تعتبر أغلب نساء العالم موضوع الفطريات المهبلية من المواضيع الحساسة جدًا التي يحظر الحديث عنها، حيث ينظرن إليه على أنه مشكلة محرجة يتوجب عليهن التعايش معها بدلًا من اعتبارها مشكلةً طبيةً تحتاج علاجًا. وبالنسبة لبعض النساء فقد تتسبب أعراض هذا المرض بفقدانٍ كبير للثقة بالنفس بحيث تصبح معها ممارسة الرياضة والعلاقة الحميمة مهمةً صعبةً للغاية. اسمحي لنا سيدتي أن نقدم لك الرؤية العلمية لموضوع الفطريات المهبلية وأسباب وعلاج هذه الفطريات.

ما هي الفطريات المهبلية

تعتبر الفطريات المهبلية أحد أجناس الفطريات الموجودة بشكلٍ طبيعيٍ في المهبل. إلا أنه ونتيجةً لأسبابٍ معينة قد تزداد أعداد هذه الفطريات عن الحد الطبيعي مسببةً التهابًا في المهبل فيما يعرف بعدوى الفطريات المهبلية. وتصيب هذه العدوى النساء من جميع الأعمار، غير أنها نادرة الحدوث قبل سن البلوغ. كما أنها لا تعتبر عدوىً منقولة جنسيًا، على الرغم من إمكانية انتقالها للشريك عند الإصابة بها. ويطلق على هذه الفطريات تسميات عديدة منها داء المبيضّات، والخميرة المهبلية، والكانديدا المهبلية. فلنتعرف معًا على أعراض الفطريات المهبلية وأسباب وعلاج هذه الفطريات.

أعراض داء المبيضات

هناك مجموعة من الأعراض المرافقة لعدوى الفطريات المهبلية، نذكر منها:

  • إفرازات لزجة من المهبل ذات لونٍ أبيضٍ تشبه الجبنة تنبعث منها رائحة الخميرة.
  • حكة وألم في منطقة المهبل.
  • احمرار وانتفاخ في منطقة الفرج، والأغشية المحيطة بالمهبل.
  • الشعور بالحرقة حول فتحة المهبل، وخاصة عندما ملامسة البول لها.

ومن الجدير بالذكر أن أعراض التهيج قد تزداد في ساعات الليل، كما أن الجماع يزيد أيضًا من حدة هذا التهيج. في حين لا تعتبر الرائحة النتنة دليلًا على الإصابة بعدوى الفطريات المهبلية، إنما هي دليل على الإصابة بمرض آخر هو البكتريا المهبلية.

أسباب الإصابة بعدوى الفطريات المهبلية

تعمل بعض أنواع البكتريا الموجودة في المهبل على الحد من نمو الفطريات بما فيها المبيضّات، محافظةً بذلك على مزيجٍ متوازنٍ ضمن المهبل. ولكن هذا التوازن قد يختل نتيجةً لأسبابٍ معينةٍ، مما يؤدي إلى ازدياد نمو المبيضّات وتغلغلها في طبقات الخلايا المهبلية العميقة مسببةً ظهور أعراض عدوى الفطريات المهبلية. ومن الأسباب المؤدية لنمو الفطريات المهبلية:

  • استخدام المضادات الحيوية التي تؤدي إلى اختلال توازن الفطريات والبكتريا في المهبل.
  • بعض المشاكل الصحية كالسمنة، أو الإصابة بداء السكري.
  • تناول موانع الحمل، أو العلاج بالهرمونات الذي يزيد مستويات الإستروجين.
  • الحمل.
  • ضعف جهاز المناعة.

