من منا لم يعاني من الحساسية بأحد أنواعها يومًا ما! حيث تصيب الحساسية أعداد كبيرة من الأشخاص حول العالم. ولعل أكثر أنواع الحساسية وضوحًا وانتشارًا هي الحساسية الجلدية. إذ نجد العديد من الأشخاص يبحثون بشكل دائم عن الحساسية الجلدية أسباب وعلاج حالاتها المختلفة. فالانتشار الواسع لهذا النوع من الحساسية جعلها موضوعًا يهم مختلف الأجناس والفئات العمرية.

وإن أردنا التعريف بالحساسية الجلدية فسيهمنا في البداية تقديم لمحة موجزة عن مفهوم الحساسية. وبشكل عام تظهر الحساسية كرد فعل مناعي بعد التعرض لحالات أو مركبات غريبة عنه. وتغدو الحساسية جلدية عندما تتفاعل هذه المواد الغريبة مع الجلد. فيظن الجهاز المناعي أن مواد ضارة تهاجمه. وبعدها يفرز أجسام مضادة من أجل محاربة هذه المركبات الخطرة كما يعتقد. فيظهر عندئذ رد الفعل التحسسي بشكل واضح على الجلد في منطقة محددة أو مناطق مختلفة في الجسم. وتتعدد المواد المسببة لهذا الفعل التحسسي ما بين الداخلية منها والخارجية. كما ينتج عن ذلك أنواعًا مختلفة من الحساسية الجلدية متباينة الأعراض وحتى طرق العلاج.

فما هي أسباب الحساسية الجلدية وعلاج مختلف حالاتها وأنواعها؟ فلنكتشف المزيد حول هذا الموضوع في مقالنا هذا.

أسباب الحساسية الجلدية

تتعدد الأسباب التي تدفع لظهور الحساسية الجلدية عند شخص ما. وغالبًا ما يكون الاحتكاك المباشر مع أحد المركبات التي تتفاعل بشكل ضار مع جهاز المناعة السبب الرئيسي. كما قد تنجم الحساسية الجلدية عن نوع آخر من الحساسية. بالإضافة إلى ذلك تتواجد بعض أنواع الحساسية الجلدية القابلة للانتقال من شخص لآخر. وبشكل عام يمكننا تعداد العوامل المسببة للحساسية الجلدية على النحو التالي:

  • لسعة أحد أنواع الحشرات.
  • أصناف محددة من العطور.
  • مستحضرات التجميل.
  • بعض المجوهرات الحاوية على معادن كالنيكل مثلًا.
  • العدوى بعد ملامسة أحد المصابين بالحساسية الجلدية.
  • مركبات كيميائية مثل مركب الفورمالديهايد المتواجد في الأدهنة وأدوات التنظيف.
  • أنواع محددة من المراهم الجلدية.
  • الحساسية الناتجة عن الأدوية أو التعرض للأشعة.
  • الحساسية الناتجة عن تناول أصناف محددة من الطعام.
  • عوامل مادية تتمثل في في التعرض للبرودة أو الحرارة لمدة طويلة.
  • اختلالات مناعية.
  • اضطرابات وراثية.

أنواع الحساسية الجلدية

تتنوع الحساسية الجلدية باختلاف أسبابها أو أعراضها وحتى أماكن ظهورها. الأمر الذي أدى إلى تقسيم الأطباء لحالات الحساسية الجلدية إلى أنواع محددة. وقد تختلف طرق العلاج والوقاية من نوع لآخر من الحساسية الجلدية. ومن الممكن تقسيم حالات الحساسية الجلدية إلى الأنواع التالية:

  • الأكزيما وهي: أحد الحالات طويلة الأمد غير المعدية من الحساسية الجلدية. وغالبًا ما تظهر الأكزيما في اليدين والقدمين. كما من الممكن أن تنتقل إلى أماكن أخرى من الجسم مثل المرفق والركبة بالإضافة إلى الوجه.
  • التهاب الجلد التماسي: حيث تظهر الحساسية الجلدية فقط في مكان التماس مع مسبب الحساسية. كما أنه غير معدٍ أو طويل الأمد. إذ يستمر التهاب الجلد التماسي بالظهور لمدة لا تزيد عن شهر في معظم حالاته.
  • الشرى: ويتميز هذا النوع من الحساسية الجلدية بإمكانية ظهوره في كل موضع في الجسم من الشفاه إلى اللسان والحلق. كما تتميز الشرى بالطيف الواسع من المسببات التي تؤدي إلى الإصابة فيها.
  • الوذمة الوعائية: التي غالبًا ما تظهر برفقة الشرى في المناطق التي تتواجد فيها أنسجة رخوة مثل الفم وجفن العين بالإضافة إلى الأعضاء التناسلية.  كما تنقسم الوذمة الوعائية إلى نوعين هما الوذمة الوعائية الحادة والوذمة الوعائية المزمنة. ويختلف النوعان السابقان بأسباب كل منهما وفترة استمرار ظهورهما.

