ماذا تعرف عن علم الفطريات الطبية؟ وعن علاقتها بالالتهابات الفطرية التي تصيب الإنسان، كالفطار الأذني على سبيل المثال؟ ما هو الفطار الأذني؟ ومن هم المعرضون للإصابة به، وما تأثيره عليهم؟ ما هي أسباب، وعلاج الفطار الأذني، وطرق الوقاية من الفطور الممرضة؟ كل هذه الأسئلة، وأكثر ستجدون أجوبتها في مقالنا هذا.

يعتبر علم الفطور فرعًا خاصًا من فروع علم الأحياء الدقيقة يعنى بدراسة الفطريات، وخصائصها، وهي من الكائنات الأساسية للحياة على الأرض في أدوارها المتكافلة التي تقوم بها، فالعديد من الفطريات قادرة على كسر المعقدات العضوية، والجزيئات الحيوية، بالإضافة إلى الملوثات كالبترول. كما انتفع الإنسان بدوره من خواص الفطريات التفكيكية، والتركيبية صناعيًا، وأنتج الصادات الحيوية، والأنزيمات، وأيضًا الحموض العضوية.

مع العلم توسعت تجارب العلماء، وأبحاثهم على الفطريات، فعلى الرغم من كون التواجد، والمعيشة الحرة لمعظم أنواع الفطريات في التربة، إلا أنهم وجدوا أن هناك أنواعًا من الفطريات تعتمد على الإنسان كعائل لها. وهي إما  أن تصيب أماكن موضعيةً فقط أو أنها تحدث إصابات عامةً في كل الجسم. كما أطلقوا على هذه الفطريات مصطلح “الفطريات الممرضة“، إذ يوجد ما يقارب 200-300 نوع من الفطريات التي تهاجم الإنسان، والحيوان أيضًا، وتسبب عندهما الأمراض المختلفة من السطحية “Superficial Mycoses“، والجلدية “Cutaneous Mycoses“، وتحت الجلدية “Subcutaneous Mycoses” ، بالإضافة إلى الأمراض الجهازية “Systemic Mycoses” التي قد تودي إلى الموت في بعض الحالات.

ما هو الفطار الأذني

فطار الأذن هو عدوى فطرية سطحية تصيب قناة الأذن، فتسبب انسدادها، ونقصان السمع، بالإضافة إلى حكة مزعجة للمريض، وكثيرًا ما يصادفها طبيب الأذن، والأنف، والحنجرة في عيادته. وصفت العدوى بالفطار الأذني منذ أكثر من 100 عام، وبعد ذلك توصل العلماء إلى تحديد أسباب، وعلاج الفطار الأذني بدقة.

تنتشر الإصابة بالفطار الأذني في مختلف أنحاء العالم. كما تختلف معدلات انتشار المرض بين بلد وآخر. كذلك الأمر في البلد الواحد، فهي تختلف بين منطقة وأخرى. على أن الإصابة به تتركز في المناطق الاستوائية، والمدارية، والتي يوفر مناخها الرطب الدافئ بيئةً ملائمةً لنمو، وتكاثر الفطريات المسببة للفطار.

أسباب الفطار الأذني

تعتبر أنواع الرشاشيات، والمبيضات من أكثر مسببات الأمراض الفطرية شيوعًا. كما تشمل العوامل المؤهبة للفطار الأذني ما يلي:

  • المناخ الرطب الساخن.
  • تراكم الصملاخ.
  • استخدام أدوات تنظيف الأذن غير المعقمة.
  • زيادة استخدام المضادات الحيوية الموضعية طويلة الأمد أو المتكررة (قطرات الأذن الستيروئيدية).
  • كما يمكن أن يؤدي التهاب الأذن الوسطى المزمن إلى حدوث الفطار الأذني.

هذا وقد لوحظ ازياد معدل الإصابة بالفطار الأذني عند فئات معينة من الناس. خاصةً أولئك الذين يعانون من نقص المناعة، والمرضى الذين خضعوا لجراحة استئصال الخشاء، بالإضافة إلى الذين يستخدمون سماعات الأذن غير النظيفة باستمرار، ولفترات طويلة نسبيًا، وغير المهتمين بقواعد الصحة العامة، ونظافة الأذن.

أعراض الفطار الأذني

ينتج عن الفطار الأذني التهاب، بالإضافة إلى كتل ظهارية سطحية تتكون من الفطريات، والخلايا المتموتة، وأيضًا القيح. كما يمكن أن ينتشر الفطار خارج قناة الأذن إلى الأذنين.

تشمل الأعراض الرئيسة للفطار الأذني ما يلي:

  • ضعف السمع.
  • الإحساس المستمر بانسداد الأذن نتيجة تراكم الحطام الفطري في القناة السمعية.
  • ألم، والتهاب، وتورم حول الأذن، وغالبًا ما يترافق بحكة.
  • الشعور بالإرهاق.
  • بالإضافة إلى طنين الأذن.

