لاتزال أمراض الجهاز التناسلي الأنثوي من الاضطرابات التي لا يتم الحديث عنها أو مناقشتها بشكل كافي في أوساطنا الاجتماعية، وذلك نظرًا للاعتقاد الخاطئ بأن مناقشة هذه الأمور انتقاص من كرامة المرأة وانتهاك لخصوصيتها. ولما كانت الاختلاطات الناتجة عن أمراض الجهاز التناسلي كثيرة ومتعددة فمن واجبنا إعطاء فكرة كافية ووافية عنها.

وسنتحدث في هذا المقال عن أسباب الفطريات المهبلية وطرق علاجها، تابعي معنا سيدتي لتتعرفي على كامل المعلومات المتعلقة بهذا الاضطراب.

أسباب الفطريات المهبلية

قبل كل شيء يجب أن تعلمي بأن المبيضات البيض هي السبب الرئيسي لما يسمى بالفطريات المهبلية، وتعد هذه الكائنات الدقيقة من السكان الطبيعيين للظهارة المهبلية. ولكن عند حدوث أي اختلال في المنطقة السابقة ستتغير جميع العلاقات السائدة وتتحول المبيضات البيض المسالمة إلى عوامل ممرضة ومسيئة للجهاز التناسلي. وأهم الأسباب التي تؤدي إلى غزو الفطريات للمهبل الأنثوي نذكر:

  • بدايةً التناول غير الحكيم للصادات الجرثومية: يمكن القول بأن سوء استخدام الصادات الحيوية هو الخطر الأكبر المهدد للصحة في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من أن هذه الأدوية هي السبيل الوحيد لقتل الجراثيم والقضاء عليها إلا أن تناولها بكميات كبيرة جعلها غير حساسة لها. بالإضافة إلى تغييرها لتوازن الكائنات الحية داخل أجسامنا وبالتالي فإنها تمهد الطريق لحدوث أمراض متعددة ومنها الفطريات المهبلية.
  • بالإضافة إلى الإصابة بالسكري: من المعروف بأن مرض السكري يضعف مناعة الجسم بشكل كبير ويجعله عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض. وبالتالي تصبح المبيضات البيض قادرة على إحداث مرض حقيقي في الجهاز التناسلي لهذه الأجسام الضعيفة.
  • كما نذكر استخدام الأدوية المضعفة للمناعة: تساعد الستيروئيدات وكابتات المناعة على نمو وتطور المبيضات البيض الموجودة في المهبل. وتوصف الأدوية السابقة بشكل رئيسي للمصابين بالأمراض المناعية الذاتية (أمراض يهاجم به الجسم نفسه بنفسه).
  • والإصابات التناسلية: قد يترافق وجود الفطر المهبلي مع أنواع أخرى من البكتريا التي تعمل على إضعاف مناعة المرأة وتخلق وسط مناسب للإصابة الفطرية. وتعد الكلاميديا والمشعرة المهبلية من أهم العضويات السابقة.
  • وأخيرًا موانع الحمل الموضعية: تساعد بعض الأدوات المستخدمة لمنع الحمل (الإسفنجة المهبلية والحلقة المهبلية) في إحداث الفطر المهبلي.

 الأعراض الناتجة عن الفطر المهبلي

يؤدي وجود المبيضات البيض في مهبل الأنثى إلى تطور الأعراض التالية:

  • حكة مزعجة تقلق راحة المرأة وتسبب لها الإحراج في الأماكن العامة.
  • مفرزات مهبلية بيضاء وسمكية وذات رائحة كريهة.
  • مشاكل وألم أثناء التبول مما قد يدفع المرأة إلى حبس البول وبالتالي إحداث مشاكل كلوية.
  • تحسس واحمرار المنطقة التناسلية الأنثوية.
  • مشاكل في العلاقة الزوجية.
  • كل ذلك قد يلقي في نفس المرأة مشاعر الحزن والقلق ويدفع بها إلى الكآبة.

الطرق الفعالة في علاج الفطريات المهبلية

يعد الدواء المناسب والتزام المريضة بمدة استخدامه شرطان أساسيان في علاج الفطريات المهبلية. يتم العلاج بإحدى الطريقتين:

  • موضعي: تساعد مضادات الفطور الموضعية كالمراهم والكريمات والتحاميل على القضاء على المبيضات البيض، وذلك بشرط تطبيقها بشكل يومي لمدة لا تقل عن 7 أيام متتالية. وتشمل هذه الأنواع الميكونازول والتيركونازول.
  • فموي: يتم تناول الدواء الفموي على شكل جرعة واحدة من الفلوكونازول أو على شكل جرعتين في الحالات الشديدة.

ويجب أن نذكر بأن الفطور المهبلية ناكسة بشدة ويمكن أن تعود بعد علاجها، وبالتالي ينبغي على المرأة اتباع نصائح الطبيب بشكل دقيق وإعلامه في حال عودة الأعراض لوضع برنامج علاجي جديد.

نصائح مفيدة للوقاية من الفطور المهبلية

  • الحفاظ على النظافة قدر الإمكان والاستحمام بشكل منتظم وخاصةً في فصل الصيف.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة.
  • عدم الإفراط في استعمال الغسولات المهبلية.
  • عدم السباحة في الأحواض العامة.
  • مراجعة الطبيب عند الشك بأي إصابة في السبيل التناسلي.

 

وهكذا نكون قد تحدثنا عن أهم أعراض وطرق علاج الفطريات المهبلية، كما تطرقنا إلى ذكر طرق الوقاية التي نتمنى منك عزيزتي المرأة اتباعها بشكل جيد. تابعي مقالاتنا التالية للحصول على مزيد من المعلومات الطبية المفيدة. دمتي بألف خير.