتى أنواع الفيتامينات والعناصر الغذائية، وقد سمي بطعام الفقراء لقيمته الغذائية إذ يجتمع في هذه الثمرة الصغيرة عدد لا يحصى من العناصر المفيدة التي لا يستطيع الفقير الحصول عليها من تناول بقية أنواع الطعام، كما يمتلك التمر دور في حماية الجسم من الإصابة بأمراض محددة ويقوّي مقاومته لها، ومنها نذكر:

  • فقر الدم: يحتوي التمر على الحديد الذي يدخل في صنع الكريات الحمر الموجودة في دم الإنسان والمسؤولة عن نقل الأوكسجين من الرئتين إلى بقية أنحاء الجسم، وبالتالي فإن أي اضطراب في كمية الحديد في الجسم ستؤدي إلى اضطراب في عدد كرياته الحمر وبالتالي حدوث نقص أكسجة وإصابات مختلفة في الأعضاء.
  • تخلخل العظام: يحتوي التمر على الكالسيوم والفوسفور اللذان يدخلان في تركيب العظام والأسنان وبالتالي أي اضطراب في كميتهما ستؤدي إلى نقص كثافة العظام وقساوتها وتليّنها والإصابة بالكسور والأمراض العظمية.
  • الإمساك: يحتوي التمر على الألياف الغذائية التي تساعد جهاز الهضم على القيام بعمله من خلال تليينها الطعام الموجود فيه وبالتالي تساعد في الوقاية من الإمساك الذي قد يؤدي إلى حدوث الكثير من الإزعاج والمشاكل الصحيّة.
  • السرطانات: يشتهر التمر بكونه مضاد أكسدة يساعد في التخلّص من الخلايا الخبيثة وبالتالي يقي الجسم من الإصابة بمختلف أنواع السرطانات.
  • الشيخوخة: يتميز التمر بتأثيره الإيجابي على البشرة إذ يساعد على تأخير الشيخوخة والمحافظة على رونقها ونضارتها.
  • الأمراض العضلية والقلبية: يحتوي التمر على الشوارد الضرورية للحفاظ على استتباب البيئة الداخلية للجسم كالمغنيزيوم والزنك اللذان يؤدي أي اضطراب فيهما إلى مشاكل خطيرة على مستوى القلب والجهاز الهيكلي في الجسم.

مكانة التمر في الشعر العربي

تغنّى الكثير من الشعراء العرب بالتمر في قصائدهم فهو بالنسبة لهم رمز للعراقة وليس مجرد فاكهة فكتبوا القصائد في مدحه وذكر أهميته، ومنهم الشاعر أحمد شوقي حيث قال:

وأعجب كيف طوى ذكركنّ

ولم يحتفل شعراء العرب

أليس حرام خلو القصا

ئد من وصفكن وعطل الكتب.

كما وصف ابن سهيل الأندلسي جمال إعطاء النخلة لثمرها (التمر) كجمال لقاء الأحباب بعد طول غياب حيث قال:

هدى التلاقي صُبْحَ وجهك مُسْفِرا

فحمدتُ عند الصبحِ عاقبة َ السُّرى

اللَّهُ أكبرُ قد رأيتُ بكَ الذي

يلقاهُ كلُّ مكبرٍ إن كبرا

أُمنيَّة ٌ كم أبطأتْ لكنْ حَلَتْ

كالنخلِ طابَ قطافُهُ وتأخّرا

ما ضرّني مَعْ رؤية ِ الحسنِ الرضي

 

أني أفارقُ موطناً أو مَعْشَرا!!

مكانة التمر في الإسلام

يعتبر التمر من الثمار المقدّسة في الإسلام فقد ورد ذكره عدة مرات في آيات الله تعالى كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى تناوله حرصاً على سلامة المسلمين وخوفاً على صحتهم، ومن الأحاديث النبوية الشريفة في هذا المجال نذكر:

عن أبو داود (رضي الله عنه) قال: قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): من وجد تمراً فليفطر عليه، ومن لا يجد فليفطر على الماء فإنه طَهورٌ”.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أطعِموا نساءكُم في نِفاسهن التمر، فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج وليدها حليمًا، فإنه كان طعام السيدة مريم حيث ولدت، ولو علم طعامًا خيرًا من التمر لأطعمها إياه.