خبرٌ عاجل، عطلٌ غير مسبوق في مواقع التواصل الاجتماعي. من هم المستفيدون من تعطل فيسبوك؟ لعله أكثر التساؤلات شيوعًا. فهل من إجابات؟

ثمة شلل مفاجئ تتعرض إليه مواقع التواصل الاجتماعي الأهم حول العالم لست ساعات متتالية. الأمر الذي تسبب في حادثة غريبة من نوعها. وما السر الكامن وراء كل ذلك؟

بعض المواقع تنجو والبعض الآخر يواجه أقوى هزة أرضية عرفها في تاريخه. خسارة بمليارات الدولارات، وتصريحاتٍ جنونية .

فيسبوك عملاق التواصل الاجتماعي والموقع الأكثر استخدامًا من قبل كافة الفئات العمرية. يستغل المستفيدون من منافسيه اليوم أزمة تعطل فيسبوك بدقة متناهية؟ ولم يتوقف الأمر هنا. فهناك الكثير من الأحداث.

هيا بنا نتعرف على تفاصيل هذه القصة، ملابساتها، وأهم تداعياتها وما هي الإجراءات السريعة المتخذة من قبل المواقع المتضررة.

الأسباب والخسائر والبدائل نتيجة تعطل فيسبوك المفاجئ

الرابع من أوكتوبر في عام ألفين وواحد وعشرين. قد يكون اليوم الأسوأ في حياة شركة فيسبوك. حيث أن أكثر من خمسين ألف بلاغ قدمه مستخدمي فيسبوك وأنستغرام بسبب المشكلات التي تعرضوا لها عند استخدامهم لهذين الموقعين. كما تعطل تطبيق واتساب الخاص بموقع فيسبوك لدى ما يفوق خمسة وثلاثين ألف مستخدم. الأمر الذي تسبب بانهيار أسهم فيسبوك بما يعادل 5.5 بالمئة في تعاملاتها منذ الساعة الخامسة عشر وخمسة وأربعين دقيقة بتوقيت غرينتش وحتى مضي ست ساعات. وتزامن ذلك مع معلومات مسربة حول أن إدارة فيسبوك تعرف أن منتجاتها تغذي الكراهية وتضر بصحة الأطفال العقلية. بالإضافة إلى الاتهامات التي وجهتها شبكة التواصل الاجتماعي إلى شركة فيسبوك حول اختيار الربح المادي على سلامة مستخدميها.

وقد رجحت شركة فيسبوك أن سبب العطل يعود إلى حدوث (تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم) إلا أن الخسائر لم تطل فيسبوك وتطبيقاتها وحدهم بل نتج عن العطل تراجع وتدني عمل ونشاط عشرات الملايين من المستخدمين والعملاء حول العالم. فالبعض واجه مشكلة كبيرة لعدم المقدرة على الوصول لحساباته وتطبيقاته ومنتجاته، والبعض الآخر من المستخدمين ربما قد خسر الكثير في تجارته وأرباحه، مما دفع البعض يسلك طرقًا مغايرة عبر مواقع أخرى لإدارة أعماله وتجاراته ونشاطاته. كما تحول عدد كبير من مستخدمي فيسبوك إلى موقع تويتر.

وبعد هذه الهزة القوية التي ضربت هذه الشركة العملاقة، ما هي الإجراءات التي اتخذتها إدارات مواقع التواصل الاجتماعي المعطلة؟

تصريحات فيسبوك وواتساب وانستجرام حول أزمة العطل

خرج آندي ستون أخيرًا إلى العلن وهو المتحدث الرسمي باسم شركة فيسبوك ليقدم تصريحاته حول تعطل فيسبوك عبر موقع تويتر بعد مخاوف كبيرة للشركة من تدهور وضع شركتهم العملاقة والأشهر فسيبوك. حيث قال (ندرك أن البعض يواجه مشكلة في الوصول إلى تطبيقاتنا ومنتجاتنا، ونعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، نعتذر عن أي إزعاج).

