تتكوّن الأسنان من تجويف لبّي ذو بنية نسيجية (وعائية وعصبية)، يكون اللب معرّضًا للالتهاب، وتحيط مادّة بيضاء قاسية وتسمّى العاج(السّنين) باللب، وتغطّي طبقة تدعى الميناء العاج في منطقة تاج السّن، بينما يغطّيه الملاط في منطقة جذر السّن، وفي بعض الأحيان تتشكّل النّخور السّنيّة_نتيجةً لأذيّات في الأسنان كالكسور والصّدمات_ وتشكّل النخور السّنيّة السّبب الرئيسي لحدوث الحالة الالتهابية المؤلمة في النسج اللبّية. وفي حال كانت إصابة اللب بسيطة، وتمّ علاج اللب بسرعة، فلا تؤثّر الإصابة على السّن. أمّا في حالة التهاب لب الأسنان الحادّ، غالبًا يؤدّي إلى موت النّسج اللبّية. وقد يحدث انتقال للعدوى الجرثوميّة إلى جذر السّن، وينجم عن هذه العدوى تشكّل قيح. وتجمّع القيح في النّسج الدّاعمة المحيطة بجذور الأسنان ينتج ما يعرف ب(الخراج)، وهو حالة مرضيّة خطيرة في حال عدم علاجها. وأخيرًا يمكن أن تنتقل العدوى إلى أجزاء أوسع في الفك كالجيوب الفكيّة، أو إلى أنحاء الجسم كالقلب والدماغ.

أسباب التهاب لب السن

إنّ النّخور السّنيّة والتّسوّسات هي السبب الرئيسي. لحدوث التهابات اللب فإهمال الأسنان عند تسوّسها وعدم معالجتها يؤدّي إلى تفاقم الحالة ووصول التّسوّس إلى عصب السّن أو منطقة اللب. وعادةً ما يكون ألم تسوّس الأسنان آنيًّا أي عند وجود المنبّه كالسّكريّات أو المشروبات أو الأطعمة وخاصّة الباردة أو الحارّة، ولكن عند وصول التّسوّس إلى لب السّن يتحوّل إلى ألم دائم ومستمرّ، وعندها يكون المريض دخل مرحلة علاج العصب، كما أنّه للكسور في الأسنان التي تمتدّ إلى عصب السّن الأعراض ذاتها، وأحيانًا يلتهب العصب بسبب التهاب لثوي عميق قد يمتدّ إلى الجزء الأخير من جذر السّن والذي بدوره ينقل الالتهاب إلى اللب، وإنّ لوجود حشوات كبيرة أو تيجان صناعيّة قديمة امتدّ السّوس إليها دون شعور المريض وظهور الألم فجأة يؤدي لظهور أعراض الالتهاب.

أعراض التهاب لب الأسنان

هناك مجموعة واسعة من الأعراض المصاحبة لالتهاب لب السن. عادة ما يتم تصنيف علامات التهاب لب السن عن طريق التهاب لب السن القابل للانعكاس أو التهاب لب السن الذي لا رجعة فيه. سنلقي نظرة على كل من هذه الأعراض وأعراضها.

أعراض التهاب اللب العكسي

  • حساسية من السخونة أو البرودة تدوم لثوانٍ قليلة
  • الحساسية للأطعمة الحلوة التي لا تدوم

أعراض التهاب اللب التي لا رجعة فيها

  • ألم عند المضغ أو اللمس.
  •  أو تورم في فكك أو وجهك.
  •  أيضًا ألم في الأسنان الذي يوقظك ليلًا.
  • إذا لاحظت إحساسًا بوخزًا في إحدى أسنانك أو ألمًا حادًا عند تناول شيئًا ساخنًا أو باردًا.
  • ألم عند أكل الحلويات التي تدوم أكثر من 30 ثانية.
  • حمى.

