هل تشعرين دومًا بآلام في أسفل ظهرك؟ هل تساءلت يومًا ماهي أسباب هذه الآلام المزمنة التي لا تهدأ إلا عند استعمال المسكنات؟ هذه الآلام سببها مرض العصر وهو مرض هشاشة العظام، فهل تعلمين ماهي أهم أسباب هشاشة العظام عند  النساء؟
إن  آلام أسفل الظهر التي قد لا تفارق أية امرأة بعد سن الأربعين، تؤثر جدًا على نمط حياتها. فتحاول المرأة الاستراحة قدر الإمكان وتجنب التعب، حيث تظن معظم النساء أن سببها هو التعب والإجهاد. ولكن هذه الآلام ما هي إلا أحد أعراض مرض هشاشة العظام.
وقد يكون من الطبيعي جدًا بالنسبة للمرأة أن تصاب بهشاشة العظام مع تقدم السن، فهي التي حملت وأنجبت أطفالًا وأرضعتهم، وأعطت أجسادهم كل العناصر والمعادن الضرورية لاكتمال بنيتها. ولكنها نسيت الاهتمام بنفسها وبصحتها، فأدى ذلك الإهمال لإصابتها بمرض هشاشة العظام.
وستجدين في هذا المقال تعريفًا لمرض هشاشة العظام، بالإضافة لأهم أسباب الإصابة بهشاشة العظام عند النساء، تابعي معنا القراءة.

مرض هشاشة العظام عند النساء

مرض هشاشة العظام هو مرض يصيب بنية العظام عند الإنسان، فيسبب ضعفها ورقتها وتواجد الفراغات فيها، مما يسبب سهولة كسرها. يعد مرض هشاشة العظام أكثر شيوعًا لدى النساء منه عند الرجال، كما وتزداد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام لدى النساء مع التقدم بالسن والوصول إلى سن اليأس. ومع ذلك هنالك مجموعة من الاحتياطات التي يمكن للمرأة تطبيقها عندما تكون في سن الشباب، تساعدها  على بناء عظام قوية وتقيها من الإصابة بمرض هشاشة العظام، وفقدان الكثافة العظمية. حيث يعتبر مرض هشاشة العظام من الأمراض التي قد تسبب إعاقات دائمة وأمراض صحية خطيرة للسيدات المسنات.

أعراض ترقق العظام

مرض ترقق العظام أو كما يسمى المرض الصامت، لأنه لا يبدي أية أعراض، حيث يستمر فقدان الكثافة العظمية لسنوات عديدة دون أن تشعر المرأة بذلك. وبعد أن تصاب المرأة بالكسر الناتج عن هشاشة العظام، ينتج عن ذلك ألمًا شديدًا وعجزًا في كثير من الحالات. وتشمل أعراض هشاشة العظام ما يلي:

  • تجد المرأة المصابة بهشاشة العظام صعوبة بالقيام بالأعمال اليومية بمفردها مثل المشي.
  • كما وتتعرض لكسور عند القيام بالأنشطة اليومية مثل صعود السلالم، أو الانحناء للأمام أو رفع أشياء ثقيلة.
  • من أكثر الكسور شيوعًا عند الإصابة بهشاشة العظام كسور الورك والمعصم والفقرات في العمود الفقري. حيث أن الفقرات التي تدعم جسمك أثناء القيام بالأنشطة اليومية تكون ضعيفة وهشة عند الإصابة بمرض هشاشة العظام.
  • وبالإضافة لذلك تعاني المرأة مع تقدم المرض والإصابة بالكسور من انحناء الأكتاف للأمام، وتقوس الظهر، وخسارة بضع سنتمترات من الطول، وآلام أسفل الظهر.

أسباب هشاشة العظام لدى النساء

انخفاض مستوى هرمون الأستروجين

مع التقدم بالعمر والوصول لسن اليأس أو بسبب بعض العمليات الجراحية التي قد تتعرض لها المرأة مثل استئصال الرحم أو أحد المبيضين أو كلاهما، ينخفض مستوى هرمون الأستروجين في الدم لدى المرأة، ومن المعلوم أن هرمون الأستروجين يحفز الخلايا العظمية على تكديس الكالسيوم في العظام وبنائها، بسرعة أكبر من سرعة خسارة الكتلة العظمية. ومع الوصول لسن اليأس ينخفض مستوى هرمون الأستروجين ويحرض ذلك على فقدان الكتلة العظمية باستمرار بنسبة أكبر من تخزينها، مما يسبب مع الوقت ضعف في العظام وهشاشتها.

