أعلنت حكومة الإمارات العربية المتحدة اعتمادها نظام عمل أسبوعي جديد. ما هو هذا النظام الجديد في الإمارات؟ وما هي آثاره على الاقتصاد الإماراتي؟ وما هي أهداف تطبيق هذا النظام ضمن أراضي الإمارات العربية المتحدة؟ سوف نقوم بالإجابة عن جميع هذه التساؤلات ضمن هذا المقال.

كما ذكرنا سابقًا أعلنت حكومة الإمارات العربية المتحدة عن اعتمادها نظام عمل أسبوعي جديد للقطاع الحكومي بالدولة. يتمثل هذا النظام بتقليص عدد أيام العمل من خمسة أيام أسبوعيًا إلى أربعة أيام ونصف اليوم.

بحيث تمتد أيام العمل من يوم الاثنين إلى منتصف يوم الجمعة، لتأتي بعدها العطلة الأسبوعية، والتي تمتد من منصف يوم الجمعة وحتى نهاية يوم الأحد. ليكون مجمل العطلة الأسبوعية يومين ونصف. وبدأ العمل بهذا النظام من تاريخ 1 يناير 2023.

ما هو نظام العمل الأسبوعي الجديد في الإمارات

تم اعتماد هذا النظام في جميع القطاعات الحكومية ضمن أراضي الإمارات العربية المتحدة. والذي يحدد ساعات وأيام العمل على الشكل الآتي. يبدأ الدوام الرسمي من الساعة السابعة ونصف صباحًا إلى الثالثة ونصف بعد الظهر من يوم الاثنين وحتى يوم الخميس (أي مجموع ساعات العمل اليومية 8 ساعات يوميًا).

أما يوم الجمعة فهو نصف يوم عمل يبدأ به الدوام الرسمي من السابعة والنصف كالمعتاد، ولكن ينتهي العمل في تمام الساعة الثانية عشر ظهرًا (أي يكون مجموع ساعات العمل في يوم الجمعة أربع ساعات ونصف).

وبناءً على ذلك يكون مجموع ساعات العمل الأسبوعي 36 ساعة ونصف. ينطبق هذا القرار على جميع الدوائر الحكومية في جميع الإمارات التي تتبع لحكومة الإمارات العربية المتحدة.

يمتاز نظام العمل الأسبوعي الجديد بإمكانية تطبيق ساعات العمل المرنة، والعمل عن بعد. وذلك يتم إقراره من قبل الجهات الحكومية بناءً على سير العمل الحكومي وما تقتضيه المصلحة العامة.

ويتساءل الكثيرون عن تأثير هذا القرار على صلاة وخطبة يوم الجمعة. لأنه وكما نعلم الإمارات العربية المتحدة دولة إسلامية ذات غالبية مسلمة. ولذلك وتفاديا لأي التباسات قد تحصل تم إصدار قرار بتوحيد موعد خطبة يوم الجمعة لتكون في تمام الساعة الواحدة وربع ظهرًا في كامل أنحاء الدولة على مدار العام. وبذلك يتسنى للمواطنين الوقت الكافي بين انتهاء الدوام الرسمي وبداية الخطبة.

تأثير النظام الجديد على الاقتصاد الوطني والاندماج مع الأسواق العالمية

شهدت الإمارات العربية في العقود الأخيرة تتطورًا اقتصاديًا كبير وبدأت بأخذ مكانة مرموقة بالاقتصاد العالمي. إذ أصبحت مركزًا تجاريًا مهمًا على الصعيد الدولي. ولذلك تسعى حكومة الإمارات إلى تعزيز هذه المكانة وذلك لتثبيت الإمارات في مكانتها وجعلها الوجهة التجارية الأهم في العالم.

وهنا تكمن أهمية نظام العمل الأسبوعي الجديد الذي يسهم في زيادة الأهمية الإستراتيجية للإمارات في الاقتصاد العالمي. وذلك من خلال زيادة الاندماج والتلاحم بين الاقتصاد الوطني من جانب والأسواق العالمية من جانب الآخر.

خاصةً أن معظم الأسواق العالمية تتوقف عن العمل يومي السبت والأحد، وهنا تكمن أهمية النظام الجديد إذ يعمل على تأمين تطابق أيام التبادلات التجارية والمالية والاقتصادية مع معظم دول العالم.