تشخيص التهاب لب الأسنان

لتحديد إذا كان اللب ما زال بحالة جيّدة وعدم موته يقوم أطبّاء الأسنان ببعض الاختبارات كاختبار حساسية الأسنان حيث يقوم الطّبيب بتطبيق منبّهات ألميّة (بارد أو حارّ أو سكّر) فإذا اختفى الألم بعد 1_2 ثانية بعد إزالة المنبّه فهذا يشير إلى أنّ اللب بحالة جيّدة ويمكن الحفاظ عليه (التهاب لب عكوس أو قابل للشفاء)، أمّا في حالة استمرا الألم لمدّة طويلة بعد زوال المنبّه الألمي أو حدوث آلام عفويّة دون تنبيه فإنّ اللب في حالة سيّئة ولا جدوى من الحفاظ عليه (التهاب لب غير عكوس أو غير قابل للشفاء). ولمعرفة في حال كان اللب حيًّا أو ميّتًا دون تحديد حالة اللب (جيّدة أو سيّئة) يلجأ طبيب الأسنان إلى اختبار اللب الكهربائي، حيث يتم توريد شحنة كهربائيّة صغيرة إلى السّن ففي حال شعر المريض بهذه الشّحنة يكون اللب على قيد الحياة. وأخيرًا قد يقوم طبيب الأسنان بإجراء صورة بالأشعة السّينيّة لمعرفة مدى انتشار الالتهاب في حال وجوده.

علاج التهاب لب الأسنان

يزول الالتهاب عند زوال المسبّب، كما يكون العلاج مختلف حسب كل حالة وعلى مراحل هي:

  1. تنظيف العصب وحشوه.
  2. أحيانًا في حال كان التاج متآكلاً بشكل كبير قد يحتاج الطبيب إلى وتد يقوّي به تاج السّن.
  3. يصبح السّن هشًّا وقابلاً للكسر بعد فقده للبّه وأوعيته الدّمويّة وأعصابه، لذلك يكون بحاجة إلى تلبيسه بتاج صناعيّ.
  4. تنظيف كامل التّسوّس الموجود، ثمّ يكشف اللب ويشكّل فتحة مناسبة للوصول إلى بدايات القنوات الجذريّة.
  5. تنظيف لب السّن والقنوات الجذريّة من الأعصاب والأنسجة الملتهبة باستخدام مبارد سنيّة مخصّصة لتنظيف العصب ومحاليل كيميائيّة مطهّرة وتحديد عدد القنوات الجذريّة بدقّة للتأكّد من عدم ترك أي قناة دون تنظيف أو حشو لأن ترك أحدها يسبّب فشل العلاج.
  6. استخدام الأشعّة السّينيّة لتحديد طول القنوات الجذريّة وذلك لحشوها بالكامل حيث يجب أن تصل الحشوة إلى نهاية الجذر أو أقل بميليمتر واحد فقط.
  7. حشو القنوات بمادّة الحشو البلاستيكيّة وهي جاتابيرجا، والتّأكّد من وصولها إلى نهاية القنوات، ثمّ وضع حشوة مؤقّتة للتأكّد من سلامة العمليّة.

علاجات منزلية لآلام الأسنان

يوجد العديد من الطرق الممكن استخدامها كعلاجات لآلام الأسنان في المنزل، ولكنّها تبقى وسائل لتخفيف الآلام وليس لعلاجها بشكل كامل، كزيت القرنفل الذي يعمل على تخفيف الألم وتقليل التورّم الناتج عن الألم، إنّ زيت القرنفل فعّال لأنّه يحتوي على الأوجينول وهو مخدّر طبيعي ويعمل كمسكّن مؤقّت للألم. يمكن للمياه المالحة التّخلص من البكتريا لذلك تكون المضمضة بالماء والملح فعّالة لتحسين صحّة الأسنان. وأخيرًا ذكرت المجلّة العربيّة للكيمياء أن زيت النعناع يعمل على معالجة آلام الأسنان، وتقوية اللثّة، كما يستخدم في علاج التهابات الفم ويعمل على التخلّص من رائحة الفم الكريهة لأنّه يحتوي على مواد مطهّرة ومضادّة للبكتريا وهو مكافح للتسوّس وهو يدخل في صناعة معجون الأسنان.