التمر أفضل غذاء لطعام الصائم، يعد التمر من الفواكه المميزة والغنية بجميع أنواع الفيتامينات والعناصر المفيدة للجسم، ولو فكّرنا في تركيب هذه الثمرة الصغيرة وغناها بالمغذيات على الرغم من صغر حجمها توصّلنا إلى الإعجاز الإلهي في تكوينها وقدّرنا عطف الله تعالى على عباده وحرصه عليهم، يشتهر التمر بكونه طعام الفقراء والمساكين نظراً لرخص ثمنه وقدرته على تأمين متطلبات الجسم التي لا يستطيع صغار الكسبة والمحتاجين الحصول عليها من الأغذية الأخرى.

التمر غذاء الصائم

يعتبر التمر من الثمار الكريمة التي أوصانا الله تعالى والرسول (صلى الله عليه وسلّم) بتناولها رأفةً بالمسلمين وحرصاً على صحتهم وسلامتهم، وعلى الرغم من كثرة الأطعمة التي يتناولها المسلمين إلا أن التمر يبقى زينتها ولا تكتمل مائدة رمضان إلا بوجوده إذ يُنصح الصائم بكسر صيامه به نظراً لاحتوائه على العناصر التي تمدّه بالطاقة على الفور وتعوّض تعب النهار الذي واجهه بصيامه، وقد ورد ذكر التمر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عدة مرات تأكيداً على أهمية تناوله والفوائد الناتجة عنه، ومما ورد نذكر:

قال تعالى: “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسـاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً. فَكلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّى عَيْناً” سورة مريم (25).

قال تعالى: “وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ” سورة الأنعام.

قال تعالى: “وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا” سورة النحل.

عَنْ عَائِشَةَ (رضي الله عنها) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ (صلى الله عليه وسلم): يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ. قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.” صححه مسلم.

عن أبو داود (رضي الله عنه) قال: قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): من وجد تمراً فليفطر عليه، ومن لا يجد فليفطر على الماء فإنه طَهورٌ”.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أطعِموا نساءكُم في نِفاسهن التمر، فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج وليدها حليمًا، فإنه كان طعام مريم حيث ولدت، ولو علم طعامًا خيرًا من التمر لأطعمها إياه.

مكونات ثمرة التمر

يحتوي التمر على مجموعة متوازنة ومتنوعة من العناصر الغذائية مثل:

السكريات: تمتلك السكريات أهمية كبيرة في البرنامج الغذائي للصائم إذ تقوم بتوفير الطاقة اللازمة لعمل أجهزة الجسم المختلفة، كما يؤدي تناولها إلى استعادة الصائم لنشاطه وحيويته.

الألياف: تعتبر الألياف من العناصر المهمة لعمل جهاز الهضم إذ تساعد على تليين الأمعاء وهضم الطعام والاستفادة من العناصر الموجودة فيه.

الفيتامينات: يعد التمر من الأغذية الغنية بالفيتامينات بكافة أنواعها إذ أنه يحتوي على تراكيز عالية من فيتامين أ الضروري لسلامة العيون وجميع الأغشية المخاطية (الأغشية المبطنة للجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجهاز البولي والتناسلي) في الجسم وفيتامينات ب بكافة أنواعها الضرورية لدعم الجهاز العصبي والهيكلي.

الكالسيوم والفوسفور: يدخلان في تركيب العظام والأسنان ويدعمان الجسم لذلك قد يؤدي نقصهما إلى الإصابة بأمراض العظام والمفاصل خاصة عند المعمرين.

المغنيزيوم: يعتبر من المعادن المهمة لاستتاب البيئة الداخلية للجسم وعمل الجهاز العضلي والقلبي.

الحديد: يساعد الحديد في تركيب الكريات الحمر التي تعمل على نقل الاوكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة وبالتالي أكسدة العناصر الغذائية والاستفادة منها، يؤدي نقص الحديد إلى الإصابة بفقر الدم الذي يجعل الإنسان متعب وغير قادر على القيام بأعماله ووظائفه.

البروتين: يعد البروتين من المواد الرئيسية في الجسم إذ يتم استخدامه في عمليات النمو والبناء وترميم الخلايا التالفة، كما يلعب البروتين دور مهم في عمل الجهاز المناعي من خلال دخوله في تركيب الأضداد التي تهاجم الأجسام الغريبة وتقضي عليها.

التمر والحمل

يزيد الحمل من متطلبات جسم المرأة إذ تتضاعف حاجاتها من المواد الغذائية اللازمة لها وللجنين، ولما كان التمر غني بالمواد الغذائية وخاصة الحديد والكالسيوم والسكر فهو غذاء ممتاز للمرأة الحامل، كما يمكن اعتبار التمر من المواد الخافضة للضغط بشكل خفيف وبالتالي فهو يحد من المشاكل التي قد تواجه الحامل في الفترة الأخيرة من حملها وأثناء الولادة، وقد نصح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين بإطعام نساءهم الحوامل التمر فهو مفيد للأم وطفلها في الوقت ذاته.

قال رسول الله في ذلك: أطعِموا نساءكُم في نِفاسهن التمر، فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج وليدها حليمًا، فإنه كان طعام مريم حيث ولدت، ولو علم طعامًا خيرًا من التمر لأطعمها إياه.