يظهر تأثير هذا النظام على القطاع المالي بشكل ملحوظ حيث أنه يسهل التعاملات مع البورصة وأسواق المال العالمية والبنوك الدولية الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على سوق البورصة والبنوك الإماراتية.

تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية

تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية

تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية

تحدثنا سابقًا عن التأثيرات المباشرة لنظام العمل الأسبوعي الجديد والآن سوف نتحدث عن الآثار الغير مباشرة لهذا النظام. إذ يعمل هذا النظام على تحسن الأداء وزيادة الإنتاجية في العمل الحكومي، وذلك من خلال تأمين ظروف عمل أكثر من مناسبة للعمال، تحقق لهم التوازن بين أيام العمل الرسمي وأيام العطلة الأسبوعية.

ويعمل هذا النظام على الارتقاء بمكانة الإمارات كواحدة من أكثر الدولة جذبًا لليد العاملة والخبرات. كما يساعد النظام الجديد على زيادة مرونة العمل الحكومية وزيادة قدرته على التأقلم مع التغيرات المحلية والعالمية والاستجابة لما تقتضيه هذه التغيرات. الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على مستوى الأداء والإنتاجية ويرسخ التنافسية بالعمل.

العلاقات الاجتماعية والتوازن بين الحياة الشخصية والعمل

كما ذكرنا سابقًا يقتضي نظام العمل الأسبوعي الجديد في الإمارات زيادة عدد أيام العطلة من يومين إلى يومين ونصف. وكان لذلك الأمر الكثير من الآثار الإيجابية التي انعكست على القطاع المالي بشكل مباشر. وكذلك كان له الكثير من الفوائد على اقتصاد الدولة بشكل عام.

ولكن من الآثار المهمة أيضًا لهذا النظام هو ترسيخ العلاقات الأسرية والاجتماعية. إذ أصبحت العطلة أطول مما يسمح بتعزيز الترابط الأسري والاجتماعي وزيادة جودة حياة الموظفين من خلال تحقيق التوازن بين الحياة اليومية والعمل.

فزيادة طول العطلة يتيح للموظفين فرصة الاستمتاع مع عائلاتهم بهذه العطلة ويزيد من التلاحم الاجتماعي بشكل كبير مما ينعكس على الحالة النفسية للموظفين ويحسن إنتاجيتهم ورغبتهم بالعمل بشكل ملحوظ الأمر الذي ينعكس على الصالح العام للإمارات العربية المتحدة.

الدول العربية أو الإسلامية التي اعتمدت أنظمة مشابهة لنظام العمل الأسبوعي الجديد ورأي الشرع

بعد صدور القرار باعتماد نظام عمل أسبوعي جديد بالإمارات تبادر إلى أذهان الكثير من الناس التساؤل حول كون الإمارات أول دولة عربية أو إسلامية تقوم بإجراءات مماثلة تتضمن جعل يوم الجمعة يوم عمل رسمي. وكذلك تساءل الكثيرون عن مدى موافقة الشرع على هذا القرار.

من الطبيعي أن الدول ذات الطابع والأغلبية الإسلامية تعتمد يومي الجمعة والسبت كعطلة رسمية نظرًا للمكانة الدينية التي يتمتع بها يوم الجمعة عند المسلمين. ولكن لا يوجد أي نص شرعي يحدد يومًا معينًا للعطلة.

وبالتالي لا يوجد أي التباس مع الشرع ولا يوجد أي خرق لتعاليم الإسلام. كما أنه لا يوجد أي تضارب بين وقت العمل ووقت صلاة الجمعة إذ أن العمل ينتهي قبل بداية الصلاة ولا يوجد تعارض معها.

أما في مسألة كون الإمارات أول دولة مسلمة تتخذ هكذا إجراءات فهي ليست كذلك. إذ يوجد العديد من الدول الإسلامية التي سبقت الإمارات مثل إندونيسيا والمغرب وتركيا وماليزيا وغيرها.

بناءً على ما سبق نكون قد تحدثنا بشكل مفصل عن نظام العمل الأسبوعي الجديد في الإمارات. وتحدثنا عن أثارا وانعكاسات هذا النظام على الاقتصاد الإماراتي بشكل عام. وعلى حياة الموظفين بشكل خاص. نرجو أن نكون قدمنا المعلومات بشكل كافي ومبسط ونرجو أن نكون قدمنا الفائدة المرجوة.