كيفية تقوية شخصية الطفل التّي تعتبر مزيجًا من الخّصائص والصّفات وأنماط التّفكير والسّلوكيات تجتمع جميعها لتشكل شخصية الفرد. وتتدخل عدّة عوامل في تشكل الشّخصيّة حيث تلعب الجّينات دورًا كبيرًا في تشكل الشّخصية. بالإضافة إلى العوامل البيئيّة، بما في ذلك التّربية والتّعليم والتّنشئة الثقافية. وتنمية شخصية المرء أمرٌ بالغ الأهمية للأطفال حيث تتطور شخصية الإنسان من خلال تجارب الحياة.

وخاصةً خلال السنوات الأولى عندما تبدأ الشخصية بالتكوّن والظّهور لأول مرة. كما يؤثر الطّريقة التّي يتفاعل بها الشّخص مع التّجارب المختلفة في الحياة في تقوية الشّخصيّة، وخاصةً المواقف الجّديدة بالنسبة له. وتستمر الشّخصية في التّطور طوال فترة المراهقة، ولكن يمكن وضع أساسٍ قوي لذلك خلال السنوات الأولى من حياة الطّفل. وهذا ما سنتعرف عليه من خلال المقال التالي.

كيفية تقوية شخصية الطفل

لا تقتصر عملية تربية الطّفل على إكسابه المعرفة الكتابيّة واجتياز الاختبارات فقط، بل تتعدى ذلك إلى بناء شخصيتهم منذ الصغر. وفيما يلي أهم النّقاط لتقويّة شخصيّة الطّفل:

  • القدوة الحسنة: تبدأ عملية بناء الشخصيّة من المنزل ولهذا من الضروري وجود قدوة حسنة في المنزل، وأن يكون الأب والأم على أفضل سلوك في جميع الأوقات أمام أطفالهم.
  • تقديم الاهتمام: في عصر الإنترنت، من الضروري أن نولي اهتمامًا كبيرًا لسلوك طفلك والطّريقة التي يتعامل بها مع المواقف. كما يجب أن ننتبه لأنشطة الطفل واهتماماته. وتتبع الأشياء الجديدة التي يتعلمها.
  • قبول عيوب الطفل: يجب عدم اتباع أسلوب القساوة مع الطفل. ومن المهم أيضا قبول الواقع والمضي قدمًا في إيجابيات شخصيته. والعمل على تعزيز اهتماماته ومواهبه.
  • معاقبة الطفل: تعتبر العقوبة أسلوب مهم للأطفال ليميز بين الخطأ والصّح.
  • تشجيع الطفل على تجربة أشياء جديدة: مثل رياضة جديدة أو آلة موسيقية. يمكن أن يؤدي الانفتاح على تعلم شيء جديد إلى توسيع شخصياتهم الناشئة وكذلك تطوير اهتماماتهم.
  • عدم المقارنة بين الأطفال: تؤدي مقارنة الطفل بالآخرين (مثل الأشقاء والأقران) إلى إيصال رسالة إلى الطفل مفادها أنه ليس جيد بما يكفي مما قد يؤدي إلى محاكاة السلوك بدلاً من تطوير شخصيتهم.
  • التقليل من وقت مشاهدة التلفاز: أظهرت الدراسات أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يمكن أن يكون له تأثير سلبي على التطور الفكري والاجتماعي للطفل. من المهم التأكد من أنّ الطّفل يقضي وقتًا في المشاركة في مجموعة من الأنشطة التّي تمكنه من فهم ما يحيط به.
  • التشجيع على اتخاذ القرار: كالسماح لهم بتحديد الكتاب الذي يجب قراءته قبل النوم أو النشاط الذي قد يستمتعون به بعد المدرسة التمهيدية. يمكن أن يساعد تعلم اتخاذ خيارات بسيطة على أساس منتظم في إعداد الأطفال لاتخاذ خيارات أكثر صعوبة أثناء تطورهم وتقليل التردد.
  • تعليم الطفل إدراكه لذاته: إن مساعدة الطفل على الاعتراف بنقاط قوته وضعفه الفردية يمكن أن تمكنه من اتخاذ قرارات أفضل تناسب شخصياته.
  • عدم المبالغة في مدح الطفل: يجب أن يكون الثناء دائمًا على أفعال الطفل وليس عليه هو بشكل مباشر. وعدم المبالغة في مدح الطفل حتى لا يستمد قيمته من مدح الآخرين.

أسباب ضعف شخصية الطفل

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف شخصية الطفل نذكر منها ما يأتي:

  • الحماية والخوف الزّائدين على الطفل.
  • عدم اعتماد الطفل على نفسه في العديد من الأمور.
  • تدليل الطفل الزائد عن الحد.
  • اتباع أسلوب العنف والتهديد مع الطفل.
  • مقارنة الطفل مع أقرانه.
  • السخرية من تصرفات الطفل.

صفات الطفل قوي الشخصية

تعمل جميع الأمهات على تربية طفل صاحب شخصية قوية ليتمكن من أن يكون شخص فعال في المجتمع، وفيما يلي العلامات التي تدل أن على أنّ الطفل صاحب شخصية قوية وواثق من نفسه:

  • قادر على تحمل المسؤولية.
  • قادر على الرفض أو القبول.
  • قادر على التعبير عن رأيه بصارحة ووضوح.
  • كائن إجتماعي قادر على الإندماج مع الآخرين بسهولة.
  • قادر على العفو والمسامحة فالعفو من القوة.
  • قادر على إدارة غضبه، والسيطرة على انفعالاته.

كلمات تقوي شخصية الطفل

يجب الحذر من الكلمات الهادمة لثقة الطفل بنفسه والتي تجعله يفقد ثقته ويقينه بنفسه، وسوف نتعرف على مجموعة كلمات تقوي شخصية الطفل من خلال السطور التالية:

  • أسلوب المدح (أنت جيد جدًا).
  • أسلوب الشكر(شكرًا لك).
  • أسلوب الاعتذار (أنا آسف).
  • أنت فريد ومميز.
  • كلمة نعم.
  • اختر بنفسك.
  • ما رأيك؟
  • أخبرني متى شئت؟
  • أنت طفل جذاب.
  • فكر جيدًا.

قصة لتقوية شخصية الطفل

بإمكان الأهل الاعتماد على بعض القصص القصيرة لتقوية شخصية الطفل وتعليمه بعض الدروس التي تساعد على بناء شخصيته بصورة سليمة، ومن الضروري بعد كل قصة أن نذكر الهدف منها. وفيما يلي سنذكر قصة الطاووس التي تساعد على تقوية شخصية الطفل:

يحكى أن طاووس جميل بألوانه الزاهية كان يشعر بالتعاسة والحزن الدائمين بسببه صوته غير الجميل، عندما يقارنه بصوت العندليب، ويتمنى أن يملك صوتًا جميلاً مثله، وفي أحد الأيام شاهده حكيم  يبكي. فسأله الحكيم: لماذا تبكي؟ فأجاب الطاووس: لأن صوتي قبيح ولا أمتلك صوتًا عذبًا كالعندليب، فقال الحكيم للطاووس: ولكنك تمتلك شكلًا جميلًا وألوانًا زاهية ولكل مخلوق ما يميزه عن غيره فأرض بما كتبه الله لك وأعلم أن القناعة كنز لا يفنى.

الهدف من القصة: أن يتعلم الطفل أن يرضى بقدراته ويثق في نفسه وألا ينظر لما ينقصه بدلًا من النظر إلى ما يملكه، وألا يحسد غيره على ما وهبه الله.