يجب معرفة أهم أغدية للوقاية من هشاشة العظام. فعندما يولد الإنسان تكون كثافة العظام متقاربة لدى الإناث والذكور، ولكن في سن المراهقة والبلوغ يحدث زيادة كبيرة في كثافة العظام وخاصةً لدى الذّكور. وتتداخل عوامل كثيرة في هذه المرحلة فتلعب دور في بناء العظام. منها الجينات والتّغذية والجهد البدني ووزن الجسم وعمل الغدد الصّماء. وفي منتصف العمر تبدأ خسارة كثافة العظام ببطء وقد تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام الذّي يعتبر مرض صامت ويؤثر على كثافة العظام وجودتها. ويؤدي إلى الإصابة بالكسور بمجرد القيام بأمور بسيطة أو التعرض لضربات طفيفة أو حتى السقوط البسيط.

ومن المتعارف عليه أنّ النّساء تصبن بهشاشة العظام أكثر من الرّجال وخاصة في منطقة الورك أو العمود الفقري. إلا أنه يصيب الرّجال أيضا. ولا يمكن تحديد سبب للإصابة بهشاشة العظام فهو نتيجة معقدة لعدة عمليات فيزيولوجية داخل الجسم. وتلعب الوراثة والبيئة دورًا أيضا في الإصابة بهشاشة العظام، ولكن يمكننا أن نقلل من أسبابه بمعرفة أهم الأغدية الضرورية للوقاية من عذا المرض .

 الأغدية الضرورية للوقاية من هشاشة العظام

  • الكالسيوم: هو الُّلبنة الأساسيّة في بناء العظام فيحتوي الهيكل العظمي على %99 من مخزون الكالسيوم في الجسم، كما أنّ له دور كبير في الحفاظ على مستويات الكالسيوم في الجسم وهو أمر بغاية الأهميّة للحفاظ على صحة الأعصاب والعضلات. ومن الجدير بالذّكر أنّ حاجة الإنسان لكميات الكالسيوم تختلف حسب المراحل العمرية. ففي عمر المراهقة نحتاج إلى كميات أكبر من الكالسيوم. لأن العظام في مرحلة النّمو، وعند التّقدم بالعمر تنخفض قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم فتزداد حاجة الجسم للكالسيوم أيضا. يوجد الكالسيوم في الحليب ومنتجات الألبان وفي الخضار والفواكه والمكسرات.
  • فيتامين د: يتم انتاجه نتيجة تفاعل أشعة الشمس مع بشرتنا ويساعد في بناء عظام أقوى عن طريق زيادة امتصاص الكالسيوم. ويوجد فيتامين د في عدد قليل من المصادر الغذائيّة مثل عصير البرتقال والفطر الأبيض بعض أنواع السمك والحليب ومشروب الصويا وفي التونة المعلبة.
  • البروتين: يعتبر من العناصر الغذائية لصحة العظام فهو يمنح العظام قوّتها ومرونتها، ويؤدي نقصه في جسم الإنسان إلى زيادة نسبة تعرضه للكسور. ويوجد واللحم والدواجن والأسماك، والبيض والفول والعدس ومنتجات الألبان.
  • المغنيزيوم: يسبب نقصه ضعف في العظام وخفض نسبة الكالسيوم في الجسم، وإن نسبة%80 من المغنيزيوم في الجسم يوجد في العظام. ويوجد في البطاطا الحلوة والموز والتوت.

أسباب الإصابة بهشاشة العظام

تحدث هشاشة العظام لأسباب مختلفة نذكر منها:

