من المفترض أن يتعرف الجميع على الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم نظرًا للتشابه الكبير بين الأعراض الأولية للمرضين. إضافةً إلى تجنب المخاطر الناتجة عن الاعتقادات الخاطئة لدى غالبية الناس. فتارةً ما ترى شخصًا يهرع للطبيب وهو في حالة ذعرٍ معتقدًا أنه مصابٌ بمرض سرطان المستقيم. ليكتشف لاحقًا أن ما يحدث له ليس إلا مرض البواسير التي لا تستدعي كل ذلك الخوف. وفي المقابل فهناك من يهمل صحته ظنًا منه أن الأمر لا يستدعي الاهتمام البالغ إلى أن تدهور صحته ويفوت الأوان. كل ذلك قد يحدث نتيجة الجهل والتخلف اللذان يغزوان مجتمعاتنا العربية. وأيضًا بسبب الاستخدام الخاطئ للإنترنت والحصول على المعلومات الخاطئة.

ومن هذا المنطلق تأتي ضرورة نشر الثقافة الطبية بين الناس بمختلف الأعمار. بدءًا من دخولها ضمن المناهج الدراسية وانتهاءً بتعليم الجميع ضرورة الاستشارة الطبية عند وجود أي عارضٍ صحي. فالمرض بشكلٍ عام هو حالة غير طبيعية تصيب أعضاء الجسم مسببةً أضرارًا مختلفة بحسب العضو المصاب. منها ما يسبب ضررًا عرضيًا يستطيع الإنسان التخلص منه باتباع بعض العادات الصحية كمرض البواسير. ومنها ما يشكل خطرًا على حياة الإنسان ويستلزم العناية الطبية أي اللجوء إلى الطبيب منذ البداية مثل سرطان المستقيم. وهذا ما يستدعي وجوب معرفة الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم الذي يشكل محور مقالنا الأساسي. فتابع معنا.

الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم

يعرف مرض البواسير بأنه تورمٌ في الأوردة الشرجية وغالبًا ما يشابه الدوالي. فقد تنشأ تلك الانتفاخات تحت الجلد المحيط بفتحة الشرج أو في الجدار الداخلي للمستقيم. أما مرض سرطان المستقيم فهو عبارةٌ عن أورامٍ تظهر في الجزء الأخير من القولون ضمن الأنسجة الداخلية للمستقيم. وبالرغم من تشابه أعراض كلٍ من الحالتين، إلّا أنهما تختلفان بأعراضٍ أخرى تميز كلًا منهما عن الآخر. إليك أهمها:

  • أعراض البواسير المميزة:
    • حدوث النزيف في فتحة الشرج.
    • الإحساس بألم في المستقيم وخاصًة بعد حركة الأمعاء.
    • الشعور بحرقة وحكة عند فتحة المستقيم.
  • أعراض مرض سرطان المستقيم :
    • تغير في طبيعة الأمعاء وحدوث إمساك.
    • انتفاخ البطن وتشكل غازات.
    • الإحساس بالألم الشديد عند مرور البراز في المستقيم بسبب وجود الكتلة الورمية داخله.
    • الشعور بعدم القدرة على تفريغ القولون من البراز بشكل نهائي.
    • خسارة الوزن بسرعة وبشكلٍ مفاجئ.

الاختلاف بين أسباب البواسير وسرطان المستقيم

كاختلاف الأعراض فأيضًا تختلف أسباب كلٍ من البواسير وسرطان المستقيم، لذلك من الضروري أن تتعرف إليها ، فبداية تظهر البواسير نتيجة ما يلي:

  • الضغط الزائد عند الرغبة بتفريغ القولون.
  • الجلوس لفترة طويلة في الحمام.
  • التعرض للإصابة بالإسهال أو الإمساك الشديدين والمزمنين.
  • زيادة الوزن بنسبة كبيرة.
  • سوء التغذية من خلال تقليل كميات الألياف المتناولة يوميًا.
  • القيام بالتمارين الرياضية المجهدة وحمل الأوزان الثقيلة.

في حين أن أهم أسباب تشكل سرطان المستقيم هي:

  • وجود تاريخٍ مرضيٍّ عائلي للإصابة بسرطان المستقيم.
  • التعرض للإصابة بفيروس سرطان الحليمي البشري.
  • الإكثار من التدخين.
  • التقدم في العمر.
  • زيادة كمية الدهون في الغذاء المتناول.
  • التعرض للإصابة بداء الأمعاء الالتهابي.
  • السمنة المفرطة.

ما هو علاج مرض البواسير

باستثناء الحالات المتقدمة التي تستدعي استئصال البواسير عند الطبيب. فيمكن علاجها بشكلٍ شخصي وفي المنزل منذ بدايتها عن طريق تنفيذ ما يلي:

  • استخدام مغاطس من المياه الدافئة لتقليل آلام البواسير.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضار.
  • الابتعاد عن الضغط عند الشعور بحركة في الأمعاء.
  • القيام بالتمارين الرياضية المساعدة على تخفيف الإمساك.
  • استخدام المراهم الموضعية التي تحتوي على الهيدروكورتزون.
  • استعمال الأدوية المسكنة كالسيتامول أو البروفين.

ما هو علاج سرطان المستقيم

توجد مجموعة من الطرق لعلاج سرطان المستقيم وهي كالآتي:

  • استخدام العلاج بالأشعة: حيث أن الأشعة تعمل على قتل الخلايا السرطانية عبر تطبيقها على المنطقة المصابة.
  • العلاج الكيميائي: وهو تناول الأدوية عبر الفم أو عبر الوريد التي تعمل على قتل الخلايا السرطانية.
  • العلاج بالعمليات الجراحية: يمكن استئصال الخلايا السرطانية جراحيًا من قبل الطبيب المختص.

ولا بد من معرفة أمرٍ هامٍ وهو أن الطبيب سيلجأ بدايةً  لاستخدام طريقة العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة. وفي حالة عدم الاستجابة لكلا الطريقتين سيلجأ حينها للعمل الجراحي.

كيفية تشخيص مرض سرطان المستقيم

في حال كان عمر المريض ٥٠ وما فوق فيمكن الكشف بأحد الطرق التالية:

  •  استخراج عينة من القولون من خلال  إجراء التنظير له مع القيام بالتصوير الشعاعي الطبي لتحديد موقع وانتشار المرض.
  • القيام بتحاليل خاصة يطلبها الطبيب المختص.
  • إزالة الزوائد اللحمية الصغيرة في حال تواجدها.
  • القيام بأخذ خزعة عند وجود كتلة كبيرة أو صغيرة وتحليلها لمعرفة نوعية الكتلة هل سرطانية أو سليمة.
  • استخدام الأسبرين والأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية.

وبهذا تكون قد تعلمت أنه لا يوجد أي علاقة بين ظهور البواسير وتشكلها بمرض سرطان المستقيم. وأن لكلٍ منهما أسبابه وأعراضه الخاصة به. ولكن الشيء الأهم والمشترك الذي من المفترض أنك تعلمته هو الاهتمام بالغذاء بشكل أساسي والتعود على تناول الأغذية المليئة بالألياف كالفواكه والخضار الطازجة. بالإضافة إلى ضرورة مراجعة الطبيب عند استمرار الشكوى أو تكررها للحصول على التشخيص الصحيح وبالتالي الوصول للعلاج المناسب بشكلٍ مبكر.