الطفولة مرحلة حساسة ومهمة جدًا في حياة الإنسان لما لها من دور أساسي في بناء صحته الجسدية والنفسية. يتعرض الطفل خلالها لكثير من الأمراض يمكن لبعضها أن يكون بسيطًا ولكن يتظاهر بأعراض مخيفة للأهل كأعراض نقص فيتامين د. لذلك سنتعرف في مقال اليوم على نقص فيتامين د وكل التفاصيل المتعلقة به مما يساعدنا على فهم حالات نقصه بشكل أبسط.

ما هو فيتامين د

فيتامين د هو أحد الفيتامينات الذوابة في الدسم، وهو ضروري للعديد من الوظائف الحيوية في الجسم كما ذكرنا سابقًا، ويرتبط ارتباطًا مباشرًا بصحة العظام.  يوجد للفيتامين أكثر من شكل وأكثر من تسمية أهمها الكوليكالسيفيرول (ما يعرف بفيتامين د3) والارغوكالسيفيرول (فيتامين د2).

يمكن الحصول على فيتامين د من المصادر الغذائية النباتية والحيوانية أو المكملات الغذائية. كما يقوم الجسم باصطناعه ذاتيًا في الجلد ابتداءً من الكوليسترول وذلك بتحفيز من الطاقة الموجودة في أشعة الشمس، مما يوضح سبب نقص مستويات الفيتامين عند الأشخاص الذين لا يتعرضون بشكلٍ كافٍ لأشعة الشمس، ولذلك يسمى فيتامين د فيتامين أشعة الشمس.

عند الحصول على فيتامين د من مصدر خارجي يجري الجسم تعديل عليه لتحويله للشكل الفعال، ويتم هذا التعديل على مرحلتين الأولى في الكبد الذي يحول فيتامين د إلى 25-هيدروكسي كوليكالسيفيرول، ليكون التعديل الثاني في الكلية بإضافة جذر هيدروكسيلي وينتج الشكل الفعال لفيتامين د وهو 1,25- ديهيدروكسي كوليكالسيفيرول، لذلك يصادف نقص فيتامين د بشكل شائع في أمراض الكبد والكلية المزمنيين، بسبب عجز الجسم عن تحويل فيتامين د إلى شكله الفعال.

أعراض نقص فيتامين د عند الأطفال

يعد فيتامين د من بين أهم الفيتامينات التي تحافظ على استتباب البيئة الداخلية للجسم وتسهم في الحفاظ على تكوينه الصحيح. لذلك فإنّ نقصه سيؤدي إلى العديد من الأعراض التالية:

  • التأخر في عمر بزوغ الأسنان عند الأطفال.
  • الوهن العام عند الطفل وقلة النشاط الفيزيائي.
  • نوبات متكررة من الألم العضلي والعظمي.
  • انحناء العظام وخاصة الساقين.
  • صعوبة كسب الوزن واضطراب النمو الطولي.
  • ضعف العضلة القلبية عند الأطفال.
  • نوبات عديدة من الهياج وعدم الرضا عند الأطفال.
  • التشنجات العضلية المتكررة وهي الأكثر إثارةً للخوف عند أهل الطفل بسبب شبهها الكبير بالاضطرابات العصبية كالصرع والاختلاجات.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي بسبب ضعف كفاءة القفص الصدري وعضلاته في تأمين القوة لأداء عمليتي الشهيق والزفير.
  • تعرّض الأطفال للإصابة المتكررة بالإنتانات التنفسية طويلة الأمد لأن فيتامين د يشكل أساسًا هامًّا من أسس جهاز المناعة.
  • بعض الأعراض المتعلقة بالتطور الروحي الحركي عند الأطفال والتي جلّ ما تظهر في سن المراهقة، فقد يكون سببًا رئيسيًا للاكتئاب وانخفاض المزاج عند الأطفال في عمر المراهقة.
  • الضعف العظمي الذي يظهر عند الأطفال عند تعرضهم للكسور في فترة تعلّمهم للمشي أو قد يتجلّى في تقوس الساقين عندهم والذي يسمّى بدوره مرض الكساح.

