إن اتباعك نصائح لتقوية جهازك المناعي ليس بالأمر الصعب أو المستحيل. ولكن يحتاج منك الاهتمام والمتابعة الجدّية لما يجب عليك فعله لزيادة قوة الجهاز المناعي، وبالتالي حماية نفسك من الإصابة بالأمراض. فكما هو معروفٌ لدى الجميع أن نظام المناعة هو بمثابة خط الدفاع الأول للجسم في وجه كل الكائنات الحية المؤذية. ولكن حينما يصاب الجسد بالإرهاق والتعب سيضعف هذا الجهاز معلنًا انتصار الكائنات الغريبة ومرض الإنسان. وهنا يأتي دور المواد المعالجة والداعمة للمناعة التي ستعيد تقويته ونشاطه من جديد كي يتغلب على المرض.

ففي الآونة الأخيرة أصبحت مسألة الاهتمام بالمناعة الشغل الشاغل لدى الجميع وتحديدًا بعد ظهور فيروس كورونا (كوفيد 19). هذا الكائن الحي الدقيق الذي انتشر بسرعةٍ كبيرةٍ في دول العالم وهو الذي يهاجم الجسم ويعلن بدء الحرب مع جهازه المناعي. فإما أن يكون الجهاز قويًا ونشيطًا بما فيه الكفاية لقتل هذه الفيروسات وبالتالي الشفاء. أو أن يكون ضعيفًا غير قادرٍ على القضاء على فيروس كورونا وبالتالي انتشاره ووصول الإنسان لمراحل خطيرة قد تؤدي للموت.

وانطلاقًا مما ذكرناه سيكون أمامك خيارٌ واحدٌ للنجاة والوقاية من الأمراض وهو اتباع نصائح لتقوية جهازك المناعي. وذلك من أجل منحه القدرة والقوة على مواجهة ما يعترض الجسم ومساعدته على الشفاء من أي مرضٍ يلم به. وإلّا فستكون معرضًا لجميع أنواع الأمراض المناعية سواءً مرض كورونا أم غيره.

إمكانية تقوية جهازك المناعي خلال يوم واحد

يعرف جهاز المناعة في الجسم على أنه النظام الدفاعي الأول من خلال تقديمه لمجموعةٍ من العمليات الحيوية التي تنفذها الأعضاء المسؤولة عنها. وذلك من أجل حماية الجسم من الجسيمات الممرضة والسموم المسببة للأمراض. فهو يتميز بقدرته على معرفة أية خلايا أو جسيمات غريبة على الجسم كونه يحفظ جميع خلايا الجسم السليمة.

لهذا السبب من غير الممكن إحداث فرقٍ كبيرٍ في عمل جهازك المناعي إن كان في حالةٍ ضعيفة خلال يومٍ واحد. نتيجةً للتعقيد الذي يتمتع به عمل هذا الجهاز وبالتالي يستلزم وقتًا أطول ليستعيد نشاطه ويعمل بشكلٍ طبيعي. لهذا السبب لن تستطيع تقويته بتلك المدة القصيرة. ولكن يمكنك دعمه من خلال شرب الماء بكمياتٍ مناسبةٍ بالإضافة إلى النوم لساعاتٍ كافيةٍ تصل إلى سبع ساعاتٍ في اليوم.

أمور مفيدة في تقوية جهازك المناعي لفترةٍ طويلة

تتنوع الطرق المتبعة لزيادة قوة الجهاز المناعي ما بين العادات السلوكية الصحية والنظام الغذائي الصحي أيضًا، ومن أهم تلك الطرق ما يلي:

  • النوم الكافي: فمن المتعارف عليه طبيًا ارتباط ساعات النوم اليومية بقدرة جهاز المناعة على العمل. فهو يتطور ويزداد قوةً خلال تلك الساعات مما ينعكس على قوة الجسم كلها. لذلك ينصح معظم الأطباء مرضاهم بزيادة ساعات النوم كي يتمكن جهاز المناعة من العمل بأريحية.
  • تناول الأغذية النباتية: من أهم تلك الأغذية الفواكه والخضروات والبقوليات ذات العناصر الغذائية العالية بالإضافة لمضادات الأكسدة. والتي تلعب دورًا هامًا في القضاء على الجذور الحرة المسببة للأمراض. وبالتالي مساعدة الجهاز المناعي في محاربة الأمراض.
  • تناول الدهون الصحية: والتي تستخرج من النبات مثل زيت الزيتون، فهذه الدهون تساعد الجسم على محاربة الحالات الالتهابية التي تضعف من عمل جهاز المناعة.
  • الأطعمة الحاوية على الخمائر: فهي تحوي على الكائنات البكتيرية المسماة (البروبيوتيك) والتي تستقر في الأمعاء. ولها دورٌ هامٌ في مساعدة المناعة على مسألة التفريق بين الخلايا الطبيعية والكائنات المهاجمة لها.
  • التقليل من السكريات الصناعية: أثبتت الأبحاث الطبية أن السكريات المكررة تعطل عمل الجهاز المناعي في الجسم أو تشل حركته. فهي التي تغذي الكائنات المسببة للمرض وبالتالي تزيد من قوة المواجهة أمام المناعة.
  • ممارسة تمارين رياضية باعتدال: كالمشي السريع والسباحة والركض جميعها تمارينٌ من شأنها أن تقوي الاستجابة المناعية في الجسم.
  • منع جفاف الجسم: إن بقاء الجسم في حالة رطبة يقي من الإصابة بالصداع وضعف التركيز إضافةً لخمول الجسد. مما يزيد من فرصة الإصابة بالأمراض وبالتالي ضعف المناعة. لهذا السبب ينصح بترطيب الجسم من خلال شرب كميات كافية من الماء في اليوم.
  • التقليل من التوتر: فهو العدو الأول للجهاز المناعي، لذلك يجب التحكم بهذا الشعور والقضاء عليه من خلال اتباع تمارين الاسترخاء كالتأمل واليوغا أو مراجعة الطبيب النفسي في الحالات الشديدة.