تناول بعض الأدوية

مثل الستيروئيدات وهي الأدوية التي توصف في حالات التهاب المفاصل الروماتيزمي، حيث يؤثر ذلك على تخزين الكالسيوم في العظام، لأن هذه الأدوية تقلل من امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، وتزيد طرحه من الجسم عن طريق الكليتين.

قلة ممارسة التمارين الرياضية

وبشكل خاص تمارين حمل الأثقال وصعود السلالم، حيث تحفز هذه التمارين على نمو العظام والعضلات وبناء كتلة عظمية قوية.

 اتباع نظام غذائي سيء

إذا كان نظامك الغذائي فقير بالكالسيوم وفيتامين د3 والمعادن الضرورية لبناء العظام مثل المغنزيوم والفوسفور، حيث يسبب ذلك انخفاض كمية الكالسيوم الداخلة للجسم مما يسبب ضعف العظام، كما أن انخفاض الوزن الزائد قد يكون أحد أهم أسباب الإصابة بهشاشة العظام.

التدخين

يسبب التدخين لدى النساء انخفاض في مستوى هرمون الأستروجين والذي يسبب رقة العظام وضعف سماكتها.

تناول الكحول

يضعف تناول الكحول من قدرة الجسم على تخزين الكالسيوم في العظام مما ينتج عنه ضعف العظام ورقتها.

أمراض الغدة الدرقية

تتحكم الغدة الدرقية بعمل معظم هرمونات الجسم بما فيها هرمون الأستروجين، وقد يؤثر خلل هرمونات الغدة الدرقية على ضعف تكوين العظام وهشاشتها.

ماهي العوامل التي تزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام

  • التقدم بالسن والوصول لسن اليأس يزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام حيث تفقد معظم النساء حوالي 25 بالمئة من الكثافة العظمية مع أول عشر سنوات من سن اليأس.
  • يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى النساء ذوات الوزن المنخفض.
  • العرق وبشكل خاص النساء من العرق الأسيوي لديهن كتلة عظمية منخفضة.
  • الجينات الموروثة من الأهل والتي قد تسرع فقدان الكتلة العظمية.
  • عدم الحصول على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د3 تسد حاجة الجسم وتساعد على بناء عظام قوية.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية.
  • انقطاع الطمث لمدة تزيد عن تلت أشهر والذي ينتج عن توقف المبيضين عن إنتاج الأستروجين.
  • التدخين وتناول الكحول.
  • اضطرابات الشهية.
  • بعض الأمراض مثل السكري والتهاب الأمعاء والاكتئاب.

الوقاية من هشاشة العظام

من أفضل طرق الوقاية من هشاشة العظام العمل على بناء كتلة عظمية قوية في مرحلة الشباب أي قبل سن الأربعين، حيث أن بناء الكتلة العظمية يكون أكبر من فقدانها في مرحلة الشباب والمراهقة، ومع تقدم السن يصبح فقدان الكتلة العظمية أكبر من تخزينها، ويمكنك اتخاذ بعض التدابير التي قد تبطئ من خسارة الكتلة العظمية على الشكل التالي:

  • تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د3.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الابتعاد عن تناول الكحول والتدخين.

الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم

  • مشتقات الحليب و الألبان والجبنة.
  • الخضراوات الورقية.
  • المكملات الغذائية.
  • عصير البرتقال.
  • حليب الصويا.
  • السمسم.

عليك سيدتي أن تعلمي أن حاجتك اليومية من الكالسيوم تزداد في حالة الإرضاع والحمل ولذلك فإن عليك الاهتمام بنمطك الغذائي، وألا تهملي التمارين الرياضية التي تساعد على بناء الكثافة العظمية قبل الوصول لسن اليأس.