التهاب الرئة عند الأطفال أو ما يسمى بذات الرّئة، مرض رئوي معدي يصيب الرئتين وبشكل خاص الأسناخ الرّئوية بالتالي تتورم وتمتلئ بالسوائل. شائع في الشّتاء والخريف. ويصيب جميع الأعمار وبخاصة الأطفال. يكون أكثر انتشارًا في الدول الأشد فقرًا، و التي تعاني من نقص في خدماتها الصّحية، كالدول الإفريقية، و الهند و الباكستان، و بعض الدول الآسيوية. و تبعًا لمنظمة الصّحة العالمية اليونيسيف، فإنّ الالتهاب الرئوي يعدّ المسبّب الرّئيسي لوفيات الأطفال حول العالم. حيث أنّ حوالي ٨٠٠ ألف طفل يفقدون حياتهم كلّ سنة بسبب الالتهاب الرئوي. لذلك لا بدّ من تعزيز الوقاية و العلاج لتغيير سير المرض وحماية الأطفال.

 أسباب الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال

التهاب الرئة عند الأطفال تسببه بعض أنواع الفيروسات و الجراثيم والفطور. و تعدّ الإصابة الفيروسية بفيروس المخلوي التّنفسي الأشيع عند الأطفال. أمّا البالغين فأغلب إصاباتهم تكون جرثومية بجراثيم العقديات الرّئوية و المستدميات النزلية والعنقوديات المذهبة. أمّا الإصابات الفطريّة فهي نادرة وأشيع عند المرضى أصحاب المناعة الضّعيفة و المصابين بالإيدز.

وبالتالي تعدّ البيئة التي يكون هوائها ملوّث بشكل كبير سبب في الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال. وكذلك فإنّ تكرار حدوث نزلات البرد وعدم علاجها بالشكل الصحيح يؤهّب حدوث الإصابة.

طرق العدوى بالالتهاب الرئوي

يمكن أن تنتقل الفيروسات والجراثيم من الشخص المصاب إلى الشخص السّليم عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال والعطاس بالإضافة إلى  الدّم و الأسطح الملوّثة بالجراثيم. وأيضًا يمكن اكتساب المرض من المستشفيات في حال التواجد فيها لفترة طويلة.

 أعراض الإصابة بالالتهاب الرئوي

تطوّر الأعراض خلال يومين إلى عدة أيام. و تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة و الشّديدة. تتشابه الأعراض الخفيفة مع أعراض الزكام لكنها تستمر لوقتٍ أطول. وتشمل الأعراض:

  • سعلة جافة، أو مصحوبة بقشع بلون أخضر أو أصفر، وقد يكون مدمى.
  • صعوبة أو سرعة في التنفس.
  • زيادة في سرعة ضربات القلب.
  • تعب و إرهاق.
  • ارتفاع في الحرارة مما يؤدي إلى حدوث تعرّق وتجفاف.
  • ضعف الشهية للطعام.
  • ألم في الصدر عند السعال.
  • إصدار صوت صفير عند التنفس، و من الممكن حدوث تقيؤ.

ماهي طرق تشخيص الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال

يقوم الطبيب بتصوير صدر الطفل بالأشعة السينيّة،بالإضافة إلى الفحص السريري، وذلك بفحص أصوات التّنفس التي تكون أشبه بالطّقطقة، وإحصاء عدد الأنفاس في الدّقيقة الواحدة. كما يمكن الفحص المخبري للقشع والدم.

من هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي

  • الأطفال الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي بسبب سوء التّغذية أو الإصابة بالسرطانات و الأمراض المناعية.
  • وكذلك الأطفال الذين خضعوا لزراعة نقي العظم.
  • والأطفال المصابون بالأمراض الرئويّة كالرّبو و التليّف الكيسي.
  • وأيضًا الأطفال الرّضع حديثي الولادة.
  • بالإضافة إلى الأطفال المتواجدين في بيئةٍ هواؤها ملوّث والمعرّضين للتدخين غير المباشر،حيث أنّ التّدخين يحدّ من قدرة جهاز المناعة على الدّفاع ضد الجراثيم و الفيروسات.