مكونات جهاز المناعة عند الإنسان

تتألف هذه المنظومة الدفاعية من عدة أقسام ينفرد كل قسمٍ منها بوظيفته المخصصة له، وتتمثل تلك الأقسام بما يلي:

  • الجهاز الليمفاوي: هو عبارة عن سائل شفاف ولكن يميل قليلًا للصفرة، ويكون مشابهًا للدم في مكوناته ولكن لا يحتوي على كريات الدم الحمراء إنما يضم الكريات البيضاء فقط. كما يحتوي على العقد الليمفاوية التي تتوزع في أماكن متفرقة من الجسم ومهمتها تخليص السائل الليمفي من الجزيئات الغريبة كالبكتريا بعد ترشيحه، ومن ثم صنع خلايا لمفية جديدة.
  • الخلايا الليمفاوية: وهي الخلايا البيضاء الموجودة في الدم والمسؤولة عن عملية دفاع الجسم ضد ما يهاجمه. وتنقسم لنوعين خلايا تائية T وخلايا بائية B، وتكمن وظيفة كل نوعٍ في أن الخلايا البائية هي المنتجة للجسيمات المضادة المهاجمة للبكتريا والمواد السامة. بينما تعمل الخلايا التائية على إزالة أي خليةٍ مصابة بأي فيروس أو عاملٍ ممرض أو حتى الخلية السرطانية.
  • الطحال: وهو العضو الرديف للجهاز المناعي في الجسم لكونه الداعم الأول في صنع الكريات البيضاء نتيجة امتلاكه لعددٍ من العقد الليمفاوية.
  • النخاع الموجود في العظم: وهو النسيج المتواجد داخل العظام وذو قوامٍ لينٍ، وله نوعان النخاع الأحمر والأصفر. وتكمن مهمة كل منهما في أن النخاع الأحمر يصنع خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية أيضًا. أما النخاع الأصفر فهو مسؤولٌ عن تصنيع الخلايا البيضاء.
  • الغدة الزعترية: هي الغدة الموجودة على القصبة الهوائية وتنتمي للغدد الصماء، يأتي دورها في إفراز هرمون الثيموسين المسؤول عن تنظيم جهاز المناعة والمساعد الأول في عملية صنع الخلايا الليمفاوية.
  • كريات الدم البيضاء: وهي الكريات التي تدافع عن الجسم عند تعرضه للهجوم من قبل الكائنات الحية الدقيقة. وتتميز بأنها تتجدد باستمرار فعمر الكرية الواحدة يتراوح ما بين عدة أيام وحتى عدة أسابيع. ولكن عند إصابة الجسم يزداد عدد الكريات البيضاء من أجل تسريع الشفاء.

أنواع المكملات المستخدمة في تقوية جهاز المناعة

بينت بعض الدراسات والأبحاث أن المكملات الغذائية قد تزيد من استجابة جهاز المناعة الموجود في الجسم، لذلك ينصح بتناولها ولكن باعتدال وتحت إشرافٍ طبيٍّ. ولها عدة أنواع أشهرها:

  • فيتامين C: إن تناول فيتامين سي بكمياتٍ تتراوح بين الـ 1000 و2000 ميليجرام يوميًا سيقلل من فرص الإصابة بحالات الرشح ولكن لا يمنعها.
  • فيتامين D: من شأنه تعزيز عمل جهاز المناعة في الجسم وينصح بتناوله فقط في حالة نقص مستواه في الجسم.
  • الزنك: يقلل عنصر الزنك من فرص الإصابة بنزلات البرد، لذلك ينصح بتناوله على شكل مكملٍ غذائي.

وأخيرًا لا بد من التنبيه إلى ضرورة الاهتمام بصحة الجسم ككل والعناية به، وذلك للوقاية من التعرض لأي مرضٍ كان. وبالتالي إراحة جهاز المناعة لأكثر وقتٍ ممكنٍ ومنحه الوقت الكافي لتجديد نفسه وزيادة قوته. حتى يتمكن من محاربة أي كائنٍ مهاجمٍ للجسم بشكلٍ أقوى وأسرع.