تعد الثآليل التناسلية ناميات تتشكل داخل المهبل أو حوله أو قرب القضيب أو المستقيم. وتعتبر هذه الثآليل ناجمةً عن عدوى الإصابة بالفيروس الحليمي البشري الذي ينتقل من خلال ممارسة الجنس.

وبعتبر الفيروس مسببًا لأنواع مختلفة من العدوى من ضمنها الثآليل المرئية التي قد تصيب الرحم والمهبل والإحليل، كما الفرج والقضيب والشرج.

ويأتي نمو هذه الثآليل بطريقةٍ سريعةٍ وتعطي شعورًا بالألم الحارق. وبناءً على مظهر الثآليل المرئية فإنَّ الطبيب يحدد نوعها. إضافةً إلى فحص عنق الرحم أو الشرج، وذلك للبحث عن الثآليل التي تكون مرئيةً ولكن بشكلٍ أقل.

ويمكن للطبيب استئصال الثآليل المرئية بواسطة الليزر أو التجميد أو بواسطة الجراحة. وفي بعض الأحيان يتم العلاج باستخدام الدواء. كما تقي اللقاحات من عدة أنواعٍ من عدوى HPV التي تسبب السرطان.

وفي مقالنا هذا سوف نأخذكم رحلة عبر المجال الطبي إلى أنواع الثآليل التناسلية سواءً أكانت المرئية بوضوح أو الثآليل الباطنية. كما سنتحدث عن أعراض الثآليل التناسلية والتشخيص وطرق الوقاية منها إضافةً إلى معالجتها.

أنواع الثآليل التناسلية

يوجد ما يزيد عن 100 نوع من فيروس HPV التي تسبب ثآليل جلدية والبعض يسبب عدوىً تناسلية. ومنها نذكر:

الثآليل الجنسية المرئية بوضوح

تعود الثآليل الجنسية إلى عدوى أنواع محددة من فيروسات HPV. وخصوصًا النمطان 6 و11 اللذان نادرًا ما يسببان السرطان. وينتقلان من خلال الممارسة الجنسية، ويصيب المناطق التناسلية والشرجية أيضًا.

الثآليل الجنسية الباطنية المرئية بشكلٍ قليل

تعود هذه الثآليل إلى أنواع أخرى من فيروس HPV كما يعتبر النمط المسبب لهذه الثآليل هو 16 و18 من الفيروس. تصيب هذه الثآليل المنطقة التناسلية وغالبًا يصعب مشاهدتها. إذ أنها تسبب ثآليل مسطحة صغيرة الحجم على عنق الرحم أو الشرج. ويمكن مشاهدة هذا النوع من الثآليل التناسلية من خلال منظار المهبل Colposcope. ولا تعطي هذه الثآليل أيَّ أعراض وقد تتطور الثآليل لتسبب نوعًا من السرطان. وتزيد من خطورة الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطان المهبل والفرح والقضيب والإحليل والشرج والحلق.

ونتيجةً لهذا ينبغي علاج هذه العدوى حتى لا يصاب المريض بالسرطانات المتعلقة بفيروس HPV الذي قد يزيده فيروس العوز المناعي المكتسب HIV.

يؤثر انتشار أنواع فيروس HPV على المنطقة التناسلية والشرجية من خلال الممارسة الجنسية المهبلية أو الشرجية أو من خلال أنواع اللمس الأخرى. وينتشر هذا الفيروس من خلال الجنس الفموي فيسبب العدوى في الفم ويرفع خطر الإصابة بسرطان الحلق.

أعراض الثآليل التناسلية

تحدث الثآليل التناسلية عند الرجال عادةً على القضيب تحت الفلقة تحديدًا عند الرجال غير المختونين أو ضمن الإحليل. أما عند النساء فتحدث الثآليل التناسلية على الفرج أو على جدار المهبل. وأحيانًا على عنق الرحم أو على الجلد المحيط بمنطقة المهبل. وفي حال ممارسة الجنس الشرجي فقد تتطور الثآليل التناسلية بالمنطقة المحيطة للشرج.

أما فيما يتعلق بأعراض هذه الثآليل فهي تسبب إحساسًا حارقًا بالألم وتسبب أيضًا الحكة والإزعاج. كما تظهر الثآليل بعد التعرض لعدوى فيروس HPV بمدةٍ من 1 إلى 6 أشهر.

تبدأ الثآليل على شكل زائدة صغيرة وطرية رطبة، ويكون لونها ورديًا أو رماديًا. وبعدها تنمو الزائدة بشكلٍ سريع فتصبح قاسيةً وتنتفخ بشكلٍ غير منتظم. وقد تظهر غلى شكل سويقة ضيقة على سطح الجلد. ويمنح السطح الخشن للثآليل شكلًا يشبه نبات القرنبيط كما تنمو الثآليل غالبًا على شكل تجمعات.

وبالنسبة للنساء الحوامل فهي تنمو بشكلٍ سريع وخاصةً إذا ما وجد ضعف في جهازها المناعي كأن تكون مصابةً بعدوى HIV.

تشخيص الثآليل التناسلية

يمكن التشخيص بالثآليل الظاهرية بناءً على مظهر هذه الثآليل. ففي حال ظهر الثؤلول نازفًا أو غير اعتيادي وتحول إلى قرحة أو بقي حتى بعد العلاج فيجب أن يستأصل بشكلٍ جراحي. ويفحص لتحري وجود السرطان فيتم فحصه تحت المجهر.

وتعتبر الإصابة بالزهري مسببًا لأنواع محددة من الثآليل التناسلية فيجري الطبيب اختبارًا دمويًا ليتمكن من تحري الزهري.