أعراض الحساسية الجلدية

حالما يرى أي شخص احمرارًا في الجلد مترافقًا مع التورم، ثم يبدأ الشعور بحكة مزعجة فستتجه شكوكه نحو الحساسية الجلدية. حيث تعد الأعراض السابقة أهم علامات الحساسية الجلدية وأكثرها ظهورًا. وبرغم ذلك يظهر فيما بعد المزيد من الأعراض والتي تعد هامة للغاية في سبيل تحديد نوع الحساسية الجلدية. ويعود السبب في ذلك إلى اختلافها من نوع لآخر. حيث تتمثل هذه الأعراض في:

  • طفح جلدي يتزايد احمراره عند خدشه في حالة الأكزيما.
  • تهيج البشرة في مكان التماس عند الإصابة بالتهاب الجلد التماسي.
  • نتوءات حمراء منتفخة وغالبًا ما تكون مؤلمة للغاية في حالة الشرى.
  • انتفاخات قابلة للتطور ضمن الطبقات الداخلية للجلد عند الإصابة بالوذمة الوعائية.

طرق علاج الحساسية الجلدية

وبالطبع تختلف معظم العلاجات المتبعة للتعامل مع كل نوع من الحساسية الجلدية. ناهيك عن تأثير المرحلة من الحساسية التي بدأ فيها المريض بالعلاج على مدة التعافي. كما يلجأ بعض الأطباء في البداية إلى التخلص من العامل المسبب للحساسية وبعدها التعامل مع أعراضها. ويتطرق الأطباء إلى علاج الحساسية الجلدية بحسب نوعها على الشكل الآتي:

  • في حالة الأكزيما قد يصف الطبيب مضادات الهيستامين أو الكورتيكوستيرويدات وحتى مثبطات الكالسينورين الموضعية.
  • وعند الإصابة بالتهاب الجلد التماسي يلجأ الطبيب إلى وصف الكورتيكوستيرويدات الموضعية بالإضافة إلى المضادات الحيوية.
  • أما في حالة الشرى فقد يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات أو مضادات الهيستامين. كما قد يلجأ إلى الإبينيفرين في الحالات شديدة الخطورة.
  • بينما يصف الطبيب عند الإصابة بالوذمة الوعائية مضادات الهيستامين جنبًا إلى جنب مع الستيرويدات عند تزايد خطورة الانتفاخات.

كيفية الوقاية من الحساسية الجلدية

وبعد النظر إلى مدى جدية الحساسية الجلدية في بعض الأوقات، لابد من أن يتساءل الجميع حول سبل الوقاية منها. فمن الممكن اعتماد هذه الطرق في حياتنا اليومية لتصبح عادات دائمة. وتشمل سبل الوقاية من الحساسية الجلدية:

  • المحافظة على النظافة الشخصية.
  • تجنب خلط مساحيق التجميل.
  • الابتعاد عن الأطعمة والعطور المسببة للحساسية والتهيج.
  • إجراء اختبارات الحساسية للأدوية قبل البدء بتناولها.

وفي الختام نأمل أن تكون معلوماتنا المقدمة حول الحساسية الجلدية أسباب وعلاج قد أفادتكم. فحتى وإن لم تصل الحساسية الجلدية إلى درجة الخطورة الشديدة، يحتم على المصاب فيها أن يكون على درجة عالية من الحذر والانتباه اتجاهها. ناهيك عن أنها تشكل مظهرًا مزعجًا ومثيرًا للحكة عند البعض. لذلك يجب على المصاب بالحساسية الجلدية الاعتناء بحالته والامتناع عن إثارتها لمتابعة خطة الطبيب العلاجية بشكل كامل.