أبدع الله تعالى في خلق جسم الإنسان وتفنن في كل تفصيل من تفاصيله، وعندما نفكر في هذا التركيب العجيب قد يقف عقلنا عاجزًا عن تفسير الترابط والتنظيم الموجود داخل أجسامنا. وتعتبر غدد الجسم من الأعضاء المهمة جدًا نظرًا لدورها الأساسي في تنظيم وظائف الجسم والحفاظ على سير العمليات الحيوية بشكل صحيح.

وتشتهر الغدة الدرقية بكثرة أمراضها مقارنةً بغيرها، فما تأثيرات اضطراب الغدة الدرقية على المرأة؟ وما هي طرق العلاج المناسبة؟ وهل عملية استئصال الغدة خطيرة. كثيرة هي الأسئلة التي قد تخطر في بالك عزيزتي المرأة ولا تجدين جوابًا موثوقًا لها، تابعي معنا مقالنا التالي لنزودك بكافة المعلومات الطبية المفيدة حول اضطراب الغدة الدرقية على المرأة.

الغدة الدرقية

قبل كل شيء يجب أن نقول بأن الغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد في جسم الإنسان وأي اضطراب فيها سينعكس بشكل سلبي على الصحة العامة والشكل الخارجي. تقع هذه الغدة في منطقة العنق وتقوم بإفراز الهرمونات في الدم، وهي مسؤولة عن تنظيم عمليات الاستقلاب الخلوي. ولمزيد من التوضيح فالاستقلاب مصطلح يعبر عن عملية تحويل الأغذية إلى طاقة يستفيد منها الجسم الحي. كما تتحكم في تنظيم عدد ضربات القلب ووزن الجسم وكثافة العظام وقوتها وعمل الجهاز العصبي والعضلي. تقسم الاضطرابات التي قد تصيبها إلى صنفين أساسيين:

  • قصور الغدة: تكون الغدة في هذه الحالة عاجزة عن القيام بدورها السابق بسبب نقص في كمية الهرمونات المفرزة منها. وتعاني المريضة من مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على نوعية حياتها وتتطلب مراجعة الطبيب للتخلص من هذه المشكلة.
  • فرط نشاط الغدة: يمكن القول بأن فرط النشاط معاكس تمامًا للقصور، وتشكو المريضة من أعراض خطيرة تستدعي زيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن.

تأثير اضطراب الغدة على المرأة

كما سبق وذكرنا فإن الاضطراب في عمل الغدة الدرقية لا يمكن أن يكون صامت بل سيعبر عن نفسه بقوة. وعندها فتلاحظين عزيزتي المرأة مجموعة من الاضطرابات. نذكر منها:

  • مشكلات في ضبط الوزن: تعتبر هذه المشكلة شائعة بشدة عند مريضات الغدة الدرقية. ونلاحظ زيادة في الوزن في حالات القصور، ونقص شديد (نحول) في حالات فرط النشاط.
  • عدم استقرار الضغط الدموي: يختلف شكل الاضطراب باختلاف نوع المشكلة إذ يرافق الضغط المرتفع فرط نشاط الغدة. بينما تترافق حالة القصور مع هبوط ضغط شرياني.
  • تبدلات النشاط: تكون مريضة الغدة غير مستقرة إطلاقًا فقد تعاني من الكسل والخمول وبالتالي إهمال وظائفها وواجباتها. وقد تكون نشيطة بشكل زائد ودائمة الحركة والعمل.
  • اضطراب في النظم القلبي (تسرع أو تباطؤ): يمكن القول بأنه أخطر المرافقات وأكثرها تهديدًا لحياة المريضة. وبالتالي يجب عدم إهمال هذه الحالة إطلاقًا وعلاجها على الفور.
  • مشاكل في الطمث: تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية على انتظام الدورة الشهرية لدى المرأة وقد تؤدي إلى انقطاعها. وينتج عن ذلك مشاكل في الحمل والإنجاب.
  • العقم: قد يكون العقم هو النتيجة النهائية لاضطرابات الغدة الدرقية غير المضبوطة.

طرق علاج اضطرابات الغدة الدرقية

يختلف العلاج باختلاف المشكلة، وبالتالي سنذكر العلاجات ضمن مجموعتين أساسيتين:

  • علاج القصور: يتم علاج هذه المشكلة عن طريق تعويض الهرمونات التي لا تستطيع الغدة إفراز الكميات اللازمة منها. يجب على السيدة زيارة الطبيب لمعرفة درجة القصور وبالتالي إعطاء الجرعة المناسبة بدقة وحذر فأي زيادة أو نقصان ستنعكس سلبيًا على المريضة. وتعتبر ممارسة الرياضة والقيام بالنشاطات المعتدلة والخفيفة من النصائح المفيدة في هذه الحالة.
  • علاج فرط النشاط: يجب أن نقول بأن علاج فرط النشاط أصعب من علاج القصور حيث يلجأ الطبيب إلى استئصال الغدة بدايةً، ثم تعويض الهرمونات بشكل يتناسب مع جسم المريضة وحالتها المرضية. وتعتبر هذه العملية دقيقة للغاية وذلك نظرًا لوجود العصب الحنجري بالقرب من الغدة، والأيدي الخبيرة فقط هي القادرة على استئصالها دون إلحاق الضرر بالعصب السابق. فهل هذه العملية خطيرة؟ جوابنا هو لا ولكن في حال إجراؤها من قبل طبيب ماهر.

 

وهكذا نكون قد تحدثنا عن الغدة الدرقية ودورها في جسم الإنسان، كما ذكرنا أهم الاضطرابات التي ترافق الخلل في عمل هذه الغدة. وتطرقنا إلى العلاجات المتبعة. نتمنى أن تكون معلوماتنا قد أثرت معرفتك الطبية وساهمت في تعزيز فهمك لجسدك والأمراض التي يمكن أن تصيبه. دمتي بألف خير.