علاج عدوى داء المبيضات الخفيفة والمعتدلة

يعتمد علاج الفطريات المهبلية على درجة شدة العدوى وتكرارها، حيث يتخذ علاج العدوى ذات الأعراض الخفيفة أو المعتدلة وغير المتكررة، الشكل التالي:

  • العلاج بالجرعات المهبلية ذات المدى القصير: وفيها تكون الأدوية على شكل كريماتٍ، ومراهم، وتحاميل تحتوي على موادٍ فعالةٍ مضادةٍ للفطريات مثل مايكونازول، وتيركونازول، وبوتوكونازول، وتياكونازول. وتتراوح فترة العلاج بين ثلاثة أيامٍ إلى أسبوعٍ.
  • العلاج الفموي ولمرةٍ واحدةٍ فقط: وهو جرعة تؤخذ عن طريق الفم تحتوي مادةً فعالةً مضادةً للفطريات مثل الفلوكونازول، ويمكن أخذ جرعتين منفردتين يفصل بينهما ثلاثة أيامٍ في حالة كانت الأعراض أكثر حدةً.

علاج عدوى الفطريات المهبلية الشديدة

في حال كانت أعراض الفطريات المهبلية شديدةً، ومتكررةً فيتخذ العلاج شكلًا آخر هو:

  • العلاج بالجرعات المهبلية ذات المدى الطويل: ويكون ذلك على مرحلتين، تتمثل المرحلة الأولى بأخذ جرعاتٍ مضادةٍ للفطريات بشكلٍ يوميٍ ولمدةٍ قد تصل إلى أسبوعين. ثم تليها المرحلة الثانية بأخذ جرعةٍ واحدةٍ في الأسبوع ولمدة ستة أشهرٍ.
  • العلاج الفموي متعدد الجرعات: والتي تتراوح بين جرعتين أو ثلاثةٍ تتناولها المريضة عن طريق الفم كبديلٍ للعلاج المهبلي.
  • العلاج المتوطن: ويستخدم في علاج الفطريات المقاومة للأدوية العادية، وهو عبارة عن كبسولة من حمض البوريك تدخل في المهبل.

تعليمات استخدام أدوية علاج الفطريات المهبلية

عليك سيدتي عند بدئك باستخدام أدوية الفطريات المهبلية أن تحرصي على تناول الجرعة الكاملة من الدواء. وفي حال عدم استجابة الأعراض للأدوية، أو في حال ظهورها مجددًا بعد اختفائها، يتوجب عليك استشارة طبيبك. كما لا ننصحك بمحاولة حل المشكلة بواسطة استخدام دواء بدون وصفة طبية، إذ أن الأعراض قد تكون ناجمةً عن سببٍ أخر غير الفطريات المهبلية. مع الانتباه إلى أنه لا ينصح بالعلاج الفموي في حالة المرأة الحامل، وأن كبسولة حمض البوريك تؤخذ في المهبل فقط، لأن تناولها عن طريق الفم قد يكون قاتلًا.

طرق الوقاية من عدوى الفطريات المهبلية

يمكنك سيدتي التقليل من خطر إصابتك بعدوى الفطريات المهبلية باتباعك للتعليمات التالية:

  • ارتدي ملابسًا داخليةً ذات قاعدةٍ قطنيةٍ وغير ضيقةٍ مع تبديلها بشكلٍ مستمرٍ.
  • قللي استخدام الغسول المهبلي الذي يزيل بعض أنواع البكتريا الطبيعية المحققة للتوازن في المهبل.
  • تجنبي ارتداء الجوارب النسائية الطويلة والضيقة.
  • تجنبي النزول في أحواض المياه الساخنة، والمغاطس الساخنة جدًا.
  • احرصي على تبديل ملابسك المبتلة من السباحة، وملابس التمرين، وتجنبي البقاء فيها لفترات طويلة.
  • قللي استخدام المنتجات الأنثوية المعطرة، بما في ذلك السدادات الصحية القطنية، والفوط الصحية.
  • لا تستخدمي المضادات الحيوية، إلا عند الضرورة، ولا تستخدمي أدوية الفطريات بغرض الوقاية، إذ من الممكن أن يصبح الجسم مقاومًا للعلاج عند الإصابة به.
  • المسح من الأمام إلى الخلف عند قضاء الحاجة.