الأطعمة الغنية بفيتامين د

يوجد الكثير من المصادر الغذائية الغنية بفيتامين د والتي لها أن تكفي حاجة جميع الفئات العمرية وتعتبر هذه المصادر حيوانيةً بشكل رئيسي ومنها:

  • زلال وصفار بيوض الدجاج بأنواعه وغيره من الطيور كالبط والحمام والعصافير.
  • لحوم الحيوانات البحرية بأنواعها وخاصة السمك مثل سمك القد وسمك السلمون.
  • حليب الأبقار والماعز والأغنام ومشتقاته المختلفة كالجبنة والزبدة واللبن (الزبادي).
  • الزيوت الحيوانية التي تستخرج من أكباد السمك.
  • بعض المصادر النباتية كالحبوب وخاصة الذرة البيضاء.
  • وأخيرًا حليب الصويا الذي يعتبر بديلًا مناسبًا لفيتامين د ومتوفّرًا بشكل كبير في الأسواق ورخيص الثمن.

أدوار فيتامين د في الجسم

يوجّه الكثير من الأطباء الناس للاهتمام بمستويات فيتامين د في الجسم وذلك عبر معايرته من خلال تحليل بسيط في المخابر الطبية، بسبب أهمية هذا الفيتامين في الجسم في كل مراحل العمر ومن هذه الأدوار:

  • المحافظة على صحة العظام والأسنان حيث يساعد فيتامين د الجهاز الهضمي على امتصاص الكالسيوم الوارد إلى الجسم عن طريق الغذاء، وبالتالي نقصه سيؤدي إلى اضطراب امتصاص الكالسيوم عن طريق الأمعاء.
  • الحفاظ على توازن مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم من خلال طرح الكالسيوم والفوسفور عبر الجهاز البولي بما يتناسب مع حاجة الإنسان.
  • ادخار الكتلة العظمية الكافية لجسم الإنسان لذلك يعتبر فيتامين د غاية في الأهمية عند الفئة العمرية الواقعة بين الرابعة عشر والخامسة والعشرين، حيث يتشكل في هذه المرحلة المخزون الكامل من الكلس مدى الحياة ولهذا دور في الوقاية من الترقق العظمي وأمراض العظام المختلفة عند التقدم في العمر.
  • التخفيف من أعراض الكثير من الأمراض الروماتيزمية كالداء الليفي العضلي وأمراض المفاصل.

علاقة نقص فيتامين د بالعوامل البيئية

تكثر الإصابة بمرض الكساح المسمّى أيضًا بالرخد لدى أطفال سكان المناطق الباردة وتقل الإصابة بهذا المرض كلما اقتربنا من خط الاستواء، وذلك بسبب علاقة هذا الفيتامين الوثيقة بالشمس حيث يساعد التعرض للشمس لمدة عشرين دقيقة يومياً بالإضافة للمدخول الكافي من فيتامين د على تثبيت الكالسيوم على العظام.

هذا ما يفسر قلة الإصابة بترقق العظام أو الرّخد لدى سكان إفريقيا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط بالمقارنة مع الدول القريبة من القطبين، ولكن في نفس الوقت يصاب نسبة كبيرة من الناس في البلدان المعرضة لضوء الشمس بنقص فيتامين د وذلك بسبب قلة التعرض الفعال للشمس خوفًا من الإصابة بسرطان الجلد المحدث بالشمس.

الكميات الموصى بها من فيتامين د للأطفال

قد لا يحتوي حليب الأم على احتياجات الطفل الكاملة من فيتامين د مما يجعل الطفل يحتاج للمزيد منه وخاصةً عندما توجد مشكلة أو مرض لدى الأم أو الطفل نفسه وفيما يلي الاحتياجات اليومية من فيتامين د بحسب عمر الطفل:

الأطفال من ولادتهم إلى حين بلوغ عامهم الإثني عشر يحتاجون إلى أربعمائة وحدة دولية من فيتامين د.
فيما يحتاج الأطفال من عمر السنة إلى سن البلوغ ثلاثة عشر عامًا إلى ستمائة وحدة دولية من فيتامين د.
كذلك يحتاج الأطفال الذين يقع عمرهم بين سنّي الرابعة عشر والثامنة عشر من عمرهم إلى ستمائة وحدة دولية من فيتامين د.

إذًا يمكننا القول بأن نقص الفيتامينات حالة شائعة وهي عادةً ناتجة عن عادات التغذية السيئة، والأطعمة الجاهزة التي تكون فقيرة بالمغذيات وغنية بالجذور الحرة التي تهاجم خلايا الجسم وتدمرها، لذلك يجب اتباع نظام حياة صحي سيوفر علينا الكثير من المشاكل، وفي حال الشك بنقص أحد الفيتامينات فالحل الأمثل هو استشارة الطبيب الذي يحدد التشخيص والعلاج المناسبين، لأن الأخذ العشوائي للمكملات يمكن أن ينعكس سلبًا على الصحة.