لماذا يعد التمر طعام الفقراء، يعتبر التمر من أهم أنواع الثمار على الإطلاق إذ تحتوي الثمرة الواحدة على الرغم من صغر حجمها على العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان واللازمة لحصوله على الطاقة والصحة والنشاط، وقد اشتهرت ثمرة التمر بخواصها الغذائية منذ وقت طويل كما حصلت على مكانة خاصة عند العرب والمسلمين نظراً لذكر التمر في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف مما أكد قدسية شجر النخيل وأهمية ثمره.

التمر طعام الفقراء والمساكين

تحتاج التغذية المتوازنة إلى توفّر غذاء مناسب يحتوي على كميات معتدلة من الفيتامينات والبروتينات والسكريات والدسم ويعتبر ذلك من شروط الصحة الجيدة والجسم السليم، ومن الجدير بالذكر أن الكثير من الناس لا يمتلكون المال الكافي لشراء الطعام المغذّي والمفيد مما يؤدي إلى ظهور الأعواز الغذائية وضعف المناعة عندهم وإصابتهم بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحيّة، وبما أن التمر رخيص الثمن ويحتوي على مزيج من العناصر الضرورية للجسم فهو الغذاء المناسب للفئة السابقة (الفقراء والمساكين).

العناصر الغذائية الموجودة في التمر

تعتبر ثمرة التمر مزيج من العناصر المغذية مثل:

  • السكريات: تعتبر السكريات من أهم مصادر الطاقة في الجسم إذ يتم استخدامها في عمليات الاستقلاب والبناء، كما أنها ضرورية في الحفاظ على نشاط الفرد وحيويته.
  • الفوسفور: يدخل الفوسفور في تركيب العظام والأسنان وهو ضروري للحفاظ على متانتها ووظيفتها في دعم الجسم، بالإضافة إلى أهميته في تركيب خلايا الجسم أي أن نقصه يؤدي إلى الكثير من المشاكل والأمراض.
  • المغنيزيوم: تضمن المستويات الصحيحة من المغنيزيوم سلامة عمل الجهاز العضلي والقلبي وبالمقابل فإن نقصه قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة وتدهور في الوضع الصحي للجسم.
  • فيتامين أ: يمكن القول بأن فيتامين أ ضروري للحفاظ على سلامة جميع الأغشية المخاطية الموجودة في الجسم (العينين وجهاز الهضم وجهاز التنفس والجهاز البولي والتناسلي)، كما أنه يحافظ على الجلد ويساعد الجسم على محاربة الأجسام الغريبة كالجراثيم والفيروسات الموجودة فيه، يؤدي نقص فيتامين أ إلى إصابة الأجهزة السابقة وضعف المناعة في الجسم.
  • فيتامين ب: يندرج تحت هذا التصنيف مجموعة من الفيتامينات الضرورية لعمل الجهاز العصبي والهيكلي بالدرجة الأولى، وقد يسبب نقصها اعتلال عصبي وضعف عضلي واضطراب في مناعة الجسم وتراجع قدرته على مقاومة الجراثيم والفيروسات.
  • الألياف الغذائية: تعتبر الألياف الغذائية من العناصر المهمة لتنظيم عملية الهضم من خلال دورها في منع حدوث الإمساك والاضطرابات الهضمية المرافقة له، كما أنها تلعب دور في تخفيف خطر الإصابة بالسرطان وتساهم في دعم مناعة الجسم.

فوائد ثمرة التمر

يمتلك التمر العديد من الفوائد، نذكر منها:

  • تخفيف الاضطرابات الهضمية كالإمساك والمساعدة على هضم الطعام والاستفادة منه.
  • المحافظة على سلامة العيون وتخفيف احتمال الإصابة بمرض العشى الليلي (الناتج عن نقص فيتامين أ).
  • يقوّي المناعة ويساعد الجسم على دعم خطوط الدفاع لديه وبالتالي يقوّي قدرته على التغلب على الأمراض المختلفة.
  • يوفّر الطاقة اللازمة لعمل أجهزة الجسم المختلفة وبالتالي يحفّز على النشاط ويمنع الكسل.
  • يساعد في الحفاظ على سلامة الجهاز العصبي ويشجّع على الاسترخاء والراحة.
  • يحارب السرطانات والشيخوخة الباكرة.

مكانة التمر في الإسلام

يعتبر التمر من الفواكه الحميدة إذ ورد ذكرها بكثرة في القرآن الكريم، كما شجّع الرسول (صلى الله عليه وسلّم) على تناول التمر واعتبره الغذاء الأفضل ليفطر به الصائم في شهر رمضان الكريم، ومما ورد في مكانة التمر نذكر:

قال تعالى: “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسـاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً. فَكلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّى عَيْناً” سورة مريم (25).

قال تعالى: “وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ” سورة الأنعام.

قال تعالى: “وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا” سورة النحل.

عَنْ عَائِشَةَ (رضي الله عنها) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ (صلى الله عليه وسلم): يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ. قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.” صححه مسلم.

عن أبو داود (رضي الله عنه) قال: قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): من وجد تمراً فليفطر عليه، ومن لا يجد فليفطر على الماء فإنه طَهورٌ”.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أطعِموا نساءكُم في نِفاسهن التمر، فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج وليدها حليمًا، فإنه كان طعام مريم حيث ولدت، ولو علم طعامًا خيرًا من التمر لأطعمها إياه.