رأس السنة الهجرية في السودان، يومٌ مميز على الصعيد الدينيّ والمجتمعي نظرًا لما ينطوي وراء هذا اليوم من أحداث تخصّ النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت بداية السنة الهجرية، حين بدأت رحلةُ النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وهو اليوم الذي يوافق ٢١ سبتمبر من العام ٦٢٢ ميلادي. وهو أول شهر “محرم”، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن العرب ما قبل الإسلام كانوا يحرّمون القتال فيه. كما يعتبر شهر محرم في السودان من الشهور المقدسة، لأن المسلمين يمتنعون ويحاولون ألا يرتكبوا أي إثم أو ذنب. علمًا أن أغلبية السكان العظمى في السودان من المسلمين، ويحددون بداية السنة الهجرية الجديدة عند رؤية الهلال، عن طريق لجنة مختصة تترقب وتستطلع ظهوره. وإن موعد رأس السنة الهجرية في السودان يعتمد على ما تقرّه هذه اللجنة. كما يعدّ هذا اليوم عطلة رسمية في البلاد.

موعد رأس السنة الهجرية في السودان ٢٠٢٢

تختلف مواعيد رأس السنة الهجرية في السودان، على اختلاف مواعيد ظهور الهلال، والذي يتم رصده ومراقبته عبر لجنة خصصتها الحكومة السودانية لهذا الغرض. كما أنه لا يمكن تقدير الموعد الأصح والدقيق للعام القادم نظرًا للظروف التي أسلفناها، ولكن بشكل تقديريٍّ من المتوقّع أن يكون موعد رأس السنة الهجرية في السودان بين ٢٩ يوليو و ٣٠ يوليو.

عيد رأس السنة الهجرية

يوافق رأس السنة الهجرية اليوم الأول من شهر محرم، وهو أول يوم في التقويم الإسلامي. كما أنه يعد عطلة رسمية في أغلبية البلدان الإسلامية. بينما شهر محرم عند الشيعة يعتبر شهر الكآبة والحزن. نظرًا لأنه يوثق ذكرى وفاة الحسين بن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وأصحابه في عاشوراء.
اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الأول من محرم ليكون رأس السنة الهجرية، وذلك بعد أن أرسل إليه خطابًا يشير لعدم تأريخ الكُتب، فأقر هذا الميعاد والتاريخ.

استقبال السودانيون لرأس السنة الهجرية

في كل عام وعلى خلفية تملؤها السعادة والفرح، يستقبل السودانيون رأس السنة الهجرية، بقلوبٍ بيضاء تسعى في هذا اليوم لتكون بعيدة عن الذنوب والآثام. كما تتجلى مظاهر المحبة والمودة في أرجاء المدن وزوايا القُرى، لينعكس الطابع الدينيّ على البيوت والقلوب. كما تستطيع أن ترى على كل زهرة ندى الأيمان، وعلى كل وجه هالةً من الفخر والتوحيد.
يتبادل السكان التهاني ويقدّمون الصدقات والقرابين، ويتحوّل كل بيت لمكان دافئ تجتمعُ العائلة تحت جناحيه، ويشرعون في الحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويلقون القصائد النبوية والأناشيد الدينية. كما قد يصومون معظم شهر محرم، ومنهم من يصوم الشهر كلّهُ. وهكذا يكون رأس السنة الهجرية في السودان يومًا عظيمًا بكل مكنوناته وأوقاته.

هل رأس السنة الهجرية في السودان عطلة رسمية

تستقبل جمهورية السودان رأس السنة الهجرية بطريقة تتميز عن باقي الأعياد. كما تقوم بمنح عطلة رسمية في كل الجهات العامة والخاصة، فتعطل الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات التجارية وغيرها من قطاعات الدولة. كما يكون تركيز الحكومة والشعب على أهمية هذا اليوم من الناحية الدينية فقط.