عادةً ما تكون العدوى أحادية الجانب وتتميز بحكة التهابية، وتقشر، وألم في الأذن، وقد تكون العدوى إما حادةً أو شبه حادة.

تشخيص الفطار الأذني

يمهد التشخيص الدقيق لأية آفة مرضية الطريق الصحيح لسير العملية العلاجية. إن تشخيص الإصابة بالفطار الأذني يتطلب درجةً عاليةً من الدقة، والخبرة. إذ قد يكون من الصعب اكتشاف العدوى بالمبيضات سريريًا بسبب افتقارها إلى مظهر مميز مثل الرشاشيات.

لذلك لا بد من مراجعة الطبيب الأخصائي عند ظهور الأعراض التي وردنا على ذكرها سابقًا. لتبدأ بعد ذلك خطوات التشخيص الروتينية من قبل الطبيب:

  • بدايةً يقوم الطبيب بالسؤال عن تاريخ المريض الطبي.
  • يلي ذلك إجراء فحص جسدي باستخدام منظار الأذن. (منظار الأذن هو جهاز ذو رأس مخروطي مزود بمصدر ضوئي. يستخدم للنظر إلى داخل قناة الأذن، وغشاء الطبل).
  • كما يلجأ الأطباء إلى أخذ مسحة من المفرزات في قناة الأذن، ثم فحصها مجهريًا للتأكيد على وجود الفطور الممرضة أو نفيه.
  • يمكن أيضًا ملاحظة وجود طبقة بيضاء أو بنية اللون، وقد تكون رطبةً أو جافةً في تنظير الأذن، فضلًا عن ذلك قد يتغير لون المفرزات ليأخذ أحد الألوان الآتية (أبيض أو أخضر أو أصفر أو أسود).

ما هو علاج الفطار الأذني

في بعض الأحيان يمثل الفطار الأذني مرضًا صعب العلاج يتطلب المتابعة على المدى الطويل، ورغم ذلك فإن معدل تكرار إصابة الشخص به مرتفع.

وهناك أكثر من خطة علاجية للفطار الأذني، وكلها أبدت فعاليةً في معالجة المرض، وأهمها:

  • قطرات الأذن: يعد استخدام قطرات الأذن المضادة للفطور علاجًا ناجعًا للفطار الأذني، وبالأخص تلك التي تحوي على “كلوتريمازول“، و”فلوكونازول“.
  • العلاج الدوائي باستخدام الأدوية غير الستيروئيدية المضادة للالتهاب أو “الأسيتامينوفين“.
  • أدوية فموية: في حال مقاومة فطور الرشاشيات لقطرات الأذن، عندئذ يعطى المريض أدويةً فمويةً. مثل “سبورانوكس” (إيتراكونازول).
  • تنظيف القناة السمعية، لإزالة الفطور، والقيح، ثم تعقيمها جيدًا. مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة القيام بهذا الإجراء من قبل الطبيب، وعدم تجربته في المنزل.

علاج فطريات الأذن في المنزل

بدايةً، وقبل ذكر أهم العلاجات المنزلية للفطار الأذني. تنبغي الإشارة إلى ضرورة أن يتم العلاج المنزلي تحت إشراف الطبيب المختص، واتباع نصائحه بدقة.

  • يمكن استخدام “بيروكسيد الهيدروجين المخفف” لإزالة الفضلات المتراكمة من القناة السمعية.
  • بعض الأدوية التي تصرف بلا وصفة طبية، وأهمها الحاوية على “بيروكسيد الكارباميد“. إذ تساعد هذه الأدوية في تنظيف الأذن من الصملاخ.
  • استخدام قطرة أذنية منزلية الصنع بعد السباحة. تحضر من مزج كميتين متساويتين من الخل الأبيض، والكحول الأحمر.

نصائح للوقاية من الفطار الأذني

ثمة مجموعة من التوصيات، والتي من شأنها أن تقيك من الإصابة بالفطار الأذني، وأهمها:

  • الالتزام بارتداء قبعة السباحة، وسدادات الأذن. بهدف حماية أذنك من الماء أثناء السباحة.
  • استخدام مجفف الشعر لإزالة الرطوبة من الأذنين، باستخدام أبطأ سرعة، وإبعاده عن الأذن مسافةً كافيةً.
  • تنظيف الأذن بشكل يومي باستخدام أدوات معقمة، وتجنب إدخال أجسام غريبة فيها.

 

لكل عضو في جسم الإنسان مهمة منوطة به لا غنًى عنها، وتركيب بديع، وسر عظيم. هل تعلم أن مركز التوازن في جسمك موجود في هذا العضو الصغير؟ وهل تعلم أن الحاسة الوحيدة التي لا تنام هي حاسة السمع!