ما هي أسباب اضطرابات النوم عند الرضيع؟ سؤال يتبادر إلى ذهن كل أم ولدت حديثًا، حيث تفتقر  الأم  كثيرًا للنوم المتواصل بعد ولادتها، وكثيرًا ما تتساءل متى تنتهي هذه الحالة و متى يمكنها التمتع بنوم طبيعي.
يعتبر النوم الصحي مهم جدًا لصحة الرضع والأطفال، ولصحتنا جميعًا، وهو أساسي جدًا للنمو والتطور الطبيعيين. حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن الرضع الذين لا ينامون بشكل جيد، غالبًا ما يتعرضون لمشاكل في التركيز، واضطرابات السلوك والمزاج في المستقبل.
كما ويختلف نوم الرضيع عن نوم البالغين، حيث يستيقظ الرضيع أثناء الليل من خمس إلى سبع مرات، وهو ما يجعل الأم تشعر دومًا بالتعب والقلق والتوتر طوال اليوم. ومن الجدير بالذكر أن حالة الاستيقاظ المتكررة  لدى الرضيع، هي حالة طبيعية ناتجة عن نمو الرضيع وتطوره باستمرار.

وتعرف اضطرابات نوم الرضيع على أنها عدم قدرة الرضيع على النوم ليلًا بشكل متواصل، واستيقاظه بشكل متكرر. وتحدث هذه الاضطرابات غالبًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى، ثم تختفي لتعود بالظهور مجددًا في عمر من 6 إلى 9 أشهر. وعند إتمامه العام الأول يمكن للرضيع التكيّف مع النوم ليلًا بمساعدة الوالدين وتدريبهم على ذلك.
وسيكون الحديث عن أسباب اضطرابات نوم الرضيع هو موضوع مقالتنا. حيث سنتكلم عن الأسباب الطبيعية الداخلية والمؤثرات المحيطية التي تؤثر على نوم الرضيع. تابع القراءة معنا.

ما هي أسباب اضطرابات النوم عند الرضع وحديثي الولادة

هنالك عدة أسباب لاضطرابات النوم لدى الرضيع  نذكر منها:

  • عدم نضج الجهاز العصبي، وعدم انتظام الساعة البيولوجية لدى الرضيع، وبالتالي عدم قدرة الرضيع على التمييز بين الليل والنهار.
  • عدم قدرة الرضيع على النوم بمفرده فهو يحتاج للمساعدة من والديه لكي يتمكن من النوم.
  • مغص الرضيع الناتج عن عدم نضج أمعاء الرضيع والبكتيريا الموجودة بداخلها، حيث تكون الأمعاء غير قادرة على هضم الحليب بشكل جيد. مما يسبب للرضيع النفخة والغازات والقلق وعدم القدرة على النوم.
  • بعض الحاجات الجسدية كالجوع أو الرغبة في الرضاعة.
  • الاعتياد على الرضاعة بشكل عشوائي فغالبًا ما تعطي الأمهات الطفل الرضّاعة أو الثدي كلما طلبهم بقصد تهدئته.
  • بعض الأطفال يعتادون على النوم وهم يرضعون ولا يمكنهم النوم بدون رضاعة، وخاصة الأطفال ذوي الإرضاع الوالدي.
  • عدم الشعور بالراحة بسبب الملابس الزائدة أو الملابس غير المريحة أو الحفاضات المتسخة.
  • صعوبة تكيف الرضيع مع الجو العام فقد يستيقظ الرضيع بسبب شعوره بالبرد أو الحرارة الزائدة.
  • مرض عضوي قد يجعل الطفل غير مرتاح ويبكي دائمًا وغير قادر على النوم.
  • توتر الأم وقلقها بسبب عوامل خارجية، أو بسبب معاناتها من مشاكل عصبية. حيث تشير الدراسات إلى أن هرمون الكورتيزول يفرز في حليب الأم ويسبب قلقًا للرضيع.
  • بعض الاختلالات العصبية لدى الرضيع كالصرع  .
  • كذلك يعاني الرضع المولودون قبل إكمالهم تسعة أشهر في الرحم من اضطرابات في النوم.