ما هي السنة القمرية

كلنا يعرف السنة الميلادية، وهي سنة تتألف من ٣٦٥ يوم وربع اليوم، وهي مدة دروان الشمس حول الأرض، بينما السنة الهجرية هي مدة دوران القمر حول الأرض، وتبلغ ٣٥٤ يوم و٨ ساعات و ٤٨ دقيقة. أُطلق عليها السنة الهجرية نسبة لهجرة النبي من مكة إلى المدينة.

تختلف أسماء شهورها عن الشهور الميلادية، فقد سمّي كل شهر نظرًا للأحداث التي جرت ضمن هذه الشهور.

أجمل عبارات تهنئة رأس السنة الهجرية

تهنئة في عيد رأس السنة الهجرية

تهنئة في عيد رأس السنة الهجرية

في هذا اليوم الذي يذكر المسلمين بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وما عاناه في سبيل الرسالة الإلهية والإسلام، لذلك يقوم المسلمون بتهنئة بعضهم البعض وتبادل الأحاديث تمجيدًا صادقًا لنبيّهم العظيم وقدوتهم الحسنة، وتسليمًا بدينهم الإسلامي.
وهذه بعض عبارات التهنئة في رأس السنة الهجرية :

  • كل عام وأنتم على عهد النبيّ باقون، ولرسالته متابعون وبما وعدتم صادقون، كل عام أنتم سالمين آمنين.
  • بهذا العيد، أفضل السلام والتسليم لسيدنا محمد خاتم النبيين، ودمتم سالمين.
  • على طريق الهدى، بحق منزل الغيث وباعث المدى، دمتم بألف خير.
    لكم من القلب أغلى تحية، بعيد هجرة النبي سيد البريّة، دمتم سالمين وهانئين.
  • رسالة من أعماق القلب، أبعد الله عنكم الإثم والذنب، وجعلكم في المراتب العُليا ونزهكم عن غرور الدنيا، دمتم سالمين مطمئنين.
  • أعاده الله علينا وعليكم، وأكثر الرزق فيكم ولديكم، بهذا اليوم جئنا إليكم، نهنئكم بهذا العيد، فكل عام وأنتم بخير.

شعر عن رأس السنة الهجرية

يتبادل الشعراء القصائد في كل المناسبات، ولكن يتميّز رأس السنة الهجرية في السودان بكثرة شعرائه لأنه يوم مجيد ومهم على الصعيد الديني والشخصي. وهذه قصيدة بمناسبة هذا اليوم قالها الشاعر محمود سامي البارودي:

نادى عَلِيّاً فَأَوصاهُ وَقالَ لَهُ

لا تَخشَ وَالبَس رِدائي آمِناً وَنَمِ

وَمَرَّ بِالقَومِ يَتلُوُ وَهوَ مُنصَرِفٌ

يَس وَهيَ شِفاءُ النَّفسِ مِن وَصَمِ

فَلَم يَرَوهُ وَزاغَت عَنهُ أَعيُنُهُم

وَهَل تَرى الشَّمس جَهراً أَعيُنُ الحَنَمِ

وَجاءَهُ الوَحيُ إِيذاناً بِهِجرَتِهِ

فَيَمَّمَ الغارَ بِالصِّدِّيقِ في الغَسَمِ

فَما اِستَقَرَّ بِهِ حَتّى تَبَوَّأَهُ

مِنَ الحَمائِمِ زَوجٌ بارِعُا لرَّنَمِ

بَنى بِهِ عُشَّهُ وَاِحتَلَّهُ سَكناً

يَأوي إِلَيهِ غَداةَ الرّيحِ وَالرّهَمِ

إِلفانِ ما جَمَعَ المِقدارُ بَينَهُما

إِلّا لِسِرٍّ بِصَدرِ الغارِ مُكتَتَمِ.

 

طالما كان رأس السنة الهجرية في السودان يومًا مليئًا بكل أنواع التقديس والمحبة، وهو يوم مفصلي في السيرة النبوية الشريفة، كما أن تقويم لا يستغني عنه المسلمون في أمورهم الدينية والتخطيط به والبناء عليه.