المضاعفات المحتملة عند الإصابة بالالتهاب الرئوي

يعاني بعض الناس من جهل في خطر تفاقم المرض، لاعتقادهم أنّه يشبه نزلات البرد من حيث الخطورة وذلك لتشابه بعض أعراض الالتهاب الرّئوي مع أعراض نزلات البرد. وخاصة دول العالم الثالث التي تعاني من جهل حول الثقافة الصحيّة ونقص الخدمات الصحيّة واللقاحات. فالالتهاب الرئوي يمكن أن يهدّد حياة الطفل المصاب، لما له من مضاعفات خطيرة، حيث يمكن أن يسبّب مشاكل تنفسية حادّة وسعال شديد و آلام غير محتملة، ولا سيما إذا كان الطفل مصاب بمرض رئوي مزمن، فلا يستطيع الحصول على كمية كافية من الأوكسجين و يحتاج لدخول المستشفى. وأيضًا فإنّ الالتهاب الرئوي يسبّب تلوّث الدّم بالجراثيم. و ما يتبعه من انتقال الجراثيم عبر الدّم إلى أعضاءٍ أخرى ومن ثمّ فشل هذه الأعضاء.

لذلك من الضروري تدبير المرض في بدايته، للحد من تطوّره وحدوث المضاعفات المميتة.

طرق الوقاية من الإصابة

النوم والراحة لوقت كافي، وتناول الأطعمة الصحيّة الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية لتقوية الجهاز المناعي، وجعله أكثر كفاءة في مواجهة الجراثيم والفيروسات. و ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وأيضًا فعلى الأهل تجنب التّدخين بالقرب من الطفل، لما له من تأثيرات سلبية على المناعة، وجعل السّعال أكثر حِدّة.

و من الضروري زيارة مراكز الرّعاية الصحيّة لإجراء فحص شامل للحوامل، و التّأكد من إعطاء اللقاحات التي تقي الطفل من الإصابة بالالتهاب الرئوي. و كذلك فإنّ الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة تعدّ مصدر لكل العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الطفل، والأضداد التي تقوي جهازه المناعي.

تثقيف الطفل بضرورة غسل اليدين وتعقيمها بانتظام، واستخدام المناديل عند السّعال والعطاس والتخلص منها.

علاج الالتهاب الرّئوي

يمكن معالجة الحالات الخفيفة والمتوسطة في المنزل. وذلك عن طريق إعطاء الصادات الحيويّة بحرص. واتّباع تعليمات الطبيب في ذلك بحيث لا يعطى كميات أقل أو أكثر من الكميات الموصوفة. إعطاء مسكنات الألم كالباراسيتامول و الإيبوبروفين للأطفال الأكبر من ٦ أشهر، وضرورة استشارة الطّبيب إذا كان الطفل يعاني من مرض كبدي أو قرحة مِعديّة.

و من الضروري أخذ القسط الكافي من الرّاحة و النوم الكافي. و تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي تدعّم مناعة الطفل، كالخضروات والفواكه. و نتيجةً لارتفاع الحرارة فإنّ الطفل يفقد الكثير من السوائل، لذلك لا بدّ من تعويضها بشرب الكثير من السوائل والعصائر والألبان و الشوربات، واستمرار الرّضاعة الطّبيعة للأطفال الرّضع. تجنب الأطعمة الصلبة في حال كانت تسبّب الإزعاج للطفل المصاب، أو القيام بهرسها قبل تقديمها له.

في حال كانت إصابة الطفل بالالتهاب الرّئوي شديدة، فإنّه بحاجة إلى دخول المستشفى مع إعطاء الصادات الحيويّة بالعضل أو الوريد.