عند بلوغ الأنثى تحدث عدة تغيرات فيزيولوجيةً في جسمها تبدأ بما تسمّى الدورة الشهرية. وهي مجموعة من التبدلات الطبيعية في إنتاج الهرمونات الأنثوية، التي تؤدي إلى تغير في طبيعة الرحم والمبايض. بعبارة أخرى إنّ هذه التغيرات تلعب دورًا مهمًّا في إعداد الرحم للحمل. تمر الدورة الشهرية بأربع مراحل تبدأ بالحيض، يليه الطور الجريبي، ثمّ التبويض وفي الختام الطور الأصفري. ويبدأ الطمث لدى أغلب الفتيات عند بلوغ سن الـ 12 عامًا. لكن قد يختلف سن البلوغ من فتاة لأخرى، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمّها التاريخ الوراثي للعائلة.
من ناحية أخرى تعاني أغلب الفتيات خلال الطمث من آلام شديدة في منطقة أسفل الظهر والبطن نتيجة انضغاط الرحم وذلك لسلخ البطانة التي لا حاجة لها. وينصح غالبًا بتناول مسكنات الألم مثل أقراص “بانادول” للتخفيف من تلك الآلام. بالتأكيد سترافق الدورة الشهرية لدى الأنثى بعض الاضطرابات النفسية. على سبيل المثال كثرة النوم أو قلته، ازدياد الشهية، قلة القدرة على التركيز، تقلب المزاج. بالإضافة إلى ذلك قد تعاني بعض الإناث خلال فترة الحيض من مشاكل عديدة، أشهرها غزارة الدورة الشهرية. فإذا كنتِ عزيزتي تعانين من هذه المشكلة، أو أنكِ ترغبين بمعرفة المزيد من المعلومات حول أسباب غزارة الدورة الشهرية، تابعي معنا في هذا المقال.

أسباب غزارة الدورة الشهرية

  • خلل هرموني: إذا لم تخصب البويضة، يتكون لدى الأنثى شهريًّا بطانة رحمية تنسلخ فيحدث الطمث. تحدث هذه العملية بتنظيم مجموعة من الهرمونات الأنثوية. وفي حال عدم توازن كمية هذه الهرمونات لدى الأنثى، ستتكون بطانة رحمية شديدة السماكة، الأمر الذي يسبب غزارة الطمث.
  • اللولب الرحمي: المرأة التي تستخدم اللولب، يزداد خطر إصابتها بغزارة الدورة الشهرية.
  • كتل في الرحم: تؤدي إلى زيادة مدة الدورة الشهرية وغزارتها.
  • السرطان: الإصابة بسرطان الرحم، وسرطان المبايض يسبب غزارة في الدورة الشهرية، لكنها حالات نادرة الحدوث.
  • مشاكل في الخصوبة أو خلل في الحمل: وهي حالة نادرة جدًّا، يحصل فيها التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، ثم تعشش الخلايا الناتجة عن هذا الالتقاء خارج الرحم. وتدعى هذه الحالة “الحمل الهاجر أو الحمل المنتبذ”. وينتج عن ذلك ألم شديد ونزيف غزير، ويسبب الكثير من الأخطار والمشاكل الصحية للأم. يلعب الإجهاض أيضًا الدور نفسه، فهو يسبب بشكل عام نزيف شديد وآلام حادة.
  • الاستمرار في تناول المميعات.
  • أمراض الكلى والكبد.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • الانتباذ البطاني الرحمي.

أعراض غزارة الدورة الشهرية

بشكلٍ عام هناك نساء تبدأ لديهن الدورة الشهرية غزيرة منذ بلوغهن، وأخريات تصبح الدورة الشهرية غزيرة لديهن بعد مرور عدة سنوات على بلوغهن. ينصح بمراجعة الطبيب عند تغير غزارة الطمث بشكلٍ مفاجِئ، وخصوصًا إذا ترافق الأمر بشعورك بالدوخة (نتيجة فقر الدم)، والتعب الشديد مع انقطاع النفس. وإليكِ بعض الأعراض التي تؤكد أنك مصابة بغزارة الدورة الشهرية:

  • حاجتكِ إلى تبديل المحارم النسائية أكثر من مرتين في اليوم وطوال فترة الطمث.
  • الاستيقاظ ليلًا لتبديل المحارم النسائية.
  • عدم الاكتفاء بفوطة صحية واحدة، و الحاجة إلى استخدام فوطتين صحيتين معًا حتى تسيطري على غزارة الطمث.
  • شعوركِ بتعب وآلام شديدة جدًّا، وعدم قدرتك على أداء أي نشاط يومي معتاد.
  • وجود كتل دموية بحجم قطعة النقود ضمن تدفق الطمث.
  • استمرار النزف لما يزيد عن أسبوع.
  • نزيف متقطع بعد الحيض.
  • الشعور بآلام شديدة في منطقتي أسفل الظهر والبطن حتى بعد توقف الطمث.

علاج غزارة الدورة الشهرية

  • حبوب مانع الحمل: تساعد هذه الحبوب في تنظيم الهرمونات الأنثوية، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف غزارة الطمث، أو إيقافه وذلك حسب حالة الأنثى.
  • أدوية خاصة: مضادة للالتهابات غير الستيرويدية، يصفها الطبيب للأنثى وتتناولها أثناء فترة الحيض فقط.
  • الجراحة: في حال وجود كتل ليفية أو ورم حميد في الرحم، يلجأ الطبيب إلى الجراحة التي تعتبر حلًّا جذريًّا لمشكلة غزارة الطمث.
  • إزالة بطانة الرحم: تزال الطبقة الخارجية من نسيج الرحم، وقد تحتاج الأنثى لتكرار هذه العملية عدة مرات خلال حياتها.
  • استئصال الرحم: عندما يكون النزف شديدًا جدًّا، ولا يمكن السيطرة عليه، يُستأصل الرحم. يؤدي ذلك إلى وقف الطمث طوال حياة الأنثى.

مشروبات توقف نزيف الدورة الشهرية

  • الشاي الأخضر: تناولي كوبًا من الشاي الأخضر المغلي في أول يوم من الدورة الشهرية، قد يساعدك ذلك على تقليل آلامها، وسيخفف من النزف.
  • بذور اليانسون: اغلي البذور في ماء ساخن لمدة ربع ساعة وتناولي كوبًا ساخنًا منها مساءً. يخفف مغلي اليانسون التشجنات، ويقلل من النزف، كما أنّه سيساعدك على النوم.
  • مغلي القرفة: يساعد على التخلص من الكتل الدموية، ويخفف من آلام الطمث.
  • عشبة السنفيتون: لها مفعول قوي جدًّا في تخفيف آلام الطمث، وتقليل غزارة النزف، لكن لا ينصح بتكرار شربها أكثر من مرة في اليوم.

أسباب النزيف بعد الدورة الشهرية

  • وسائل منع الحمل الهرمونية: وهذه الوسائل تسبب النزيف خارج موعد الدورة الشهرية في المدة الأولى من استخدامها. ومنها حبوب منع الحمل، والحلقة المهبلية، ولصاقات الحمل.
  • وسائل منع الحمل الطارئة: تستخدم للتأكد من عدم حدوث الحمل بعد الجماع، وتسبب غزارةً في النزيف حتى بعد انتهاء موعد الدورة الشهرية.
  • نزيف ناجم عن انغراس البويضة المخصبة: يحدث بسبب انغراس البويضة في جدار الرحم ويترافق مع تقلصات مهبلية مؤلمة أحيانًا.
  • الإجهاض.
  • أمراض جنسية مثل السيلان.
  • الإصابة بسرطان الرحم أو المهبل.
  • بلوغ سن اليأس.
  • إصابة في أنسجة المهبل ناتجة عن الجماع.

وختامًا، إنّ الدورة الشهرية هي حالة طبيعية تمر بها جميع الإناث، لكن حدوث أي خلل أو اضطراب فيها سيؤثر سلبًا على صحة الأنثى. لذا ننصحك بالانتباه إلى موعد نزول الطمث، واتباع العادات الصحية، ومراجعة الطبيب دوريًّا وعند الشعور بأي تغيير غير اعتيادي في دورتك الشهرية.