تنظير المهبل: يجرى تنظير المهبل colposcopy لاكتشاف الثآليل المرئية بشكل قليل أو الثآليل الداخلية في عنق الرحم.

تنظير الشرج: يجرى تنظير الشرج anoscopy لاكتشاف الثآليل في الشرج. فيجرى تطبيق صبغة على منطقة مصابة، فيمكن رؤية الثآليل بسهولة أكثر.

كما يمكن تحليل عينة من هذه الثآليل عن طريق اختبارات كتفاعلات البلمرة التسلسلي PCR. حيث ينتج الاختبار نسخًا متعددةً من الجين إذ تضاعفت الجينات فإن الأطباء سيتمكنون من التعرف على المادة الوراثية الفريدة لفيروس HPV.

إن هذه الاختبارات تؤكد التشخيص فتمكن الطبيب من تحديد نوع فيروس HPV الذي يعتبر مسؤولًا عن العدوى.

لا ينصح بإجراء هذا الاختبار من أجل التحري والاستقصاء عند الذين لا يشتكون من وجود أعراض إلا للنساء المتراوحة أعمارهن بين 30- 65 عامًا. فإنهن يعتبرن استثناء من هذا. فيجب على النساء اجراء اختبار بابا نيكولا Papanicolaou test.

اذا تمَّ العثور على فيروس HPV فلا بدَّ من اجراء تنظير للمهبل فيتم فحص عنق الرحم عن طريق استخدام عدسات ثنائية مكبرة أو تؤخذ عينة من نسيج المهبل “خزعة”.

الوقاية من الثآليل التناسلية

يوجد ثلاث لقاحات تؤخذ للوقاية من عدوى فيروس HPV. وهي:

  • Nine-valent اللقاح تساعي التكافؤ حيث يقي هذا اللقاح من تسع أنواع من فيروس HPV. من هذه الأنواع (31-33-45-52-58-6-11-16-18) حيث تعتبر مسؤولة عن 15% من سرطانات عنق الرحم.  
  • Quadrivalent اللقاح رباعي التكافؤ إذ يقي هذا اللقاح من أربع أنواع من فيروس HPV من ضمنها (6-11-16-18) اللذان يسببان أكثر من 90% من الثآليل التناسلية.
  • اللقاح ثنائي التكافؤ حيث يقي هذا اللقاح من اثنين من أنواع فيروس HPV هما (16-18). وتؤخذ هذه اللقاحات عادةً بشكل حقن في العضلات وخاصةً في الذراع العلوي.

تقي الأنواع الثلاثة من اللقاحات من 70% من سرطانات عنق الرحم التي يسببها النوعان 16-18 من فيروس HPV.

يوصى بإعطاء هذا اللقاح لكافة النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 9-26 سنة.

تأخذ الفتاة الجرعة الأولى بعمر 9 سنوات قبل أن تدخل مرحلة النشاط الجنسي.

يمكن للمرأة حتى في حال ممارستها للنشاط الجنسي أن تعطى اللقاح أيضًا.

تقلل الواقيات الذكرية من خطر انتقال عدوى HPV. ولكنها لا تلغي خطر العدوى بشكلٍ كامل لأن فيروس HPV قد يصيب أجزاءً لا يغطيها استخدام الواقي الذكري.

اجراءات الوقاية من عدوى HPV

  • تجنب الممارسات الجنسية التي تعتبر غير آمنة. التي تتضمن تبديل الشركاء باستمرار أو مع العاهرات أو مع متعددي العلاقات.
  • تشخيص وعلاج الأمراض المنتقلة بالجنس.
  • علاج الشريك الجنسي حتى لا يكون الناقل لهذا المرض.

معالجة الثآليل التناسلية

  • المعالجة بالليزر.
  • المعالجة بالكي بالكهرباء.
  • المعالجة بالتجميد.
  • المعالجة بالجراحة.
  • المعالجة الموضعية.
  • ببعض الأحيان لا يحتاج الشخص إلى علاج، فقد يتعافى بعض المرضى بعد 8 أشهر. أما البعض الآخر فقد يبقى سنتين حتى يتماثل للشفاء.
  • يجرى استئصال الثآليل التناسلية، فيستخدم تخدير موضعي أو عام بحسب حجم وعدد الثآليل المراد استئصالها.

كما يمكن تطبق مستحضرات كيميائية على شكل:

  • مراهم ذيفان البودوفيللين poplophyllin toxin.
  • أواميكويمود imiquimod.
  • حمض الخليك ثلاثي الكلور trichloroqcetic acid.
  • سينيكاتشينز sinecatechius.

ولكن من الجدير بالذكر تسبب العلاج بالمستحضرات الكيميائية الألم بعد تطبيق العلاج. وقد يسبب العلاج حروقًا.

كما يمكن لثآليل الإحليل أن تستئصل بواسطة منظار مزود بأداةٍ جراحية. وهذا الاستئصال يجرى عن طريق تخدير عام. ويحقن دواء ثيوبيتا thiotepa داخل الإحليل أو من خلال حقن 5-فلوروراسيل داخل الثآليل. ويحقن إنترفيرون_ألفا داخل الثآليل أو ضمن العضلة.

كما يقلل الختان الإصابة بعدوى HPV والهربس التناسلي، ولكنه لا يقلل من خطر الإصابة بالزهري.

في ختام مقالنا هذا فإنّ الإصابة بالثآليل التناسلية مرض مزعج للغاية ولذا علينا أن نحمي أنفسنا منه قدر المستطاع. وعلينا أن نقي أنفسنا من الإصابة بفيروس HPV فالوقاية خير من قنطار علاج. لا تنس أن تبقى على اتصال مع طبيبك فهو الأكثر منفعةً لك ودمتم سالمين.