يعتبر الحمل واحدًا من أعظم التجارب التي تمر بها المرأة خلال حياتها فهو مزيج من المشاعر المختلفة والانتظار الجميل لرؤية طفلها الذي تخيلت شكله لتسعة أشهر متتالية. وفي غضون هذا الازدحام قد تتسلل مشاعر الخوف والرهبة إلى قلبك عزيزتي الأم وتشعرين بأنك تتغيرين دون فهم آلية هذا التغيير. لا تقلقي فهذا طبيعي ومعظم الأمهات قد عايشن ذلك خلال حملهن. وحتى لا يبقى الأمر مجهولًا بالنسبة لكي سنناقش في مقالنا هذا تأثيرات الحمل النفسية على المرأة. كما سنذكر أهم الأسباب وراءها ومدى تأثيرها على الجنين، تابعي معنا عزيزتي.

تجربة الحمل

قبل كل شيء يجب أن نذكر بأن حصول الحمل يتطلب مجموعة من الشروط التي قد لا تتوافر عند كل امرأة. وبعبارة أخرى ليست كل النساء قادرات على الحمل والإنجاب، وبالتالي ينبغي على المرأة الحامل أن تقدر النعمة التي منحها الله إياها وتحافظ عليها قدر الإمكان. وتعتبر سلامة الجهاز التناسلي (المبيض والرحم وعنق الرحم والمهبل) شرط أساسي لحمل سليم ومستمر، كما يحتاج حدوث الحمل ما يلي:

  • إباضة منتظمة: يمكن القول بأن الإباضة هي الخطوة الأولى في الحمل إذ تخرج البويضة من المبيض وتستقر في نفير فالوب وتنتظر حدوث الإلقاح.
  • الإلقاح: يعتبر العدد الكافي من النطاف النشيطة السليمة ضروري لحدوث الإلقاح.
  • البيئة الرحمية المناسبة: يستقر الجنين المتشكل في الرحم لمدة تسعة أشهر وبالتالي يجب أن تكون بيئة الرحم داعمة لنمو الجنين وتطوره.
  • الولادة الميسرة: تواجه العديد من النساء مشكلات خطيرة أثناء عملية الولادة، ولكن تم التغلب على هذه المشكلة في الوقت الراهن بسبب تقدم الطب العام والنسائي.

وهكذا نجد أن عملية الإنجاب ليست بهذه السهولة، ومن حقك عزيزتي المرأة أن تحدث لديكي تغيرات نفسية وعاطفية خلال مرحلة الحمل. تابعي معنا فقرتنا التالية لنشرح لكي ما هي هذه التغيرات.

تغيرات المرأة النفسية خلال فترة الحمل

تجرب الحامل جميع أنواع المشاعر خلال حملها وتصبح أكثر حساسية تجاه الكثير من الأشياء العادية. وبعبارة أخرى قد تبالغ بردة فعلها ومشاعرها وبالتالي فهي تحتاج معاملة خاصة ومراعاة كبيرة. نذكر من تأثيرات الحمل على المرأة:

  • السعادة: تحلم الفتاة منذ زواجها بطفلها الأول وتتمنى رؤيته بين أيديها. ويمكن القول بأن السعادة التي تشعر بها الأنثى عند معرفتها بحملها لا يمكن وصفها أبدًا. وتستمر هذه المشاعر الإيجابية مع مرور كل يوم لتكتمل في النهاية برؤية طفلها بصحة كاملة وهيئة سليمة.
  • الحماس: قد تتولد مشاعر الحماس في داخل أي شخص فينا لمجرد فكرة تحقق ما كان ينتظر حدوثه، فكيف سيكون شعر الأم أثناء انتظارها لقاء ولدها وفلذة كبدها. وبالتالي تستيقظ الأم كل يوم على أمل اليوم الموعود (يوم الولادة).
  • الخوف: تواجه بعض النساء الكثير من المشاكل والتهديدات الصحية أثناء الحمل مما قد يولد مشاعر الخوف في قلب الأم. خوف على طفلها وخوف على نفسها وبالتالي قد تصبح مهووسة بالحذر وقد تفكر بطريقة سلبية وتفترض أسوأ الاحتمالات بسبب هذا الشعور الداخلي لديها.
  • الانفعال: تعاني المرأة أثناء حملها من كثير من الأعراض المزعجة كالغثيان والإقياء وهبوط الضغط وفقدان الشهية والسلس البولي وغير ذلك. قد تجعلها التظاهرات السابقة غاضبة وغير راضية عن وضعها وقد تتخذ موقفًا سلبيًا من الحمل. ولكن هذه المشاعر تتلاشى سريعًا بعد رؤية الطفل وحمله.
  • الاكتئاب: يعد الاكتئاب الحملي من أكثر الاضطرابات النفسية جديةً التي قد تواجه المرأة خلال حملها. وفي أغلب الأحيان يكون السبب وراء اكتئاب الحامل هو الأوضاع الأسرية السيئة أو المشاكل الزوجية والأجواء المتوترة.

أسباب التبدلات النفسية خلال الحمل

  • أسباب هرمونية: يترافق الحمل مع تغيرات في تركيز الهرمونات الأنثوية في الدم مما ينتج عنه زيادة في كمية المشاعر التي قد تشعر بها المرأة. كما قد تؤثر على نوعية المشاعر أيضًا وتسبب الاكتئاب والحزن. بالإضافة إلى تدخلها في بعض الأعراض المزعجة كفقدان الشهية والغثيان والإقياء.
  • أسباب بنيوية: يزداد وزن وحجم المرأة خلال الحمل وتزداد حاجتها للغذاء لتلبي حاجات جسدها وحاجات جنينها في الوقت ذاته. وتعاني المرأة مع زيادة حجم الرحم من أعراض مزعجة كحس الامتلاء والسلس البولي كما قد تجد صعوبة في النوم والمشي والقيام بنشاطاتها المعتادة مما ينعكس سلبًا على مشاعرها.

 

وفي الختام يجب أن نذكر بأن هذه التغيرات النفسية لا تؤثر على الجنين في حال بقيت المرأة مستقرة عقليًا أي عدم قيامها بأذية نفسها أو جنينها. نتمنى أن يكون مقالنا مفيد وممتع بالنسبة لك عزيزتي الأم. دمتي بألف خير.