يعد مرض جنون البقر Mad Cow Disease or Bovine Spongiform Encephalopathy أحد أخطر الأمراض العصبية التي تصيب الدماغ والجهاز العصبي للبقر. والتي من الممكن أن تؤدي لموت القطيع بأكمله. فهو من الأمراض الانتكاسية المعدية التي تنتشر بين الماشية ببطء. هناك بعض الدراسات التي تفيد بأن سبب هذا المرض هو تشوه بروتينات دماغ البقر لأسباب غير معروفة وهذا ما يؤدي إلى ضرر الحبل الشوكي والدماغ.

ظهرت أول حالة من مرض جنون البقر في العالم عام 1970. وتم تشخيص الإصابة بذاك الوقت بأنها نتيجة لتغذية المواشي على عظام لحوم المواشي الميتة الأخرى التي كانت مصابة بالمرض. أو بسبب منتجات الأغنام التي كانت مصابى بمرض الراعوش.

هل ينتقل مرض جنون البقر إلى الإنسان

يستطيع هذا المرض من الانتقال إلى الإنسان بواسطة تناول اللحم البقري الذي يحتوي على البروتينات المشوهة والمصاب ويعرف بمرض الكروتزفيلد جاكوب المتغير ((Variant Creutzfeldt-Jakob disease VCJD.

سينتقل هذا المرض إلى الإنسان حتى لو تعرضت اللحمة لدرجة حرارة عالية عند الطهي، والسبب بذلك هو عدم موت البريونات المشوهة، بسبب تميزها بمقاومتها للأشعة الفوق البنفسجية والحرارة العالية، وللمطهرات التي تقضي على الفيروسات والبكتريا.

ولهذا السبب يجب التخلص من الحبل الشوكي والدماغ لأي بقرة تظهر عليها أعراض مرض جنون البقر. وهناك احتمالية كبرى لإصابة البقرة بالمرض كلما تقدمت بالعمر أكثر.

وبالرغم من انتقال مرض جنون البقر إلى الإنسان عن طريق اللحم، إلا أن تناول الحليب ومشتقاته من البقرة المصابة بالمرض لا تصيب الإنسان بالعدوى مطلقًا.

كيف يتم تشخيص المرض عند الإنسان

يعد هذا المرض من الأمراض التي يصعب على الأطباء اكتشافها إلا عند وصول المرض لمراحل متقدمة. ويكون ذلك عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي. فهو مرض نادر الحدوث عند الإنسان. ويعتمد تحليل الأطباء بالدرجة الأولى على استبعاد تعرض الإنسان للأمراض العصبية الأخرى التي تشبه هذا المرض من حيث الأعراض.

أو من خلال تحليل دم الإنسان لمعرفة إن كان مصاب بالبروتينات المشوهة الموجودة عند البقر المصاب بهذا المرض. يمكن فحص الإنسان من خلال إجراء تحليل للدماغ للتأكد من عدم وجود أية أمراض عصبية أخرى.

 

أعراض جنون البقر

يعد هذا المرض من أخطر الأمراض العصبية التي من الممكن أن تصيب الإنسان بجميع فئاته العمرية. والمشكلة الأكبر هي عدم التمكن من تشخيص المرض إلا بحالة متقدم.

ففي بداية المرض سيصاب الإنسان بالقلق واضطراب النوم، وعدم التركيز، والاكتئاب، والنسيان، ليتعرض الإنسان للمرحلة الأخيرة بالمرض وهو الخرف الذي سيُحدث تغيرات خطيرة في طريقة التفكير، والذاكرة، وتصرفات، إلى جانب الإصابة بالتشنجات العضلية الخطيرة. سيصاب الإنسان بجميع هذه الحالات بعد 13 شهر من حدوث العدوى لديه.

 

أسباب مرض جنون البقر

ينتمي مرض جنون البقر المعروف بكروتزفيلد جاكوب لمجموعة واسعة من الأمراض الحيوانية والبشرية. والتي تعرف بالاعتلال الدماغي الاسفنجي المعدي. وتم اشتاق هذا الاسم من مظهر الحفر الإسفنجية التي تكون داخل نسيج الدماغالذي أُصيب بالمرض.

وسبب المرض هو وجود نسج البروتين بطريقة غير طبيعية، فبالرغم من الإفراط الدائم لإنتاج البروتين في الجسم إلا أنه لا يشكل ضرر إلا عندما يكون بطريقة مشوهة، فهذا سيؤثر بشكل سلبي على عملية الجسم البيولوجية.

 

 

كيف يمكن للإنسان وقاية نفسه من هذا المرض

كما ذكرنا سابقًا ينتقل مرض جنون البقر من خلال تناول لحم البقر المصاب بهذا المرض. وغالبًا ما ينتشر مرض جنون البقر في الدول الأوروبية ولذلك يجب الابتعاد عن تناول لحم البقر عند السفر لتلك الدول.

يعتبر مرض جنون المرض من الأمراض التي لا تنتقل من شخص مصاب لآخر. إلا أن هذا المرض سينتقل بالطبع عند تبرع الشخص المصاب بالدم فبذلك ستنتقل البروتينات المشوهة من شخص لأخر.

 

 

علاج مرض جنون البقر

لم يتوصل العلماء بعد لعلاج واضح لمرض جنون البقر، بل يعتمد الأطباء على علاج الآثار الجانبية لهذا المرض فيمكن علاج القلق والاكتئاب من خلال إعطاء الشخص المريض لمضادات اكتئاب ومهدئات. كما يمكن استخدام الأدوية الخاصة بالعضلات كدواء الكلونازيبام، وفالبروات الصوديوم، ويمكن استخدام المسكنات أيضا لعلاج أية آلام أخرى.

ويمكن لأهل المريض تحضير فريق طبي كامل للاهتمام وتقديم الرعاية للمريض عند وصوله لمرحلة متقدمة من المرض فالطبع سيحتاج لطبيب مختص يفحصه يوميًا إلى جانب ممرضة تقوم بإعطائه الأدوية اللازمة بمواعيدها، كما أنه سيحتاج لشخص يساعده أثناء تناوله للطعام والشراب. ويفضل إبقاء المريض بالمراكز المختصة بعلاج هذا النوع من الأمراض.

 

وفي النهاية يجب شراء اللحم البقري من مصادر موثوقة من أجل صحتك وصحة أطفالك.