كما تتعاقب السنوات وتمر الأيام على أعمارنا، تكبر وتنضج ثم تبلى أجسادنا. وقبل أن تباشري بقراءة هذا المقال، تذكري سيدتي أن جميع ما تمرين به هو طبيعي وركيزة أساسية لطبيعة الجسد البشري. ولكن لجسد الأنثى خصوصية أخرى. فكما كان ينضح بالطاقة في ريعان الشباب ستخف وتضعف هذه المولدات الأساسية التي كانت تغنيه سابقًا، تاركةً خلفها علامات التقدم بالعمر. والتي ستكون محور موضوع اليوم وهي الآثار النفسية لسن اليأس.

مع التقدم بالعمر ستصلين لمرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس)، وهو تغير كبير بالحد الذي يترك أثرًا على جسدك، كما سيؤثر على صحتك النفسية. إليكي بعض الأعراض النفسية المرتبطة بسن اليأس:

الاكتئاب وسن اليأس

خلال هذه الفترة يرتفع معدل الاكتئاب عند السيدات. خاصة السيدات اللواتي عانين من اكتئاب أو قلق في الماضي، ستعود هذع الأعراض للظهور مجددًا.

يسبب التأرجح في مستوى الهرمونات الأنثوية، تغيرات مزاجية في مراحل مختلفة من عمر السيدة. ولذا لا يستغرب بقيامه ببعض هذا الاضطرابات أيضًا خلال فترة انقطاع الطمث. ولكن غالبًا ما تكون هذه التغيرات هنا خفيفة أو متعدلة. وقد ربطها الباحثين مع تقلبات اثنين من الهرمونات الجنسية الأنثوية، وهما الاستراديول والبروجسترون. ولكن في حال كانت أعراض الاكتئاب أكثر حدة فإن علاقته بالتغيرات الهرمونية مازالت غير واضحة.

القلق في مرحلة انقطاع الطمث

في حين ربط الباحثين بشكل واضح العلاقة بين سن اليأس والاكتئاب. ولكن مازالت العلاقة بين سن اليأس والقلق غير واضحة. وهناك بعض الدلائل على اختبار السيدات لنوبات هلع قبل وبعد فترة انقطاع الطمث. وهي شعور مفاجئ بقلق حاد، مصاحب لأعراض مثل التعرق، الرجفان، انخفاض عدد مرات التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب كالخفقان.

هذه الأعراض قد تكون صعبة التمييز عن أعراض انقطاع الطمث الشائعة كالهبات الساخنة. فالأعراض التي تختبريها خلال نوبة الهلع، كاضطراب معدل ضربات القلب، والتعرق تكون مشابهة لما يحدث في الهبات الساخنة. قد تسبق ظهور الهبة الساخنة عند بعض السيدات حدوث “النسمة”، وهو مصطلح يستخدمه الأطباء، لوصف إحساس يرافق حالة عصبية دماغية وهي الشقيقة. وبالنسبة لهؤلاء السيدات، تُسبق الهبات الساخنة الشعور بالقلق الشديد ونوبات الهلع الشديدة. إن ما يجعلك تميزين بين الهبات الساخنة ونوبات الهلع، هو أن الهبات الساخنة لا تسبب ضيق تنفس كالمسبب خلال نوبات الهلع.

التغيرات الصحية واضطرابات المزاج

إن تغير نشاطاتك الفيزيائية إلى جانب انقطاع الطمث سيقودانك لاضطرابات مزاجية، على سبيل المثال، يثار القلق بشكل مفرط في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، والذي نلاحظه بشكل شائع مع التقدم بالعمر. بالإضافة إلى أن قلة النوم قد تسبب أيضًا القلق والاكتئاب عند السيدات. والذي يصبح شيئًا فشيًا أكثر وضوحًا خلال فترة انقطاع الطمث، مع تأرجح مستوى الهرمونات وحدوث الهبات الساخنة خلال الليل مما يمنع السيدة من أخذ قسط النوم المناسب ويصعب عليها الحصول على الراحة التي تحتاجها.

ماذا تفعلين لحماية صحتك النفسية من تأثيرات مرحلة سن اليأس

كوني واعية لأن التغيرات المزاجية قد ترافق أسباب انقطاع طمث أخرى.

راقبي حالتك المزاجية، قومي بتدوين ملاحظات خاصة بعوامل أخرى، كالنوم ومستويات الضغط النفسي الذي تمرين به. قومي باستشارة طبيب مختص في حال أصبحت هذه الأعراض شديدة ومعيقة لأعمالك اليومية.

قومي بتغيير نمط حياتك، كالقيام بتمارين رياضية، الحصول على نوم كافي، والتحكم بالضغط النفسي، لتقللي من الأعراض المحتملة.

شاركي الآخرين بقصتك، لا تمري بهذه التجربة لوحدك.

واعلمي أن هذه الفترة مؤقتة، نموذجيًا، التغيرات المزاجية المرتبطة بالتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة انقطاع الطمث لن تدوم. حيث تشير الأبحاث إلى أن المخاطر والأعراض المرافقة للتغيرات الهرمونية تقل مع الوقت. والسيدات اللواتي يطلبن العلاج بمضادات الاكتئاب وغيرها من الطرق لتخفيف الأعراض، لن يكونو بحاجة هذا العلاج لفترة طويلة أو إلى الأبد، ويحتمل أن يستخدموها خلال هذه الفترة فقط.

وبهكذا نكون وصلنا لختام مقالنا، إن سن اليأس هو مرحلة ستعيشها جميع السيدات، وقد نجد أن بعضهن يخشين خوض تجربة شيخوخة كئيبة، ولكن ليس هذا هو الحال، حيث يوجد الكثير من الوسائل المتاحة لمساعدتك، وتذكري أن الشيخوخة لجسدك فقط وليست لقلبك.