إن مرض الهربس يعد من الأمراض الفيروسية التي تصيب الجلد والأغشية المخاطية وينجم عن الإصابة بفيروس الهربس البسيط الذي يقسم إلى نمطين أحدهما يصيب الفم محدثاً تقرحات فيه والآخر يصيب المنطقة التناسلية والشرج والأرداف، يعد فيروس الهربس البسيط من عائلة فيروسات الهربس وله نوعان الأول HSV1 وهو المسؤول عن غالبية حالات الهربس الشفوي والثاني HSV2 وهو المسؤول عن غالبية حالات الهربس التناسلي لكن من الشائع أن يصيب كلا النمطين كلا المنطقتين، سنتعرف في هذه المقال على الهربس الشفوي وأسباب الإصابة به وأعراضه وطرق الوقاية منه.

كيف لي أن أعرف أنني مصاب بعدوى فيروس الهربس البسيط الشفوي؟

من المهم جداً أن نعرف المظاهر التي في حال عانينا منها أنها ناجمة عن إصابة بالهربس البسيط وهي ظهور مجموعة من البثور الممتلئة بسائل حول الفم أو على الشفتين تحت سطح الجلد تسبب شعوراً شديداً بالألم تستمر لمدة تتراوح بين سبعة إلى عشر أيام، وفي حال حدثت الإصابة داخل الفم يتظاهر بحكة في الفم مع الحمى والصداع والتوعك يتلوها ظهور قرحات فموية شديدة تسبب ألماً شديداً تعيق تناول الطعام والشراب، في كثير من الحالات تكون الإصابة بفيروس الهربس لا عرضية ويتوجه الفيروس إلى عقدة العصب مثلث التوائم ويهجع فيها، النكس شائع حيث التعرض لبعض المؤثرات الخارجية كالشدات العاطفية وضعف المناعة توقظ الفيروس من سباته محرضة حدوث هجمة جديدة لكنها تكون أقل شدة من الإصابة الأولية.

كيفية الإصابة بفيروس الهربس؟

يتميز فيروس الهربس بكونه شديد العدوى حيث يكون متوافراً بغزارة في لعاب المصابين وأغشيتهم المخاطية إضافة إلى البثور والقرحات وإن التماس بجلد المصاب المتشقق أو مفرزاته كفيل بنقل الإصابة إلينا كما أن ممارسة الجنس الفموي مع شخص مصاب بالهربس التناسلي يسبب الإصابة بالهربس الفموي، إن التماس الجلدي بين شخص سليم وشخص مصاب لا يسبب العدوى في حال كان الجلد سليماً، لم تثبت انتقال العدوى باستعمال الأغراض الشخصية أو عن طريق الهواء حيث الفيروس لا يقوى على الحياة في الهواء.

كيفية الوقاية من الإصابة بفيروس الهربس الشفوي؟

قد يظن البعض أن فيروس الهربس ينتقل فقط عندما يكون الشخص لا عرضياً لكن في الحقيقة قد ينتقل من الشخص المصاب به إلى الشخص السليم حتى لو لم يتظاهر الشخص المصاب بأية أعراض لذلك ينصح بتجنب المخالطة الفموية وذلك بالامتناع عن استخدام الأشياء التي تلامس مخاطية الفم كفرشاة الأسنان والابتعاد عن ممارسة الجنس الفموي واللجوء إلى استعمال الواقيات، ينبغي على المرضى المصابين بفيروس الهربس البسيط ألا يتعرضوا لأشعة الشمس وأن يمتنعوا عن تناول الأطعمة التي من المعروف أنها تحفز تفعيل الفيروس الكامن وحدوث هجمة جديدة.

علاج الهربس الفموي:

لا يحتاج الشكل اللاعرضي منه لأي علاج، لكن نلجأ في بعض الحالات الشديدة إلى استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير، في غالب الأحيان يحدث الشفاء دون علاج، قد يساعد استخدام الكريمات كالتتراكين والمراهم الموضعية كمرهم البنزوكايين وشطف الفم بالليدوكائين في حال الإصابة بالقرحات الفموية في إنقاص حدة الألم، لا يوجد شفاء حالما تحدث الإصابة بالفيروس حيث أن المعالجة تقلل من تكرار النكس وشدة الإصابة لكن لا يمكن تجنبها.

مضاعفات الإصابة بفيروس الهربس البسيط:

في حال كان الشخص المخموج بفيروس الهربس من المضعفين مناعياً سيعاني المريض من ظهور قرحات شديدة جداً معندة وتستمر لفترات طويلة حتى تشفى ومنتشرة تشمل الكثير من أجهزة الجسم مسببة التهاب الرئة عند إصابتها وقرحات مريئية مؤلمة معيقة جداً للبلع كما أنه من الممكن أن تنتشر الإصابة إلى الدماغ والنخاع الشوكي مسببة التهاب الدماغ، كما أن قرنية العين قد تصاب بفيروس الهربس مسببة التهاب قرنية بالهربس البسيط المسؤول عن حدوث قرحة قرنية تسبب تشوشاً في الرؤية ونقص شديد في حدة البصر.

كيف نشخص الإصابة بفيروس الهربس البسيط؟

يمكن تشخيص الإصابة بفيروس الهربس بأخذ عينة من البؤرة المخموجة بالفيروس كالقرحة الفموية وإرسال العينة إلى المختبر من أجل الزرع أو أخذ كشاطة من البثور وفحصها تحت المجهر حيث الخمج الفيروسي يتظاهر في الكشاطة بخلايا متضخمة مميزة للخمج بفيروس الهربس، وفي حالات الاشتباه بانتقال الإصابة إلى الدماغ وحدوث التهاب الدماغ بفيروس الهربس فيمكن الاعتماد على التصوير بالرنين المغناطيسي والتغيرات في تحليل العينة المأخوذة من السائل الدماغي الشوكي بالبذل، يعد إجراء الاختبارات الدموية مفيداً حيث نتحرى عن أضداد فيروس الهربس البسيط.