أسباب اضطرابات النوم عند الرضع خلال النصف الثاني من عامهم الأول

يعتاد الرضيع بعمر ستة أشهر على النوم وفق نظام محدد. ولكن هنالك بعض العوامل التي قد تؤثر على نمط النوم لديه نذكر منها:

  • آلام التسنين وهو سبب شائع جدًا لاستيقاظ الرضع وبكائهم ليلًا.
  • الحاجات الجسدية كالجوع أو الحفاضات الممتلئة.
  • يؤثر الجو العام على نوم الرضيع، فبعض الأطفال يفضلون النوم بجو هادئ، بينما يفضل البعض الآخر النوم مع سماع أصوات وضجيج.
  • اعتياد الرضيع على نمط معين للنوم مثل النوم مع الهز أو النوم مع الرضاعة.
  • قلق الانفصال: مع نمو الرضيع يزداد تعلقه بوالديه، ويظن الرضيع أن أمه غائبة عنه للأبد إذا استيقظ ولم يراها.
  • أخذ قيلولة طويلة تمتد لأكثر من ساعتين في فترة ما بعد الظهر قد يجعل نوم الرضيع مضطربًا أثناء الليل.
  • رؤية الكوابيس المزعجة وهي حالة نادرة لدى الرضيع لكنها موجودة فعلًا وقد تؤثر على نومه.
  • التعرض للأجهزة الإلكترونية أو اللعب في وقت متأخر: يسبب تنشيط الجهاز العصبي لدى الطفل، وبالتالي استيقاظه ورغبته في متابعة اللعب.

متى يجب مراجعة الطبيب لعلاج اضطرابات النوم عند الرضيع

معظم حالات اضطرابات النوم تتحسن تلقائيًا مع تقدم الرضيع في العمر، ولكن هنالك بعض الحالات  التي تستدعي القلق وقد يكون سببها اضطراب عصبي مثل:

  • استيقاظ الرضيع ليلًا بحالة بكاء هستيرية مترافقة بصراخ، وقيامه بتصرفات غريبة عدوانية مثل شد شعره أو ضرب رأسه بالسرير أو خرمشة وجهه بأظافره.
  • استيقاظ الرضيع وبقائه لساعات ساكنًا بدون أن يبكي أو يبدي أية ردة فعل على الوسط المحيط به.

مضاعفات اضطرابات نوم الرضيع

تشير الدراسات إلى أن الاستيقاظ المتكرر للرضيع بشكل غير طبيعي يؤثر على صحة والديه النفسية، وقد يسبب لهما القلق والاكتئاب، مما يؤثر على علاقتهم برضيعهم بشكل سلبي. كما يؤثر الاستيقاظ المتكرر على احتمال إصابة الطفل ببعض المضاعفات في سن المراهقة مثل:

  • اضطرابات السلوك والشخصية.
  • الاضطرابات الاجتماعية.
  • ضعف القدرة على التركيز.
  • الإصابة بالاكتئاب والذهان.

عدد ساعات النوم المثالية للرضيع

  • الأطفال حديثو الولادة ينامون من 16 إلى 20 ساعة يوميًا.
  • بعمر شهر ونصف إلى أربعة أشهر ينام الرضيع حوال 16 ساعة يوميًا. ويبدأ نومه بالتحسن ليلًا فقد ينام 4 ساعات متواصلة. كما يحتاج ثلاث إلى أربع قيلولات نهارًا مدة كل منها ساعتين.
  • بعمر 4 أشهر إلى ستة أشهر ينام 15 ساعة يوميًا، منها 7 ساعات ليلًا. ويحتاج ثلاث قيلولات نهارًا مدة كل قيلولة ساعتين.
  • بعمر من ستة أشهر إلى عام يحتاج الطفل للنوم لمدة 14 ساعة. كما يحتاج قيلولة إلى قيلولتين نهارًا مدة كل منها ساعة.

نصائح لتنظيم نوم الرضيع

  • قم بإيقاظ طفلك في نفس الوقت كل يوم صباحًا.
  • عرض الطفل لأشعة الشمس صباحًا وفي فترة ما بعد الظهيرة.
  • شارك نشاطاتك اليومية مع طفلك وقم بمحادثته، فقد يساعده ذلك على تطوير عادات النوم الجيدة.
  • تجنب تعريض الطفل للإنارة الكهربائية الاصطناعية قبل وأثناء النوم.
  • لاتدع طفلك يبكي لوحده لفترات طويلة، فعلى العكس تمامًا قم بالاستجابة لاحتياجاته بشكل مباشر، وإذا شعرت بأنه يظهر علامات النعس أو التعب، قم بوضعه في السرير مباشرة.
  • اتبع روتينًا للنوم مع طفلك، كالاستحمام ثم ارتداء ملابس النوم، والذهاب للسرير يومًيا في نفس الوقت.
  • تنظيم رضعات طفلك رضعة واحدة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات تقريبًا.
  • الحفاظ على الهدوء واستقرار الحالة العاطفية وتجنب التوتر، وطلب مساعدة الزوج عند الضرورة.

 

يعتبر تنظيم نوم الرضيع في وقت مبكر أمر مهم جدًا لصحة الرضيع الجسدية والعقلية، ولنمو جهازه المناعي بشكل جيد. كما يفضل تدريب الطفل على نظام محدد للنوم من عمر الأشهر، والبدء بإدخال الأطعمة الصلبة له من عمر ستة أشهر لأن ذلك يجعله يشعر بالشبع لفترة أطول، وبالتالي يؤثر على تحسن أنماط النوم لديه.