وفي حدود الساعة الثانية والعشرين بتوقيت غرينتش أعلن فيسبوك في بيان له عن عودة جميع تطبيقاته بخدماتها كافة إلى الاستخدام. ونقلت أهم الصحف هذا الخبر. بينما أعلنت نيويورك تايمز (New York Times)عن عودة خدمات فيسبوك بشكل بطيء. وقد أفاد حساب انستغرام على تويتر أيضًا (واجه إنستغرام وأصدقاؤه وقتا صعبا الآن، وقد تواجهون مشكلة في استخدامها. تحملوا معنا، نحن نعمل على حل ذلك). وكذلك لجأ واتساب إلى تويتر أيضًا ليكتب عبره ما يلي: (ندرك أن بعض الأشخاص يواجهون مشاكل في استخدام واتساب الآن. نحن نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها وسنرسل تحديثًا هنا في أقرب وقت ممكن. شكرا لصبركم) وبين البطء في العودة لفيسبوك والعمل بشكل متقطع لفترة في انستغرام واستمرار التوقف في واتساب نجد العالم بأسره مستاءً من انقطاع خدمات التواصل الاجتماعي.

ويبقى السؤال الأهم لماذا لجأت إدارات هذه التطبيقات والمواقع التي تعطلت للتصريح عبر تويتر؟ ولعل السؤال الأهم لماذا لم يتعطل التويتر أيضًا؟

من المستفيد من تعطل فيسبوك

ها هو موقع تويتر الأمريكي يغرد بتفردٍ في ذات اليوم التاريخي ويقول: (مرحبا بالجميع حرفيا)، ليسيطر بقوة غير مسبوقة على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي. يا لها من تغريدات ساخرة. إنها تطال فيسبوك حتى من قبل مطاعم الوجبات السريعة. يعد موقع تويتر من أكثر المواقع المنافسة لفيسبوك. لعله اليوم يسخر ويشمت أمام العالم بأسره. هل هو وراء هذا العطل؟ وهل سيكون لفيسبوك ردًا قريبًا بعد استعادة قوته؟

تصريح الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ

بلغت خسائر الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ نتيجة تعطل فيسبوك ما يقارب خمسة بالمئة من ثروته. حيث أظهرت صحيفة بلومبيرغ (Bloomberg) أن هذه الخسائر قد وصلت إلى 7 مليارات دولار في غضون ساعات. الأمر الذي سبب تراجعًا ملحوظًا في أسهم فيسبوك في بورصة وول ستريت. مما سبب باختفاء مارك زوكربيرغ. على الرغم من تصريحاته قبل حادثة التعطل بأسابيع. لعل الجميع يتذكرها. إنها عن ممارسة الرياضة والأعمال الخيرية. فهل من تصريحات جديدة لمارك قريبًا؟ ربما يكون الآن في موقف قد لا يحسد عليه.

وسط شائعة الطفل الصيني فيسبوك تنفي القرصنة

لا وجود للهكر. هذا ما عبر عنه  نائب رئيس شركة فيسبوك للبنية التحتية سانتوش جاناردان من خلال بيان له قائلًا: (فرقنا الهندسية علمت أن تغييرات الإعدادات على أجهزة الراوتر الرئيسية التي تنسق الحركة بين مراكز البيانات تسببت في مشاكل أدت إلى تعطل هذا التواصل). ثم قال: (نريد أن نوضح أنه لم يكن هناك أي نشاط ضار وراء هذا العطل، وسببه الرئيسي كان تغييرا خاطئا في الإعدادات من جانبنا، وليس لدينا أيضا أي دليل على تعرض بيانات المستخدمين للاختراق نتيجة هذا العطل).

أما رسالته لمستخدمي الفيسبوك فكانت على الشكل التالي: (يعتمد الناس والشركات حول العالم علينا يوميًا للبقاء على اتصال. نحن نتفهم تأثير مثل هذه الانقطاعات على حياة الناس، ومسؤوليتنا في إبقاء الناس على اطلاع بشأن الاضطرابات في خدماتنا).

لذا وجه اعتذارًا للمستخدمين قائلًا: (نعتذر لجميع المتضررين، ونعمل على فهم المزيد حول ما حدث حتى نتمكن من الاستمرار في جعل بنيتنا التحتية أكثر مرونة).

وما بين تعطل بعض مواقع التواصل الاجتماعي والربح غير المسبوق لمنافسيها في ظل أسباب غامضة، هل سيشهد المستقبل القريب حربًا إلكترونية بين هذه المواقع؟