  • انخفاض هرمون الأستروجين لدى النّساء: يتسارع فقدان كثافة العظام لكثافتها وصلابتها بعد انقطاع الطمث وذلك بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، كما أنّ النّساء الصّغيرات بالعمر اللاتي يعانين من انقطاع الطمث مبكرًا يكن أكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام.
  • انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرّجال: يحوّل جسم الرّجال هرمون التستوستيرون إلى الأستروجين الذّي يحافظ على سلامة وصحة العظام، لذلك يؤدي انخفاضه إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • انخفاض مستويات الكالسيوم: يعتبر معدن الكالسيوم مهم جدًا للحفاظ على صحة وسلامة العظام، وفي حال انخفض الكالسيوم في العظام تصبح ضعيفة وعرضة للإصابة بهشاشة العظام.
  • النّظام الغذّائي: له دور كبير في تحديد مدى سلامة وقوّة العظام، فللحصول على نظام قويّة لابد من تناول العناصر الغذّائية الهامة لبنائها مثل (منتجات الألبان والأسماك واللحوم والخضراوات الورقيّة).
  • خلل في عمل الغدة الدّرقية: في حال فرط نشاط الغدة الدرقية وزيادة إفراز هرمونها يؤدي إلى فقدان الكتلة العظمية.
  • ضعف وقلّة الحركة وعدم ممارسة التّمارين الرّياضيّة.
  • التدّخين: تؤدّي المواد الكيميائيّة الموجودة في السّجائر إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام، كما أنها تقلل من فعالية هرمون الكالسيتونين المسؤول عن زيادة قوة وصلابة العظام، كما أن التدخين يقلل من كفاءة الفيتامين د الذي يلعب دور كبير في بناء العظام.

 

 

أعراض الإصابة بهشاشة العظام

نادرًا ما ينذرنا الجسم بوجود مرض هشاشة العظام، ولكن يوجد بعض الأعراض التي يمكن أن تدلنا على وجود هشاشة في العظام ومنها:

  • ضعف الأظافر وسرعة تكسّرها.
  • انحسار اللثة.
  • ضعف في قوّة اليّد.
  • نقصان في الطول وسببه الإنحناء إلى الأمام.
  • كسر عند السّقوط ولو كان سقوطًا بسيطًا.
  • آلام في الرّقبة والظّهر والعمود الفقري.
  • تقوّس في الظّهر وخاصة الجزء العلوي منه.
  • حدوث ضيق في التّنفس.

الوقاية من هشاشة العظام

  • اتّباع نظام غذائيّ صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائيّة من الكالسيوم والبروتين.
  • التعرض للشمس لمدة لا تقل عن 15  دقيقة يوميًا للحصول على فيتامين (د) الذي له دور في امتصاص الكالسيوم من قبل العظام.
  • ممارسة الرّياضة بشكل منتظم من أجل تقوية العضلات والحفاظ على كثافة العظام.
  • تجنب السّقوط وذلك من خلال ارتداء أحذية مريحة وغير عالية.
  • إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن كثافة العظام بشكل دوري.
  • الإقلاع عن التّدخين وشرب الكحول.
  • تقليل الكافيين لأنّه يؤثر على امتصاص الكالسيوم من الجسم.

 

علاج مرض هشاشة العظام

لا يوجد علاج لمرض هشاشة العظام، ولكن يوجد علاجات داعمة ممكن أن تقلل من خطر الإصابة بالكسور ومنها:

  • العلاج بالهرمونات البديلة: يساعد العلاج بالهرمونات البديلة النّساء اللاتي انقطع الطّمث لديهن، فيساعد هذا العلاج في السيطرة على المرض ويحافظ على قوة العظام ويقلل من خطر كسر العظام.
  • مكملات الكالسيوم وفيتامين د: باعتبار أن الكالسيوم هو العنصر الأساسي في تشكيل العظام فلا بد من الحصول على كمية كافية منه عن طريق النّظام الغذائي، ولكن عند الإصابة بهشاشة العظام تحتاج إلى المزيد من الكالسيوم فلا بد من اللجوء إلى المكملات بعد استشارة الطبيب. وكذلك الأمر بالنسبة لفيتامين د لأنه يساعد على تثبيت الكالسيوم على العظام، يجب تناوله كمكمل غذائي عند الإصابة.
  • هرمون الغدّة الدّرقية: ينظم هرمون الغدّة الدّرقية كمية الكالسيوم في العظام، ولكن عند حدوث خلل في إفرازها لا بدّ من استخدام علاجات هرمون الغدة جار درقية لزيادة كثافة العظام ولتحفيز الخلايا التّي تكوّن عظامًا جديدة، ومن الأفضل إعطاؤها عن طريق حقن لأن الأدوية تبطئ فقط معدل ترقق العظام.

وتبقى الاستشارة الطّبية ضروريّة لعلاج المشكلة إن وجدت مبكرًا قبل تفاقمها، ويوجد جهاز يستخدم لهذا الغرض يُطلب منك الاستلقاء على طاولة ويمرر الجهاز مستويات منخفضة من الأشعة السّينيّة تحدد نسبة المعادن في العظام.